Beirut
16°
|
Homepage
هذه قصّة طائرة عون الخاصّة
عبدالله قمح | الاربعاء 27 آذار 2019 - 0:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

أثارَ سفر رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون على متن «طائرة خاصّة» إلى موسكو الجدل وسط تساؤلات عن سرّ إستخدام الرئيس لطائرة خاصّة خلافاً للعادة السّائدة التي يعتمدها الرؤساء خلال سفراتهم ، من طائرات تعود لشركة طيران الشرق الأوسط.

وبعدما تبيّن أنّ السرّ يكمن في الإستراتيجيّة التي يعتمدها الرئيس في عصر النفقات وإعطاء الأولويّة لترشيق الوفود التي تسافر معه، تبيّن بالإضافة إلى هذا الجانب، أنّ الطائرة المُستخدمة ليست خاصّة بل تتبع لقسم أنشأ مؤخّراً في شركة «طيران الشرق الأوسط» يدعى Cedar Executive، وهو عبارة عن جناح يؤجّر الطائرات صغيرة الحجم.


من هنا، يتّضح أنّ الرئيس تقصّدَ إستخدام طائرة مستأجرة ذات تكلفة متدنّية مقارنةً بإعتماد طائرة تُستخدم عادةً برحلات السّفر وهي ذات تكلفة مرتفعة تتوزّع ُبين كِلفة إيجار للشركة المالكة وتكلفة إستهلاك وقود وغير ذلك.

وقد درجت العادة سابقاً أنّ تُخصّص شركة «طيران الشرق الأوسط» طائرتان مخصّصتان للسفر توضعا في تصرّف الرئيس قبلَ أيّام من موعد الزيارة، على أن يجري توقيفهما على أحدِ المدارج بعد تأمينهما من قِبَل الحرس الجمهوري وخضوعَهما لحراسة خاصّة. وتجميد حركة طائرتان يترتّبُ عنهما تكلفة إضافيّة. واستناداً إلى كل هذه العوامل جرى الركون إلى خيار الطائرة الخاصّة المستأجرة.

وفي معلوماتٍ لـ «ليبانون ديبايت» أنّ الطائرة المُستخدمة من طراز Embraer EMB-550 Legacy 500، تُسجّل رحلاتها على الترقيم MEA500 و MEA501، وقد أجرت بين الشهر الفائت والجاري أكثر من ٢٠ رحلة بين أوروبا وبلدان أفريقيّة وعربية كما يظهرُ خط بيانها الرقمي المؤشّر إلى حركة تنقّلاتها. واللّافت أنّ هذه الطائرة تُستخدم كـ«طائرة مستأجرة» من قِبَل رجال أعمال وعدد من السّياسيين والوزراء الذين يفضّلون إعتماد الطائرات الصغيرة كأحد عوامل السرعة وتوفير الوقت.

الموضوع لم يَعُد محصوراً بالطائرة فقط بعد أنّ فُتِحَ باب نقاش جدول أعمال الرئيس على مصراعيه وتقصّد البعض الإيماء نحوه، كذلك لم يعد الجدل قائماً حول الفريق أو الوفد الذي رافقَ عون وامتازَ برشاقته، بل باتَ يكمن في تعمّد البعض الاشارة بنوايا سيئة فسّرت الزيارة على النحو الذي تريده.

أصلاً، سفر عون إلى روسيا ونيّته لقاء الرئيس فلاديمير بوتين كانت مثار جدل منذ لحظة الإعلان عن الموعد، نظراً لأنّ قسماً سياسيّاً في الدّاخل لا يهوى الإعتماد في حلّ مشكلات لبنان على دول أخرى غير الولايات المتّحدة.

وقد وضعت على عاتقِ الزيارة فرضيات ضخمة، كما أنّ ماكينات نشطت من أجل إدخال تفسيرات عليها وتصوير جدول أعمالها خلافاً للنص الذي وضعَ لها، الكثير منها يُجافي الواقع احياناً، وهذا ما قرأ بإنتباه لدى أكثر من جانب سياسي على أنّه أسلوب ارادَ ممارسة الضغط على الرئيس وكبح توجّهه صوبَ طرح عدّة أمور.

حتى أنّ البعض أخذَ يطوفُ بكوكبة نوايا سيئة أجمعَ على القول أنّ الرّئيس تقصّدَ من وراء تشكيل الوفد، إبعاد «الشركاء» في الوطن عنه، وحصره ضمن بيت الرّئيس الدّاخلي، ما جعلَ من الوفد وفداً مثّلَ «عائلة عون» وليس لبنان الرّسمي، متناسياً أنّ الرّئيس قد سبقَ وأعلن أنّه لن يعمدُ إلى تشكيلِ وفود عريضة في سفراته الخارجيّة بل حصرهم ضمن وزراء وأركان الإختصاص فقط! فلماذا إحداث كل هذه الجلبة؟

حتى هذه الفرضيّة لم تمرّ عند هذا البعض، الذي أخذَ يضربُ ويطرح المقارنات ويثيرُ التساؤلات، كان أكثرها اثارةً عدم ضم وزير شؤون النازحين صالح الغريب إلى الوفد، علماً أنّ الغريب «قيّم الأرض ولم يقعدها» بعد استثنائه من المشاركة ضمنَ الوفد الذي شاركَ في مؤتمر بروكسل الخاص بالنازحين، فلماذا ما يُثار في حقل بروكسل لا ينطبق على بيدر موسكو؟

الجواب يُمكن العثور عليه لدى الفريق الذي تابعَ تشكيل وفد الرّئيس «الصغير» عن كثب، بعدما وجد الرّئيس أنّ إصطحاب الغريب معه كوزير لشؤون النازحين الذي هو بالمناسبة يُعد أحد أعضاء فريق الرّئيس السّياسي، سيجرّ معه ضرورة لضم وزير ثانٍ من فريق سياسي آخر يتموضع على يسار الرّئيس، وعلى هذا النحو قد تكر سبحة الضرورات ليقضي العرف بإصطحاب وزراء آخرين، ما سيؤدّي طبعاً إلى نفخِ الوفد خلافاً لرغبة الرّئيس.. من هُنا شاءَ عون أنّ يحصر بحث قضيّة النازحين السّوريين به شخصيّاً وهو الذي سيلتقي بوتين وليس أحدٌ سواه.

هذا الجو أرخى بثقله على السّفارة الروسيّة في بيروت، التي عبّرت مصادر قريبة منها عن انزعاجها من الأسلوب الذي اتبعهُ البعض في مقاربةِ زيارة الرّئيس عون وتجاهل أهميّة المواد الموضوعة على جدولِ أعمال الزيارة، لا بل أنّ بعض اللبنانييّن تعمّدَ إلصاق قضايا ليس مطروحٌ أنّ يبحثها عون خلال زيارته، ما أوحى أنّ هذا البعض يريد تمهيد وترتيب وإرساء أجواء سلبيّة من أجلِ الإدعاء لاحقاً أنّ زيارة الرّئيس لم تنجح!

لكنَّ هذا الكلام الواضح، لا ينفي فرضيّة أنّ الكرملين منزعج جداً من طريقة التعاطي اللُّبناني معه، ليس بما خصّ زيارة عون فقط، بل بسبب تجاهل بعض القامات السياسيّة القضايا المُلِحّة التي أبدى لبنان سابقاً عبر هؤلاء المسؤولين التعاون ثم تراجعه عنها، كمسألة اتفاقيّة التعاون العسكري بين لُبنان وروسيا، التي ومنَ الواضح أنّ الأركان الرّوس منزعجون جدّاً من تنصّلِ لُبنان من تعهداته فيها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر