Beirut
16°
|
Homepage
أين سمير جعجع؟
فادي عيد | الثلاثاء 28 أيار 2019 - 0:40

ليبانون ديبايت - فادي عيد

انتهت الموازنة بالتي هي أحسن. وانتهت السنة الثالثة من العهد القوي الذي ترتسم معه ملامح أقل من عادية في مقاربة المراحل المقبلة، لعل أبرزها أن لبنان ليس جاهزاً فعلياً لمواجهة مفاجآت ما بعد رمضان، ولبنان ليس مهيأً لمواجهة تقلّص القدرة الإنتاجية، باستثناء السياسات النقدية التي توظف المصارف في خدمة دعم العملة الوطنية عبر هرولتها لشراء الدولار من خارج السوق خدمة للهندسات المالية، ولبنان ليس مهيأ لمواكبة عودة السوريين إلى بلادهم، في ظل نظام ملتبس على قاب قوسين وأدنى من انحلاله ضمناً لخدمة الصفقة الكبرى، ولبنان أيضاً ليس مهيأ لأن يقول كلمته من عرسال إلى الجنوب بصوت الدولة... وأسباب أخرى وتسيّب وغثيان ومواطن يئن من الفقر؛ ولكن اللبنانيين عادة، والمسيحيين خصوصاً، ينتظرون موقفاً مختلفاً من قيادات مختلفة، واعتادوا على أن دور الرئيس قد اختُصر بالرئاسة، ودور رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل قد توسّع ليشمل شتى أنواع العلاقات العامة، ومعظمها لا يغني عن جوع، بل يهدف إلى زراعات سياسية موسمية على طريقة "أبو الياس" أي النائب ميشال المر، كأن يزور منطقة، ويتجاوب مع طلب ويستجيب لمطلب، كيف لا وهو صهر العهد وعضد الدولة من دون منازع.

ولكن تبقى الأسئلة الكبيرة:
أين سمير جعجع؟ أين رئيس "القوات"؟ أين "القوات" أمام هذه الأسئلة الكبيرة، في زمن قد يكون الأخطر منذ نهاية الحرب وانسحاب السوري من لبنان... سمير جعجع الذي ذهب إلى اتفاق الطائف بماهية البطريرك الكبير لإنقاذ ما تبقى من الموطن الصغير، وسمير جعجع الذي دخل مشياً إلى معتقله لأنه رفض تشويه الوطن بموازين التسوية على حساب الوطن، وسمير جعجع الذي صمت أمام الإساءات يوم ترشّح إلى الرئاسة، وبلغ حد نكران الذات في التسوية الرئاسية لأجل إنقاذ الرئاسة والموارنة ولبنان.


كلنا يعرف أن هذا الكلام صار ضرورة في زمن حثالات الكلام حين ينكر المعروف ويصبح التهتك على جهود الأجيال والناس نكتة.

لولا اتفاق معراب وطريق معراب لكانت رئاسة عون ناقصة، وبالتالي، قوة الرئاسة تماماً كما هي اليوم، لأن "القوات" و"التيار" حين اتفقا قدّما توازناً وطنياً حقيقياً، وبرهنا عن قدرة مميّزة على استعادة حجر زاوية الدولة ووضع في مكانه في بعبدا.. وحين اختلفا، ترون ما ترون من وهن، ولا حاجة لشرح كثير، لا للودائع الوزارية في الحصة العونية، ولا للوهن أمام أي حركة سياسية خارج قوة المسيحيين التي منها قوة لبنان.

يتعب البعض ولا يملّ من الرهان على دورة كاملة لكوكب الأرض والباب واحد ليعود إليه من جديد، يمزّق البعض التواقيع والإتفاقات والشهود والشاهدون، وحين ستزف الساعة سوف يدور دورة كاملة ويعود إلى الممر الإلزامي: معراب.

هذا الكلام، نتيجة الإكثار بالبهار والإنبهار هذه الأيام بثانويات على حساب الأساس، والأساس واحد، ساعدوا جعجع لإنقاذ الجمهورية، وإلا لن تكون رئاسة وفرص القوة (عهد قوي وجمهورية قوية و و) لن تتكرّر.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 9 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 10 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 11 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
كارثة بيئية بين داريا والبرجين... ابن الـ73 عاماً هُجّر من منزله! (صور) 12 بيان "هام" من الشؤون العقارية 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر