وقعت قرى راشيا والبقاع الغربي تحت تأثير المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان ففاجأ سقوط الثلوج الأهالي، لا سيما في القرى التي يقل ارتفاعها عن 1100 م، حيث تراكمت الثلوج ابتداء من ارتفاع 900 م وتراوحت سماكتها بين 5 سنم و20 سنم في القرى الجبلية المرتفعة، خصوصا في ينطا وبكا ودير العشاير وحلوة والسلطان يعقوب وعين عطا وعيحا ولبايا وميدون، فيما تراكمت كميات اضافية فوق مرتفعات جبل الشيخ التي يصل ارتفاعها في اعلى القمم الى 2814 م.

وعرقلت الثلوج التي اكتسحت القرى حركة السير بشكل نسبي، في وقت اعتبرت فيه القرى الجبلية العالية مقفلة امام السيارات العادية، فتدخلت الفرق التابعة لمراكز جرف الثلوج في ينطا وعين عطا وعملت على فتحها بواسطة الجرافات المستأجرة من وزارة الأشغال العامة، كما تحركت أليات تابعة لبلديات راشيا وينطا ولاتحادي بلديات جبل الشيخ وقلعة الإستقلال لتسهيل حركة المرور على الطرق والاحياء الداخلية بمواكبة من شرطة الإتحادات البلدية وشرطة البلديات.

ولفت المهندس الزراعي عماد محمود أن "ثمة تأثيرا سلبيا للثلوج على بعض انواع الشجريات مثل الكرز والتفاحيات، وتلك التي لا تزال مزهرة متخوفا من موجة صقيع خلال الساعات المقبلة، الامر الذي يؤدي الى موت الزهريات وتضررها بشكل كبير"، ولفت الى ان "الحقول الزراعية المزروعة بالحبوب تتأثر بشكل ايجابي وتوفر هذه الشتوة على المزارعين خصوصا الذين يعتمدون على ري مزروعاتهم عبر الآبار الارتوازية وغيرها من مصادر الري، وأن هذه الامطار والثلوج ترفع منسوب الانهر والمياه الجوفية والبرك الاصطناعية التي تستخدم للري صيفا".

وادت الثلوج الى وقوع اضرار في بعض البيوت البلاستيكية الزراعية اضافة الى محاصرة قطعان الماشية في منطقة الفاقعة واليابسة شرق بلدة راشيا وفي كوكبا والسماح وعيحا.

وفي حاصبيا والعرقوب، تساقطت الثلوج فجرا وصباحا، وعزلت العديد من قرى العرقوب، وبخاصة شبعا وكفرشوبا وكفرحمام، بعد أن وصلت سماكتها في شبعا الى حدود 20 سم وفي كفرشوبا الى حدود 15 سم، واعتبرت طريق شبعا -حاصبيا وشبعا - كفرشوبا حذرة وسالكة لسيارات الدفع الرباعي، وتعمل الجرافات التابعة لوزارة الأشغال والبلديات على اعادة فتحها.

كذلك قطعت طريق شبعا - راشيا الوادي عبر عين عطا بعد أن تجاوزت الثلوح 25 سم، واعتبرت معزولة مواقع "يونيفيل" العائدة للكتيبة الهندية في تلال شبعا وكفرشوبا.

وأدت السيول الى ارتفاع منسوب نهري الحاصباني والوزاني، وأغرقت الأمطار الحقول الزراعية في وادي خنسا والماري وعين عرب ملحقة أضرارا فادحة بالمزروعات في حين اقتلعت الرياح العاتية الخيم البلاستيكية.

وفي بشري، غطت الثلوج بلدات قضاء بشري حتى ارتفاع 1200 متر، والطريق من بشري الى المصعد الكهربائي في الارز سالكة للسيارات الرباعية الدفع والسيارات المجهزة بسبب تراكم الثلوج حيث وصلت الى السماكة الى 40 سنتم في الارز.

ويتخوف المزارعون من انحلال أزهار الأشجار المثمرة في حال انخفاض الحرارة الى ما دون 2 تحت الصفر.

وفي الضنية، غطت الثلوج التي تساقطت اليوم في الضنية اغلب البلدات والقرى التي ترتفع 1100 متر فوق سطح البحر، وسط تدني في درجات الحرارة نتيجة البرد القارس الذي رافق تساقط الثلوج.

واثار تساقط الثلوج مخاوف المزارعين في المنطقة، بعدما غطى الجنرال الابيض ازهار الاشجار المثمرة، وخصوصا الاجاص والتفاح والكرز، وان ينعكس ذلك سلبا على الموسم الزراعي هذا العام.

كما شهدت المناطق الوسطى والساحلية هطولا غزيرا للامطار منذ ساعات الصباح.

وفي الشوف، أدت ثلوج نيسان المفاجئة الى قطع طرق الشوف الاعلى التي تزيد عن ال 1000 الا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، لا سيما بطمة، والمعاصر، والخريبة، وبعذران، ومرستي، وجباع وطريق المعاصر الباروك وعين زحلتا.

وقد شلت الثلوج في عيد الفصح الحركة في القرى المرتفعة بشكل تام. أما الطرق المتوسطة فشكل المرور عليها مجازفة، فيما طريق الشوف البقاع عبر الارز قطعت بشكل نهائي.

وفي المتن الأعلى، تساقطت الثلوج بكثافة في معظم قرى وبلدات المتن الاعلى وجرد عاليه، وقد غطت طبقة من الثلوج معظم القرى، الا انها لم تقفل الطرقات الرئيسية، ووصلت الثلوج الى تخوم عاليه، وبلغت ثماكة الثلوج الى اكثر من 7 سنتيمترات في القرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها عن الالف متر.

هذا وتشهد الطرقات حركة سير خفيفة بسبب تساقط الثلوج. اما الطريق الدولية باتجاه البقاع، فقد منع عناصر حاجز قوى الامن الداخلي في صوفر الشاحنات من التوجه الى المديرج - ضهر البيدر. وسمحت للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية او ذات دفع رباعي من التوجه فقط الى البقاع.

وشهدت منطقة البقاع الشمالي طقسا عاصفا طوال ساعات النهار، حيث هطلت أمطار متفرقة وتساقطت حبات برد مع انخفاض ملحوظ بدرجات الحرارة، كما تساقطت الثلوج على المرتفعات الجبلية، ما أدى إلى قطع طريق الهرمل- سير الضنية والهرمل- عكار، بسبب تراكم الثلوج وانخفاض درجات الحرارة وسوء الرؤية، وإلى ارتفاع ملحوظ في منسوب نهر العاصي، كما غطت المياه مساحات واسعة من المزروعات الحقلية، وخاصة الحدودية مع سوريا.