Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
خلوّ مطعم الحمّص في تل أبيب
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاحد
26
أيار
2019
-
7:26
"ليبانون ديبايت"- روني ألفا
عن "المبعَدين" إلى "الأراضي المقدسة". الدعوة منمّقة. تفادى المنظمون تعبيرَين في البطاقة: " المبعَدون إلى فلسطين المحتلة " و " المبعَدون إلى دولة إسرائيل". تجنّبوا التعبير الأول لأن فلسطين قد لا تكون محتلة بعرف أصحاب الدعوة. المسألة فيها نظر. تجنّبوا أيضاً التعبير الثاني لأن استعمال كلمة " دولة إسرائيل " فاقِع ويستوجب تدخل أجهزة الرقابة.
تمَّ التوافق باجتهاد دستوري "دالوزي" على توظيف عبارة " الأراضي المقدسة " . تعبير وظيفي آمِن يضمن بيع كنيسة القيامة والمسجد الأقصى في سوق حق عودة " أهلِنا ".
ثم تأتي البدعة الثانية: " المبعَدون ". أي المبعَدون " قسراً" . على فكرة. أذكر يومَها كيف غفرت المقاومة. لم تكن الدماء قد بردت بعد في أجساد الشهداء. أحدهم كان ما زال معلّقاً على عمود الكهرباء في سجن الخيام. استغرق سلخ أشلائه عن العمود وقتاً طويلاً. غفرت المقاومة بدماء ساخنة وأشلاء كانت ما تزال تنفضُ نفضاً على بعد أمتارٍ قليلة من أجسادها. أذكر أيضاً كيف غضّت المقاومة الطَّرْفَ عن تساهل الأحكام القضائية. مليون ليرة لبنانية مقابل خمس عشرة سنة أشغال شاقّة. مليون ليرة عقوبة حبس مقاوم في غرفة تعجّ بالجرذان والصراصير لمدة ثلاثة أسابيع. آثرت المقاومة حينها النسيج المجتمعي على الإقتصاص من القتلة. أخطأت؟ الجواب في فم التاريخ لو ينطق.
ذهب " أهلنا " يومَها طوعاً. طوعاً جداً. من أجل " عودة المبعدين طوعاً "؟ هل تستقيم لغة الدعوة على هذه الصيغة؟ لا! من دخل إسرائيل طوعاً ليس مبعداً. المُبعَد يُبعَد بقرار. يُبعَد بالخوف. بالرعب. بالترهيب. عملاء نكّلوا بالناس ثمّ حظوا بموتهم بجنازة ملوك مكَرّمين.
في كيان العدو اليوم ملحَقون. المطلوب إعادة صياغة الدعوة من جديد: " من أجل عودة الملحقين بإسرائيل ". الآن استقامت اللغة. وجب إذن تمزيق البطاقة القديمة وإرسال دعوة حسب الأصول. لغطٌ آخر: " حقُّن يِرجَعو ". طالما أنهم التحقوا طوعاً فمن حقِنا إرجاعهم...للمحاكمة.
التوقيت غريب. مريب. يأتي في عزّ سياحة التطبيع. تحت أقواس نصر صفقة القرن. طبعاً سيتنبّه المنظمون على مسألة مهمة: إنخراط " المبعَدين قسراً " في جيش العدو الإسرائيلي. هؤلاء سيتمّ إستثناؤهم. " أهلُنا " في " الأماكن المقدسة " غير " أهلنا " في جيش العدو.
سيتمّ ربما في ختام اللقاء الثاني للجنة العودة الميمونة إصدار توصية لوزارة المهجّرين تقضي بدفع خلوّ مطعم الحمص في تل أبيب لمالكيه من ورثة أنطوان لحد.
لقاء بعد لقاء. سنكون نحن مبعَدون عن لبنان الذي تعوّدنا عليه. عائدون من " الأراضي المقدسة " ستنجح اللجنة في رشِّ أرزّ أنكل بنز على مواكب عودتهم. سيتهافتُ الإعلامُ على سماعِ أخبار معاناتهم في سجون البيرة الإسرائيلية وملاهي اليهود الأشكناز. سنكون بحاجة عندها إلى لجنة تعيدنا نحن المقيمين في لبنان الى لبنان. وربما تدعونا لجنة أخرى إلى زيارة " طوعية " إلى " الأماكن المقدسة ".
العيدية الأكبر في عيد المقاومة والتحرير هو تحضير مشروع قانون يتمنى المنظمون أن يأخذ طريقه بسرعة الى مجلس النواب. عودة ممهورة ببركة من السلطة التشريعية. يمرُّ اللقاء الأول وسطَ مقاومة تعضّ على الجرح منذ تسعة عشر عاماً. العضّ على الجرح في زمن عضّ الأصابع.
خاتمة: اختار المنظمون أن يقولوا كلمتهم على بعد دقائق من ضاحية بيروت الجنوبية التي استحالت يوماً ركاماً بتعاون " أهلنا " المبعدين " في الأراضي المقدسة ". لقاء ناجح بإذن الله.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا