Beirut
16°
|
Homepage
فرنسا في أحضان حزب الله
عبدالله قمح | الاثنين 08 نيسان 2019 - 0:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

بالغ الدّلالات كان اللّقاء الذي أجراه السّفير الفرنسي في بيروت، برونو فوشيه، مع وزير الشباب والرياضة، محمد فنيش، قبل نحو ١٠ أيام. الموضوع لا يُمكن وضعه ضمن إطار "لقاء عادي" أجراه وزير مع سفير دولة ممّثلة دبلوماسيّاً من أجلِ بحث «أمور ثنائيّة تهمّ البلدين» لكون الوزير المُلتقى به على وزنِ حزب الله! تُصبح القاعدة هنا سياسيّة بحته، وتُظهر أنّ فرنسا تسعى إلى إقامةِ توازن ما مع الحزب.

لا تريد باريس أنّ "تستقوي" على حزب الله كما تفعل بعض الدول الأخرى، وهذا واضح؛ وفي خضم الهجمة على الحزب وإدراجه على قوائمِ الإرهاب بريطانيّاً وأميركيّاً بجناحيه السياسي والعسكري، تختار باريس أنّ تُهادن وتمسكَ العصا من وسطها، وأنّ تقوم بإجراء هندسة وتثبيت على علاقتها السّابقة مع الحزب. بالنسبة إلى فرنسا، هناكَ فرقٌ بين حزب الله العسكري وحزب الله السّياسي، لو انّنا في لُبنان لم نعهد الفصل بينهما أبداً.


حتّى أنّ فرنسا لم تكرّ في حملات الإدارة الأميركيّة الآخذة بتنسيق وتعزيز الضغوط اقليميّاً على حزب الله ومحاولة توظيف بعض القوى المحليّة فيه، كذلك لمّ تُساهم باريس في إعداد وتلفيق وتركيب الملفّات والتهم الأمنيّة والجنائيّة لحزب الله، حتّى أنّ قضائها حيّدَ نفسه عن هذا السيناريو بدليل اصدارهِ قبل فترة حُكماً قضى بتبرئة أعضاء ما سمّيَ «خليّة الأرز» التي استثمرَ الجانب الأميركي ملايين الدولارات في الإعلام من أجلِ الإيحاء بأنّها تستهدف «زعزعة الإستقرار الفرنسي»!

من زاوية، تريدُ فرنسا المحافظة على تماس مع حزب الله وبالتالي سماع وجهة نظره وربّما التعاون معه لبنانيّاً بوصفهِ «حزباً لبنانيّاً ذات شريحة شعبيّة واسعة، ولديه ممثّلين في مجلسي النوّاب والوزراء»، هذه واحدة، وأخرى أبلغ وأكثر اهميّة، تتعلّق بمعرفة باريس الدقيقة بأنّ الحزب مصنّف على أنّه طرف من أطراف المحاربين الحقيقيين ضدَّ الفساد، وإنّه حزب لم يغرق في «بُرك» الآخرين.

ونظراً لأنّ فرنسا طوّاقه لـ«سيدر» وغيره حتّى ترسي قواعد الإصلاح، يصبح التعاطي والتعامل مع حزب الله أمراً ضروريّاً وغايةً لا بدَّ من إدراكها!

هناك حقيقة أخرى يأخذها الفرنسيّون على محملِ الجد، أنّ أحداً من الفرق السياسيّة المحليّة لا يملك طرف مواجهة حزب الله، أمر آخر شديد الإنتباه، أنّ خصوم الحزب مثلاً، أو بعضهم على الأقلّ، من الذين كانوا يحسبون على ١٤ آذار، طواقاً لخلق تعاون مع الحزب بدرجات محدّدة، حتى أنّ بعضهم أبلغَ نيّته تلك إلى السفير الفرنسي قبلَ مدّة، وإنّه في معركة مكافحة الفساد «يحتاجُ إلى ذراعٍ قويّة» فكيف إنّ كان هذا الذراع تمثل الغالبيّة في طائفة ميثاقيّة مؤسّسة!

على هذا النحو، تقرأ باريس السّياسةِ من تحت إلى فوق وليسَ بالعكس كما تفعل بريطانيا والولايات المتّحدة، التي تذهب في مواجهة حزب الله إلى حدود خلق إرباك وأزمة داخل لبنان، وهو ما لا تراه فرنسا مجدياً.

واصلاً، ثمّة من يكشفُ، أنّه وبغمرة التّحريض الأميركي الذين تجلّى بالزيارات المتكرّرة لمسؤولين في الخارجيّة وصولاً إلى زيارة بومبيو شخصيّاً، فضّلت فرنسا إرشاد حلفائها التقليديين في لبنان وتحذيرهم من مغبّة السّير بالطروحات الأميركيّة «المتفجّرة»، وهي بحكم العارف بطبيعة لبنان، فضّلت الاستفادة من استدراج حزب الله إلى عروض داخليّة عالية القيمة تَفيد في السّياسة، على خلق مواجهة سياسيّة معه لن تعود بالفائدة على أحد.

انطلاقاً من الواقعيّة السياسيّة هذه، اتجهت باريس نحو إستئناف علاقة «التلاقي والحوار» مع حزب الله، متجاهلةً قيام دولاً تقف في خندقِها السّياسي، بإدراج حزب الله على قوائم الإرهاب وشن حرب «داحس والغبراء» عليه. من هنا، كان اللّقاء الذي جمعَ فوشيه وفنيش.

ثمّة من يشيرُ إلى أنّ باريس تفضّل الإبقاء على هامش جيّد من العلاقة مع حزب الله، و بدرجة أخرى، تحاولُ التمايز عن الدّول التي تصنّف في خانة الحلف معها، كذلك هناك إشارة حول توفّر نيّة لدى باريس من أجل التمايز، بخاصّة عن بريطانيا التي تخوض معها منذ فترة كباش واضح، إلى جانب آخر، أميركي، على علاقة دائمة التوتّر مع الرئيس دونالد ترامب الذي لم يستثنِ الرئيس ايمانويل ماكرون من «طيشه» حين رماه بعدّة تغريدات من النوع الثقيل.

عليه تتعمّدُ فرنسا التمايز وإعتماد سياسة في لبنان «أكثر نضجاً» تحمي دورها التاريخي في «بلاد الأرز»، كذلك تُدرك أهميّة البحث عن مصالحها، وعلى قاعدة أنّ الجميع ذاهب يبحثُ عن مصالحه، فلماذا أبقي نفسي خارج دائرة المصالح واربط نفسي بمصالح غيري..؟!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر