Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هل قُضِيَ الأمر في طرابلس؟
عبدالله قمح
|
الخميس
21
آذار
2019
-
1:00
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
مبدئيّاً، نجحَ رئيس الحكومة سعد الحريري، بسعي الشركاء والمقرّبين منه، في وأد معركة طرابلس الفرعيّة تماماً وتحويلها إلى «استحقاق مقتول». الآن لا صوت يعلو فوق صوت الهدوء، فعمليّة الاستئصال قضت على كل شيء و «كلّه بحسابه».
اصلاً لا حاجةَ إلى الرّكض لمعرفة الغنائم التي حصدها المستفيدون من الوأد طالما أنّ الأمور تُلعب على المكشوف وظهرَ أنّ كل المشاركين قبضوا في السّياسة، وما دامت السياسة وسيلة، يكون الحريري قد حقّقَ الجزء الأكبر من مبتغاه: إعادة ديما جمالي إلى ساحة النجمة من دون ولا ضرر.
رئيس الحكومة كان يعلم سلفاً أنّ وضعه تحت أمر واقع معركة سيعود على صورته بضرر بالغ، نتحدّث عن الأرقام هنا التي لن تأتي كما يشتهي سيّد بيت الوسط، وعملاً بهذه القاعدة يكون فوزه ناقصاً ومعرّضاً لشتّى أنواع التأويل، حتى أنّه قد يُستخدم ضدّه لاحقاً في حال وضع تشريح شعبيّته على الطاولة. بهذا المعنى، أرادَ الحريري أقصر الطرق للفوز، فجنحَ صوب السلم وتصفير المشاكل.
ليس هذا كلَّ شيء، بل أنّ «تيّار المستقبل» ما زالَ معرّضاً لخوض غمار «شبه معركة» ما دامَ هناك مرشحّون ما زالوا يرفعون شارات التحدّي في الساحة، حتّى وإنّ كان هؤلاء ليسوا من النوع الذي يُمكنه تهديد عودة جمالي، لكن يُمكن لهم أنّ يَميطوا اللثام عن أرقام قد لا يرغب «المستقبل» في كشفها أمامَ الأصدقاء والخصوم.. من هنا، يؤكّد أكثر من مصدر لـ«ليبانون ديبايت» وجود سعي حثيث لدى «المستقبل» من أجل ترتيب «انسحابات» بالجملة للمرشّحين.
الحديث يدور هنا عن استفادة «المستقبل» من أدوار رجالات سياسة تقاطعوا معه، أسلحتهم سلسلة اغراءات قد يجري عرضُها على المرشّحين من أجل إقناعهم بالعدول عن طلباتهم.. إذاً «بيت الوسط» يريدها «تزكية وليس معركة»!
ثمّة شعورٌ لدى الغالبيّة الساحقة من المتابعين إنتخابيّاً في طرابلس، أنّ الأمور قد تذهب نحو تزكية، وإنّ المرشّحين حاليّاً، قد ينسحبون في اللحظات الأخيرة لقاء عرضٍ ما يأتيهم في ساعة، حتى وإنّ هؤلاء المتابعين وضعوا ايديهم على معلومات تفيد أنّ بعض المرشّحين يخوضون جلسات تفاوض بعيداً عن الأضواء من أجل تمرير سَلس لانسحاباتهم لقاء هدايا ما.
وهناك معلومات تقول أيضاً أنّ بعض المرشّحين رُموا وسط الزحمة كنوعٍ من أنواع القنابل الدُخانيّة الموظّفة لقطع الطريق على احتمال ترشحّ آخرين بنيّة جرّ «المستقبل» إلى المعركة.. بهذا المعنى، ثمّة اعتقاد أنّ «التيّار الأزرق» أخَذَ من بعض المرشّحين «دروعاً بشريّة» تُنجيه من عواقب المعركة، والقدر المقدّر لهؤلاء الانسحاب من الحملة قبل انتصاف ليل إغلاق أبواب الترشيحات.
