Beirut
16°
|
Homepage
امهات وعسكريون على الحدود... الرئيس ام القائد؟
ميشال نصر | الاربعاء 27 آذار 2019 - 7:58

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

لان المناسبة غير عادية، وصاحبة العيد هي القصة كلها، كانت "العملية النوعية"، التي نفذتها قيادة الجيش عند الحدود الشرقية، في قطاع انتشار فوج الحدود البري الثاني، تحديدا عند نقطة "حورتا" على ارتفاع ١٦٥٠ مترا.

عشر امهات تجمعن صباح الاحد ١٩ آذار في مبنى قيادة الجيش، استعداداً ليوم طويل ورحلة مجهولة. سيدات من كل لبنان، من الشمال، الجنوب، البقاع، جبل لبنان، وبيروت، جمعت بينهن بزة مرقطة، فتوحدت لغتهن على وقع دقات قلوبهن، الحائرة طوال محطات الرحلة، وسط تساؤلات لم تخل من "قلق" المفاجأة المنتظرة، مع عمليات التضليل التي مارسها الفريق المكلف تنفيذ المهمة من قبل قيادة الجيش.


فمن اليرزة، بموكب "عسكري - امني"، مؤلف من عشر سيارات، بدأ اليوم الطويل مع اقتراب عقارب الساعة من الثامنة والنصف، في "مشوار" لن يكون سهلا وفق معطيات الارصاد الجوية، مرورا بقاعدة رياق الجوية ونادي ضباطها، نقطة الاستراحة الاولى، "ولقمة عالماشي"، قبل الجولة في متحف القوات الجوية، برفقة طبيب من طبابة منطقة البقاع تحسبا من اي طارئ صحي، وصولا الى قيادة فوج الحدود البرية الثاني، و"ترويقته البلدية الفخمة"، التي اصر قائده وضابطه، عسكرياته وعسكرييه، على راحة زوارهم وتكريمهم بما يليق واكثر، قبل الانتقال الى "محطة - اللقاء" على علو ١٦٥٠ مترا، ارتفع منسوب "الادرينالين"، مرات ومرات بعدما فقدت الامهات الامل بلقاء ابنائهن، نتيجة الاوضاع المناخية الصعبة، لتزداد معها التكهنات حول" الشخصية" التي سيلتقونها، والتي تأخرت مع تعذر اقلاع الطوافات من بيروت نتيجة الضباب المتكون فوق " ضهر البيدر".

في الحقيقة يدهش الزائر لقيادة فوج الحدود البرية الثاني، من دماثة اخلاق افراده ولطافتهم، وفخرهم بما انجزوه. ابنية نموذجية، ساحات خضراء للقاء الاهل، مستوصف طبي، مهبط طوافات، كل وسائل الراحة، تتوج كل ذلك حديقة تختصر مسيرة الفوج، زرعت فيها ١٣ ارزة وصورة، عدد شهداء الفوج ، والتي امامها كرم قائده واركانه الامهات مقدما لهم الهدايا التذكارية.

الا ان الاكثر لفتا للانتباه في تلك الثكنة الحدودية، يبقى الوجود الانثوي "لعسكريات غير شكل"، لياقة احترام ولباقة، تجعلك فخورا بتلك التجربة المتميزة. اما الامر الثاني فهو اصرار جميع العسكريين على الخدمة على الحدود، بعدما نجح "بي العسكر" في خلق روح عسكرية قل نظيرها في تاريخ الجيش اللبناني، نتيجة التعليمات المشددة المعطاة لقادة الوحدات بالسهر على راحة العسكريين وتامين حاجاتهم.

اهو الرئيس ميشال عون؟ ام هو قائد الجيش العماد جوزاف عون؟ ولكن لما لا يكون قائد فوج الحدود البرية الثاني؟ قبل ان تستدركن ان الاخير رافقهن من مقر قيادته الى الجرود، في "مشوار"، استمر قرابة النصف ساعة مخترقا الوديان والتلال عبر طريق معبد خال من اي حفر، اين منه الطرقات اللبنانية.

في مركز حورتا، المزود ببرج مراقبة وكل وسائل الراحة والامان للعسكريين، كما اكد للأمهات قائد الفوج ومساعده، طمأنة لقلب الام الى ان كل التسهيلات متوفرة، بدأت تتقشع الغيوم المتلبدة هذه المرة في سماء الامهات. استنفار للعسكريين في الخارج وتشريفات للأمهات العشر، في انتظار وصول "الشخصية".

دقائق ودخلت حرم المركز العسكري مجموعة الجنود العشر، العائدين من احدى الدوريات، بعدما صدرت اوامر قبل ايام بحجزهم دون ان تعرف الاسباب. بخطى عسكرية اصطفوا في مقابل امهاتهن غير مصدقين ما يحدث، دون ان يخالفوا التعليمات، رغم علامات التأثر والدهشة الظاهرة على جميع الموجودين من وقع المفاجأة.

"تأهب، قدم سلاحك، جانب سلاحك"، هكذا انتقلت البنادق من ايدي العسكريين لأمهاتهن، بعد العناق والدموع، ليعاود الجميع الاصطفاف "عسكريا"، حاملين هذه المرة باقات الورود. "خطوتان الى الامام" صرخ العقيد بصوت ترك صداه في ارجاء الموقع المحصن، قبل ان تتسلم الامهات باقات الزهور وتعيد البنادق الى اصحابها، مرفقة كلا منها بمأذونية العيد.

هكذا انتهى يوم ١٩ اذار ٢٠١٩، كما بدأ الامهات والابناء في الاليات العسكرية استعدادا للمغادرة باتجاه منازلهن، بعد انقسام الموكب الاساسي تسهيلا للعودة. يوم لن تنساه العائلات العشر، التي سهرت تلك الليلة حتى ساعات الصباح الاولى، يستمع افرادها الذين عاشوا دقائق "رعب" نتيجة التعتيم والسرية، عشرات الاخبار عن تلك الساعات ال١٥ التي انقضت على الحدود، وسط دعوات من القلب لصاحب المبادرة، قائد"غير شكل بيبقى" في كل قراراته.

فإلى العام المقبل والى مفاجأة جديدة، بعنوان جديد، يكتبها اصحاب الشرف والتضحية والوفاء، تكريما لأم حفرت تلك الكلمات بنور وايمان في قلوب ابنائهن.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر