"ليبانون ديبايت" – علاء الخوري

يولي رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل منطقة زغرتا أهمية كبيرة، ربما تساوي حجم طموحاته السياسية والحزبية. ولا "يبخل" ابن البترون بزياراته للمنطقة واعطائها ابعاداً يمكنه من خلالها ايصال رسائله الى "حليفه الاستراتيجي اللدود" و"خصمه الرئاسي الدائم" رئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجية، قارعاً من مدينة "يوسف بك كرم" طبول معركة الوجود "العوني" على امتداد طموحات الرجل.

يهوى باسيل استحضار مفردات "الزكزكة"، علَّه ينجح باستفزاز "البيك" ودفعه الى "هفوة" يستثمرها ضده ذات يوم، مستفيدا من "عفوية" فرنجية التي تضعه في كثير من الاحيان في مواقف لا يُحسد عليها، وباعتراف الرجل الذي يؤكد انه يقول "للأعور اعور في عينه".

قبل الانتخابات النيابية الاخيرة قصد باسيل زغرتا وأعلن منها تحالفه السياسي مع النائب ميشال معوض، واعداً بأن يكون معوض نائب تكتل رئيس الجمهورية في زغرتا، مستنداً الى احصاءات القانون النسبي التي كانت تعطي المقعد الثالث لمعوض، فكسب الرهان وانضم ابن رئيس الجمهورية السابق الى تكتل باسيل بعد أن "سحبه" من القوات اللبنانية.

صَوَّب باسيل في خطابه " الانتخابي" يومها على فرنجية من بوابة الوراثة السياسية، واشار الى ان "المشروع الذي سيقدمه التيار سيكون لكل اهل زغرتا".

وعلى طريقته رد يومها فرنجية على زيارة باسيل بفيديو مسرب مع شباب المرده، حيث سئل عن رأيه في جولة باسيل فقال مستغربا " يحو هون؟"، في اشارة واضحة بأن وجود باسيل بالنسبة للمرده كما عدمه، لن يؤثر على مجريات الامور في المدينة، طالما ان التحالف السياسي والعائلي موجود والمنافسة كانت على الحاصل الرابع في " الدائرة الرئاسية" وفاز به فرنجية.

يأتي باسيل اليوم الى زغرتا، مُذكرا فرنجية بأنه لن "يحل عنه" الا وبيده "الغلة" من بيدر المرده هذه المرة، حيث أكد ان التيار يريد نائبا له في زغرتا الى جانب حليفه، في رسالة واضحة لفرنجية بأن المعركة المقبلة سيكون عنوانها "تحجيمك" ولن نرضى أقل من ذلك.

وبمعزل عن النتائج التي من المبكر كثيرا الحديث عنها، ولكن باسيل أراد القول لفرنجية أن لا "هدنة" معك وأي تحالف قد يُبصر النور في حال تغيرت الظروف لن يكون الا على حسابك ومن جيبك.

في رأي المرده، ما يفعله باسيل في زغرتا ليس بجديد، والمحطات كثيرة وتبرهن ذلك، من ترشيحه العميد المتقاعد فايز كرم الى ترشيحه في الانتخابات الاخيرة الوزير السابق بيار رفول، وكلها لم "تُثمر" للتيار أي نائب، بل بقيت الامور على حالها.

تؤكد عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المرده ميرنا زخريا في حديثها لـ "ليبانون ديبايت" أن باسيل لم يأت بكلام جديد حول نية التيار ايصال مرشح له في الانتخابات المقبلة، فـ "هو خاض الاستحقاق في المدينة من خلال مرشحين الاول وهو العميد المتقاعد فايز كرم والثاني الوزير السابق بيار رفول ولم يحالفهما الحظ في دورتي ال 2005 وال 2018".

أما الجديد في الزيارة فتمثل بـ "احتضان" باسيل للعميد المتقاعد فايز كرم بعد ابتعاده عن التيار لفترة طويلة جاءت عقب الحكم عليه بالتعامل مع اسرائيل، فاصطحب وزير الخارجية الى متحف "الرمز الوطني والتاريخي يوسف بيك كرم"، وبغياب حفيد الاخير النائب السابق "سليم كرم".

هذه الخطوة بحد ذاتها تقول زخريا، تحمل الكثير من الدلالات، وهي رسالة الى الاقطاب في زغرتا وتحديدا النائب السابق سليم كرم ومن خلفه ارثه العائلي والى حلفاء النائب ميشال معوض وتحديدا النائب السابق جواد بولس بأن العميد كرم قد يكون مرشح التيار الثالث، ما يطرح الكثير من الاسئلة عن ابعاد هذه الخطوة، فهل تعني أن باسيل يريد من ميشال معوض "فك" تحالفه مع جواد بولس ليكون كرم بديلا عنه؟ ومن جهة ثانية، هل هذا تحدياً لعائلة النائب السابق سليم كرم التي دخل باسيل "حيها" برفقة فايز كرم الرجل الذي اعترف يوما ما بتعامله مع الموساد الاسرائيلي ونفذ عقوبة الاشغال الشاقة؟، والرجل الذي دفع بالسيد حسن نصرالله الى القول أن لا سقف سياسي او ديني او طائفي يحمي العملاء؟

تضع زخريا هذه الاسئلة في عهدة السنوات المقبلة التي تفصلنا عن الاستحقاق النيابي، مؤكدة أن قواعد المرده ثابتة ولم تتغير بل أثبتت ذلك في الانتخابات الاخيرة رغم كل الشائعات التي يطلقها البعض.