هذا على الجانب الأزرق، أمّا على الجانب الآخر أي صف 8 آذار المسؤول عن الطعن في ولاية جمالي، تبدو الأمور هادئة تماماً، هادئة لدرجة أن محركات المعركة خفتت كُليّاً، أكثر من ذلك، ثَبُت غياب النيّة للمواجهة أو الترشّح!
مصدر سياسي شمالي متابع يؤكّد لـ«ليبانون ديبايت» هذه الأجواء، بل يكشف عن نصيحة اسدتها جهة سياسيّة أساسيّة إلى من يعنيهم أمر الاستحقاق في طرابلس، عنوانها وجوب ترك الأمور على حالها وصرف النظر عن خوض الانتخابات، لا ترشيحاً ولا اقتراعاً.
على الأرض يُمكن تأكيد هذه المعلومة سريعاً بالاستناد إلى غياب التحضيرات لدى 8 آذار، هذا الأمر ينسحب على الشارع ايضاً، سواء الموالي أو المعارض، فلا احاديث انتخابيّة ولا مُناكفات تُذكر، اللهمّ إلّا صوراً زرقاء لجمالي منتشرة على طول المدينة وعرضها، حتّى هذه لم تنفع في رفع المورفين في عروق القاعدة التي يبدو أنّها تعيش على كوكب آخر.
«جمعية المشاريع» المعنيّة أكثر من غيرها في المعركة، تبدو امورها اقل من هادئة. آخر تواصل جرى مع مسؤولين في الجمعيّة أشار إلى أنّ بت أمر الانتخابات لناحية ترشيح المرشّح الطاعن بولاية جمالي، طه ناجي، من عدمه مسألة تُتخذ في 48 ساعة.. كان هذا قبل إسبوع تقريباً!
معلومات «المشاريع» الحديثة تفيد أنّ ناجي «ما زال يتموضع مكانه وهو في صدد دراسة وضعه»، أمّا معلومات حلفائهم فكل مؤشّراتها تدلّ إلى أنّ برودة متابعة الجمعيّة للملف هي مؤشّر كافٍ ووافٍ عن اعتكاف مرشّحها وعزوفه عن خوض المعركة والاكتفاء بقرار المجلس الدستوري الذي اعتبره فائزاً مع وقف التنفيذ. ويبدو أنّ الجمعيّة تنتظر الظرف المناسب لإعلان موقفها، وسط عمليّة تجري لتقدير التوقيت الأفضل لإخراج الموقف.
من هنا، يبدو أنّ النائب فيصل كرامي، الشريك في المقعد المطعون به، مُقبل على إعلان العزوف هو الآخر والاكتفاء بموقف الشركاء «المشارعيّون». المعلومات تشير إلى أنّه تلقّى بدورهِ نصيحةً بعدم خوض الانتخابات مباشرةً في ظل الوقائع الجديدة التي تمخضت عن التقلّب في مواقف بعض الأطراف، إلى جانب عدم توفّر الرّغبة لدى «جمعيّة المشاريع».
أوساط قريبة من النائب كرامي، تؤكّد لـ«ليبانون ديبايت» أنّ أي موقف رسمي من الإنتخابات لم يبلغه الأفندي بعد إلى قواعده، لكنّها تكشف عن خيار واحد من اثنين، إمّا المقاطعة وصرف النظر عن المعركة ما يعني اعتبار طه ناجي نائباً فائزاً مع وقف التنفيذ، وإمّا دعم أحد المرشّحين الموجودين ردّاً على رفع جمالي سيوفها بوجه تيّار الكرامة.
حتّى الساعة، جميع الأمور قيد المراقبة وسط احتمالات ما زالت مفتوحة، وحده حزب الله الذي لا يتمتع بوجود شعبي قياساً مع الآخرين أو هيكليّة تنظيميّة في طرابلس، فضّلَ الابتعاد عن أجواء المعركة، وإبلاغ مناصريه المحدودين والشخصيات المقّربة جدّاً منه، أنّه لا يوجد أي منفعة لأحد من دخول معركة محسومة امورها سلفاً، بل أنّ الفائدة تكمن في ترك مجرياتها يدور بين أنصار نفس الفريق وللأرقام أنّ تكشفَ عيوبهم لاحقاً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا