Beirut
16°
|
Homepage
يوم قال صفير للجميل: "غيرو للحود مش أحسن منو"
علاء الخوري | الخميس 09 أيار 2019 - 5:34

"ليبانون ديبايت" – علاء الخوري

ليست صدفة، وانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أن ترى صور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على صفحات المدونين والمغردين على مختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية، فالصفات التي حملها "كاردينال الكنيسة" على مدى سنوات تركت بصمة كبيرة على المشهد اللبناني الذي واجه استحقاقات بالجملة طالت في جزء كبير منها الشارع المسيحي وبخاصة الماروني.

يقارن الكثيرون مسيرة صفير "الدينية" بتلك التي أرساها الرئيس فؤاد شهاب داخل "الدولة"، رغم اختلاف "السلطات" بين الرجلين، الا أن التكامل "المؤسساتي" والايمان المطلق بـ "الدولة" كوحدة وطنية متكاملة، عزز هذه المقارنة وجعلها واقعية من خلال محطات عدة "للرجُلَيْن".


فكثيرون هاجموا السياسة الشهابية يوم كان "كرباج" انطون سعد، يواجه كل من يريد "المس" بالدولة وفق حسابات الرئيس العسكري، وهؤلاء أنفسهم ومن بينهم الحزب القومي الذي قاد الانقلاب الفاشل على شهاب اعترفوا بتفكير الرجل المؤسساتي الذي بنى منظومة الاجهزة الرقابية وغيرها من المصالح والمؤسسات العامة.

أما البطريرك صفير فكرس "أبوته المارونية" على مؤسساتها، فكان المدافع "الشرس" عنها حين وجد أن البعض يريد اقتلاعها، وحمى مكانتها التاريخية وصَدَّ في كثير من الاحيان "البندقية" بـ "موقف" كان مؤلما على السلطات الحاكمة، وما دعوته الشارع المسيحي الى مقاطعة الانتخابات النيابية عام 1992 بوجه "التركبية" الأمنية اللبنانية السورية آنذاك الا الدليل الواضح على جرأة الرجل وصلابته.

صفير نفسه وقف مرة بوجه "الفريق السياسي" الذي كان "يستقي" خطابه من مفردات بكركي، وقال لقوى الرابع عشر من آذار أن الرئاسة الاولى خط أحمر بغض النظر عن الشخص الذي اعتلاها، وهو الذي استقل سيارته بعد العام 2005 الى بعبدا مرات عدة مساندا "الكرسي الماروني" الذي كان يجلس عليه الرئيس "اميل لحود"، ووضع من هناك جملة "لاءات" تكرس "قدسية" هذا الكرسي لمسيحيي هذا الشرق.

صفير هو أيضا الرجل الذي جلس يوما على مائدة العشاء في زمن "ثورة الارز" والى يمينه الرئيس أمين الجميل ونواب ووزراء تلك الحقبة، مستمعا الى كلام الجميل الذي سأله عن اسباب بقاء الرئيس لحود في منصبه؟ فرد عليه بوجهه المألوف: " يا شيخ أمين ليش فيه حدا قعد على هالكرسي وتركها؟".. جملة كانت كفيلة بدفع الرئيس الجميل الى فتح حديث آخر بعيدا عن "هموم" الرئاسة الاولى.

بهذا المنطق يسير صفير بعيدا عن الرياء أو المجاملة، ورغم أصوات "الاعتراض السياسي" التي علت في الفترة الاخيرة من رئاسته للكنيسة المارونية، الا أنه لم يتراجع عن مواقفه تجاه النظام في سورية وسلاح حزب الله الخارج عن سلطة الدولة، وما يتحدث عنه في مجالسه الخاصة يردده في العلن من دون أن يختبئ خلف أصبع التزلف السياسي، ومن مصالحة الجبل التي أرساها عام 2000، الى بيان المطارنة الموارنة الشهير الذي كان شعلة ثورة الارز، محطات عدة "خلدت" صفير في ذاكرة وطن.

ورغم اتهام صفير بانحيازه السياسي أو الحزبي، الا أن كثيرين عاصروه وجدوا أن الوطن كان أولويته، فشكلت مصالحة الجبل أولوية بالنسبة اليه وكان يعمل على "اجهاض" أي سيناريو أمني يعرقل مسيرة العودة، وتفاهمه مع النائب وليد جنبلاط شكل نقطة ارتكاز لتلك المسيرة وما أعقبها من تفاهمات سياسية كانت كفيلة بلجم لغة التحريض الطائفي، وهذا ما دأب على ذكره النائب جنبلاط في مواقفه التي يثني فيها على دور البطريرك صفير الاساسي للمصالحة "الاصلية".

اليوم لم يعد مهما الحديث عن "حالة صفير الصحية" فذكرى الرجل الذي ابتعد عن الاضواء في الفترة الاخيرة تجسدها محطات طبعت "استقلالية" البلد وسيادته، وتبقى عبارته الشهيرة "قلنا ما قلناه" حاضرة لتجسد موقف الرجل الثابت في مقاربته للملفات الوطنية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 9 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 10 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 12 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر