"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

في معرض قراءته لمسار النقاش السياسي لمشروع الموازنة والإشتباك الذي سجّل في أكثر من اتجاه، رأى مرجع سياسي أن الوزير جبران باسيل، لا يترك مناسبة إلا ويُحاول استغلالها ليظهر بمقام العارِف الجامِع حيناً، والمُنقذ الإستثنائي حيناً آخر. في كلّ مرّة تجري الرياح عكس ما تشتهيه سفنه.

وأشار إلى أن الموازنة كانت فرصة سانحة وفق مدارك باسيل الحالمة بوراثة كرسي الرئاسة الأولى، فحاول أن يستغلّ المناسبة خلال ظرف دقيق جداً يمرّ به لبنان، خصوصاً وأن عيون المجتمع الدولي، كما جيوب اللبنانيين، تسابقت لمعرفة ما سيخرج به مجلس الوزراء من نتائج وحلول لمواجهة التحديات الكبيرة على الصعيدين الإقتصادي والمالي.

وفي الوقت الذي انكبّ فيه معظم الوزراء على الدراسة والمناقشة والتحليل، قال المرجع عينه، أن "وليّ العهد" وحده ذهب بعيداً وقرّر أن يُعلن "نقطة الصفر" في الجلسة الـ١٦، لاغياً ١٥ جلسة وساعات طويلة من جهود وزراء وأحزاب وخبراء. وكأنّه أراد القول: "لا يهمّ ما درستم وما ناقشتم وما توصّلتم إليه، لا يهمّ الوقت الذي سبق، لا يهمّ ما تبقّى من وقت.. المهمّ فقط هو الظهور أمام اللبنانيين وكلّ الدول، أنه صاحب الرؤية الإنقاذية التي ستنتشل لبنان من غرقه".

وتابع المرجع، أن وزير الخارجية تقدّم متأبّطاً ورقته السّحرية، واسترسل بقراءتها بنداً بنداً، حتّى ظنّ بعض الوزراء أنّ الزمن يُكرّر نفسه، فالطروحات سبق ومرّت من هنا، هي نفسها، في صياغة مختلفة، شابها انعدام الترابط والتنسيق.

واستغرب، أنه بعد سهامه القاسية ضد الموازنة ومجلس الوزراء والنقاشات والمداولات، انتظر انتهاء الجلسة الـ٢٠ ليصف الموازنة ب"العظيمة"، مُطالباً بإجماعٍ سياسيّ حولها في مجلس النواب، مُعرباً عن خوفه من مواقف الأحزاب والتيارات الأخرى التي من ممكن أن تُبطىء أو تعرقل إقرارها.

وسأل عن التناقض في المواقف، بحيث أنه هاجم الموازنة ثمّ دافع عنها وحذّر من مهاجمتها! وصفها ب"السلبية" ثمّ أطلق عليها صفة "العَظَمَة"، مع العلم أنّ ما من تغيير جذريّ طرأ عليها! انتقد وزير المال ثمّ أشادَ به! هل لمس أنَّ تعاطيه السلبي واللامؤسساتي انعكس سلباً على صورته كمرشّح مفترض للرئاسة؟ أم أن ما فعله من "همروجة" هوجاء انتهت بإقرار ثمين بكلفة ٤٠ مليار ليرة لوزارة المهجرين ؟!

وختم متسائلاً أيضاً، هل هكذا تُصان الأوطان والحقوق؟