Beirut
16°
|
Homepage
هل يوقعنا ساترفيلد في الفخ؟
عبدالله قمح | الخميس 30 أيار 2019 - 0:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

هل يوقعنا ساترفيلد في الفخ؟

تقريباً، باتَ على جدول أعمال مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ​ديفيد ساترفيلد زيارة كل شهر إلى لبنان! إهتمام المسؤول الأميركي بـ«بلاد الأرز» إلى هذه الدرجة، وتحديداً مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، تُثير الشكوك وتطرح علامات استفهام حول الخفايا الكامنة وراء هذه الاندفاعة.. الأكيد أن ثمّة رهاناً أميركيّاً على هذا الدور، يُشبه مراهنات القمار، لذا يُصبح من الطبيعي أن يكون هناك ثمن في النهاية!


يسأل كثيرون: ما هو الثمن الذي يتوقع أن «يقبضه» الأميركي واستطراداً الإسرائيلي؟ ما السّر الكامن خلف إنقلابة ساترفيلد ومن خلفهِ تل أبيب من ضفّة الإصرار على خطّةِ «هوف» و فصل الترسيم البحري عن البري، ثمّ التحوّل إلى القبول بالترسيم وفق المنطق اللُّبناني وتجاوز خطّة «هوف» إلى حدود نسفها؟

هذا التقلب في المزاج يحمل أطرافاً على إجراءِ دراسات معمّقة حول ما خفي من حراكٍ المبعوث الأميركي.

باتت تقريباً أسس التفاهم الذي يقود إلى طاولة «المفاوضات» حول ترسيم الحدود شبه منتهية. على ذمّةِ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي «الأمور ما زالت تسير في المنحى الإيجابي، لكن لا حسم حتى الآن».

في المعلومات، انّ المفاوضات التي تستضيفها «أرض محايدة» ممثلة بقيادة قوات الطوارئ في الناقورة، ستكون «عسكريّة الطابع»، بحيث سيمثلُ لبنان وفداً عسكريّاً من قيادة الجيش مقابل وفد عسكري إسرائيلي، بحضور وفد عسكري أُممي من «اليونيفيل» وتحت إشراف مبعوث أميركي «مدني».

التّسريبات تتحدّثُ عن إحتمال حيث يكون «المشرف الأميركي» سياسيّاً مكلّفاً من وزارة الخارجيّة، وعلى هذا النحو سيكون الوفدين اللُّبناني والإسرائيلي يتمتعان بمظلّة سياسيّة لو أنهما من أصحاب البزّات المرقطة، ويفترضُ أن تنتهي المفاوضات بتوقيع خطي ثنائي ممهور بتوقيع الرّاعي والوسيط!

عند هذه النُقطة ثمّة من استبقَ الأمور ذاهباً بإتجاه الإعتقاد انّ أي إتفاق سيجري التوصّل إليه ويعرض على التوقيع، سيمثل سابقة لبنانيّة تتمثّل في نيل الغطاء السّياسي الكامل لتوقيع لبناني - إسرائيلي على ورقة واحدة، وهو بالضبط ما تسعى إليه تل أبيب.

الخوف الذي يتسلّلُ إلى مستويات سياسيّة، لا يقتصر فقط على طبيعة التوقيع، بل إحتمال أن يكون هناك خطط أميركيّة تقود إلى طرح «أمور أخرى» غير ملف ترسيم الحدود على طاولةِ البحث، كإستغلال لوجود وفدين لبناني واسرائيلي في إحدى المرّات النادرة، وطبعاً، الخوف يصبح منطقيّاً في ظل إقتراب إعلان «صفقة القرن»، وتوفّر إشارات حول مساعي لترتيب المنطقة قبل هذا الإعلان.

وللحقيقة، فإن هذه المستويات تلقت إشارات حول وجود «نوايا أميركيّة» لطرح بعض البنود على طاولة «نقاش الترسيم»، ونقاط خلافيّة أساسيّة كـ«مزارع شبعا»، وما أعدَّ لافتاً في هذا السياق، وأتى بشكلٍ متزامن لهذه التسريبات، خروج حديث «الاستراتيجيّة الدّفاعية» من القمقم، وبدء الكلام حول «تبادل الأراضي» ومصير سلاح حزب الله، كما لو أننا أمام مفاوضات شاملة!

حتّى أن الجانب «المتطرّف لبنانيّاً» الذي قابل «إقتراح التفاوض» بريبة، أبدى خشيته من تعمّد واشنطن «تزحيط المفاوضات» نحو نقاشات جانبيّة تتجاوز حدود «التّرسيم»، وما يمكنها من ذلك، تلازم الملفات الحدوديّة على نحوٍ لا يمكن فصلها عن بعضها.. على هذا الأساس، بدأ هذا الجانب يستفهم من المعنيين أمور التفاوض مع الأميركي، ما مدى حدود التفاوض، وما هي الخطوط الحمراء المرسومة.

طبعاً حزب الله، يعد من المهتمين جداً بما يطرح، البعض في الدّاخل يشاء إلصاق صفة «القبول» على الحزب، لكن المطلعين على موقفِ الضاحية، يؤكّدون أنها تعتبر نفسها «غير معنية» بكل ما يطرح من استنتاجات، وهي أصلاً منحت تفويضاً مطلقاً للرئيس نبيه برّي إنطلاقاً من قاعدة التقاسم المتفق عليها داخل الثنائي الشيعي، وبهذا المعنى فإن التفويض «شامل وكامل» وليس على ملفات دون أخرى.

لكن لحزب الله موقفه المبدئي الذي وضعه عند الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي في مستهل ِالحديث عن مفاوضات. هو أكّد أنّه في المبدأ ضد عمليّة التفاوض مع الاسرائيلي، لكن إذا رأى المستوى السّياسي انّ ثمّة منفعة للبنان عبر مفاوضات «غير سياسيّة وغير مباشرة»، فهو لن يكون في خانة الإعتراض.

مُضاف إلى ذلك، أن قيادة حزب الله، أبلغت الرئيسين عون وبري، ما يمكنُ اعتباره «إلتزامات غير قابلة للتفاوض»، كمثل رفضها تجاوز «النص المقترح لمفاوضات التّرسيم البريّة والبحريّة» الذي يُحكى عنه، والخوض في نقاشات جانبيّة تتجاوز الموضوع الأساس وتدخل في تفاصيل هي محل خلاف، وبالتالي هي لا توافق على هذا الأمر، كما أنها حذّرت صراحة من إحتمالِ بلوغ الأميركي هذا المستوى.

طبعاً، الرّئيس ميشال عون قد رسم أوّلاً خطوط «عرض وطول» المفاوضات، وبالنسبة إليه، فـ«عمليّات الانزال خلف الترسيم» مرفوضة، كذلك الرّئيس نبيه برّي المتأبط بالنص الأساسي «مفاوضات حول الترسيم البحري والبري معاً من دون سقف زمني»، علماً انّ المقرّبين من الضاحية، يؤكدون أن برّي «فتح قناة مباشرة مع حزب الله ينقلُ خلالها لحظة بلحظة مستجدات التّفاوض الحاصل مع الأميركي».
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر