Beirut
16°
|
Homepage
جفاء وبرودة ولا مجاملات في لقاء عين التينة
فادي عيد | الثلاثاء 07 أيار 2019 - 7:22

ليبانون ديبايت - فادي عيد

أجمعت معظم الأوساط السياسية على الجفاء والبرودة الذي اتّسم به لقاء عين التينة، والذي جمع الحزب التقدمي الإشتراكي و"حزب الله" لتبريد الأجواء بينهما، بعدما وصلت الأوضاع بين الفريقين إلى حافة الإنفجار والتذكير بمرحلة أيار 2008، خصوصاً بعد الحملات العنيفة التي شُنّت على النائب السابق وليد جنبلاط، واتهمته بالخيانة العظمى على خلفية مواقفه الأخيرة، في ظل تعميم من قبل "حزب الله" للحلفاء والأصدقاء لمقاطعة رئيس الإشتراكي سياسياً، لا بل أن أحد المسؤولين الإشتراكيين يؤكد بأن "حزب الله" من أوعز إلى النائب السابق نقولا فتوش ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان، ولمعظم حلفاء دمشق والحزب، توجيه السهام إلى زعيم المختارة، ما أجّج الصراع بين الفريقين.

وعلم في هذا الإطار، أن تدابير وإجراءات أمنية مشدّدة اتخذت في الجبل خلال مناسبات دينية وفي ذكرى تأسيس الحزب الإشتراكي، وذلك تجنباً لأي صدام أو حصول إشكالات ما بين الطرفين في ظل اشتعال مواقع التواصل الإجتماعي بينهما، وبشكل غير مسبوق.


من هنا، تلقّف رئيس المجلس النيابي نبيه بري ما يحصل من خلال خبرته وإمكانية أن تتحول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، إضافة إلى كونه على علاقة وثيقة بزعيم المختارة، وحليف ل"حزب الله"، ما دفعه للتحرّك لتجنّب الأسوأ.

وينقل هنا، بأن بري لاقى صعوبة في إقناع "حزب الله" بداية بحصول هذا اللقاء، مؤكدين له أنه لا يمكن الجلوس بعد الآن مع الإشتراكي، لكن بري قام بمساعٍ حثيثة، أفضت إلى التئام لقاء عين التينة، والذي لم تستسيغه القيادت الدرزية الحليفة ل"حزب الله"، ولا سيما النائب طلال إرسلان، معتبرين أنه لا يمكن الركون لجنبلاط، الذي ينقلب على مواقفه، ويشار هنا، إلى أنهم، ومن خلال ما تشير إليه المعلومات، بأن إرسلان والوزير السابق وئام وهاب تمنيا على "حزب الله" عدم إعطاء جنبلاط أي فرصة.

وبالعودة إلى لقاء عين التينة، ينقل عن مواكبين ومتابعين له، بأنه كان لقاءً صامتاً لناحية الودّ أو المجاملات بين الطرفين، فكل اللياقات والعلاقات والصداقات غابت عنه، وحصلت مصارحة لم تؤدِّ إلى أي حلول، إذ يشار إلى أن وزير المال علي حسن خليل قال كلمة حملت دلالات كثيرة، أن مزارع شبعا هي لبنانية، وهذا أمر محسوم وغير قابل للنقاش، ما يعني وفق المتسائلين، ما إذا كان جنبلاط سيتراجع عن مواقفه، بحيث لا يعتبرها لبنانية، لا سيما وأن الأمور بحاجة إلى اعتراف من سوريا بلبنانية المزارع؟ وعليه هل يقبل "حزب الله" بأن يبقى جنبلاط على موقفه، أم أنه طرح خلال هذا اللقاء بأن يعتذر جنبلاط، أو يكون له موقف مغاير عما سبق وطرحه؟

كل هذه النقاط تبقي الأمور مكانها، على أساس أن رئيس الإشتراكي لن يعتذر أو يتراجع عن موقفه، بحسب المصدر الإشتراكي، بل ينتظر رداً سورياً للإعتراف بلبنانيتها وترسيم الحدود بين البلدين، وإلا فإن هذه المسألة ستبقى تدور في حلقة مفرغة، حيث العنوان الأبرز أن سوريا وإيران ومعهم "حزب الله"، يريدون إبقاء المزارع ورقة للتأكيد على الحاجة ل"المقاومة" وضرورة وجودها.

وأخيراً، تعتقد مصادر مواكبة، بأن ما سيحصل لاحقاً سينحصر في كسر الجليد وتنظيم الخلاف، وبالتالي العلاقة بين المختارة وحارة حريك ستبقى كما هي عليه غير مستقرّة، فجلّ ما يريده جنبلاط إبقاء التواصل قائماً مع "حزب الله" في سياق تنظيم الخلاف وبقاء الجبل مستقراً، وبمنأى عن الخلافات والتباينات السياسية، ولكن مجدّداً أن "حزب الله"، وكما يطرح، يريد ثمناً كبيراً حتى لتنظيم الخلاف مع جنبلاط، لأن ما ينقل من مجالس قيادات الحزب ووزرائه ونوابه وقيادييه، يؤكد على عمق الخلافات مع رئيس الإشتراكي، وأنهم سائرون في دعم حلفائهم على الساحة الدرزية بغية التصويب على المختارة، ما سيبقي الأمور أيضاً عرضة للتجاذبات والإهتزازات.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 9 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
"الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 10 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بيان "هام" من الشؤون العقارية 11 "سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 7 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 3
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 12 نائب يتعرض لوعكة صحية! 8 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر