Beirut
16°
|
Homepage
الجميل يواصل استعادة موقع "الكتائب"... وينتقل الى الهجوم!
بيار ساروفيم | الاثنين 15 نيسان 2019 - 16:49

"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم

لم تمضِ سنة على الإنتخابات النيابيّة الأخيرة التي خاضها حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب سامي الجميل من موقع المعارضة للتسوية التي أوصلت العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية حتى كان الحزب قد نجح في إنجاز أكثر من خطوةٍ على طريق التحضير لبناء معارضة وطنيّة واسعة لإسقاط التسوية ومفاعيلها السياسيّة والإقتصاديّة.

وفي حين راهن خصوم الكتائب، على أن يكون تقلّص عدد أعضاء كتلة الحزب النيابيّة من خمسة نواب الى ثلاثة، مدخلاً الى شطبه من المعادلة السياسيّة اللبنانيّة الداخليّة، إذا بالنائب سامي الجميل ينجح في تحقيق مجموعة من الخطوات التي لا تشير الى استعادة مواقع الكتائب فحسب، وإنما الى استعداد الحزب للانتقال من موقع الدفاع عن حضوره الشعبي والسياسي الى موقع الهجوم الذي يضغط على خصومه شعبيًا وسياسيًا، لبنانيًا وعربيًا ودوليًا.


ويتوقّف المراقبون في هذا المجال عند المحطات الاساسيّة الآتية:

1- نجاح الجميل في عقد المؤتمر العام الحادي والثلاثين للحزب والخروج بقيادة جديدة بعد ثلاثة أيام من المداولات والنقاشات الديموقراطية التي لم تشهد الحياة الحزبية اللبنانية مثيلا لها منذ انتهاء الحرب في العام 1990.

وقد أعطى هذا المؤتمر، دفعًا للمحازبين الذين خرجوا من حالة التراجع والانكفاء الى حالة من الدينامية السياسية والحزبية اللافتة متحصّنين بظهور صوابية قراءة قيادتهم للتطورات وذيولها السلبية على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

2- نجاح الجميل في تعزيز حضوره العربي والدولي من خلال سلسلة زيارات قام بها الى أكثر من عاصمة عربية وأجنبية خلال الأشهر الماضية ومشاركته في أكثر من مؤتمر حزبي دولي ثبّت حزب الكتائب كشريك لقوى حزبية دولية عريقة في ممارستها الديموقراطية.

3- انتزاع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل اعترافًا عربيًا ودوليًا بالإضافة الى الاعتراف المحليّ، بدوره كرأس حربة المعارضة النيابية والسياسية والشعبية في لبنان، خصوصًا بعدما زاره مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد في مكتبه في البيت المركزي قبل أسابيع وتصريحه الشهير من المقرّ الرئيسي لحزب الكتائب بأنه يزور "بيت المعارضة اللبنانية"، مع ما يعنيه ذلك بالنسبة الى الدول الديموقراطية من موقعٍ متقدّمٍ في الحياة السياسية.

4- تدشين حزب الكتائب "متحف الإستقلال"، واتخاذه من 13 نيسان ذكرى سنويّة يحيي فيها "يوم الشهيد".

وقد جاء هذا المهرجان بمثابة "مفاجأة" حقيقيّة لخصوم الكتائب لا سيما لناحية الحشد الشعبي الذي شارك فيه، كما لناحية دقة التنظيم، بالإضافة الى العناوين السياسية التي رسمت سقفًا عاليًا للمواجهة تحت عنوان إسقاط مشروع التسوية الذي يعمل على تزوير الهوية اللبنانية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

ويرى المراقبون، أنّ رئيس الكتائب، نجح من خلال هذا المهرجان في استعادة ذاكرة الكتائب النضاليّة، وفي قطع الطريق على خصومه الداخليّين والخارجيّين الذين سعوا على مدى سنين طويلة لمصادرة تضحياته ومقاومته لصرفها في الحياة السياسية الداخلية، وفي تصحيح مسارٍ تاريخيٍّ كان قد خُيّل للبعض بأنّه بات من الماضي، وصولا الى الإعلان صراحة عن نيته بناء معارضة سياسية يكون حزب الكتائب عمودها الفقري لمواجهة السلاح غير الشرعي لحزب الله الذي سيطر على مواقع السلطة بالترغيب والقوة، على غرار المقاومة العسكرية التي كان الكتائب عمودها الفقري في بداية الحرب عام 1975 في مواجهة السلاح الفلسطيني الذي كان يسعى الى بناء دولة ضمن الدولة اللبنانية وعلى حساب مؤسساتها الدستورية وسيادتها واستقلالها وحقوق شعبها في الديموقراطية والازدهار والتنمية المستدامة والتطور الاقتصادي والحضور العربي والدولي الفاعل والمميز.

ويبدو حزب الكتائب بعد مهرجان يوم السبت الماضي وكلمة الجميل اللافتة، مصمّمًا على إكمال مسيرة معارضته تأكيدًا لرفضه سياسات الاستسلام والتسويات من أجل بعض المواقع السلطوية التي تعتمدها الأحزاب والقوى والتيارات السياسية التي اجتمعت في التسوية التي أوصلت العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بقوّة سلاح حزب الله على حدّ تعبير النائب علي عمار.

فهل ينجح الجميل في "كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان"، كما قال في خطابه؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر