Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
تعازي في حفل زفاف المجلس الدستوري
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
27
حزيران
2019
-
12:47
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
أحاول أن أَجِد مناسبة ولو مفتعلة للتهنئة. آخرها انتخاب أعضاء المجلس الدستوري. تهاني من دون ملبّس ومرصبان. مثل من يعزّي أهل العروس في حفل الزفاف. مثل من يهنّئ كريمته مكرَهاً بزواجها خطيفةً من صهرٍ ليس على قدر المقام. قضاةٌ مشهود لهم بالإنتماء إلى القوس. من دون شك. انتموا إلى مجلس المِلل فور انتخابهم. إلى شركة وفَّرت لهم وظيفة.
من دون شك أيضاً. المُعَيّنون منهم سيكونون بلا أقواس نصر أيضاً. قضاةٌ في أيديهم مطرقة يهزّون بها وطناً عن بكرة أبيه. تهزّهم زعامات الطوائف. مطرقة الزعماء أقوى من مطرقة القاضي. سيقَ الدستور إلى ساحة النجمة. جلدوه هناك. قريباً سيلتئم المجلس الدستوري الجديد لينظر في دستورية القوانين.
ستكون الطوائف ملهمته وأمراؤها أمراؤه. سيكون الدستور مرّة أخرى عجينةً رافخة. الشَّوبَك سيكون بين أصابع النظام. نظام سيجدّ في الأيام المقبلة من أجل تحصيل حقوق الطوائف. من دون استشارة الطوائف. العنوان : تحصيل الحقوق. تحصيل حاصل.
موظَّفون عدليون على شكل خفراء برتبة خبراء على بوّابة الوليّ. أيهما أخطر؟ الوليّ الفقيه أم وليّ النعمة؟ الأول إختياري. الثاني إلزامي. مرّة جديدة تنتصر السياسة الصغيرة على العدل الكبير. تحكمه وتحاكمه. سيضيّفُ الدستورُ قهوةً في صالونات المحاصصة. سيحرّك السكّر في فناجين أهل السياسة. المأساة تشبِهُ بيتاً من دون سقف تمرح في أرجائه الفئران. تأكل ما تبقّى من سكّرٍ وخبزٍ ولحوم. لِمْ لا؟ المالكون غائبون أو مغَيَّبون والنواطير نائمة.
من دون مجلس قضاء أعلى مطلق السيادة على نفسه. من دون معهد قضاة يشبه قلعة الحصن. مِن دون مجلس أعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء سيد نفسه. من دون كل ما سبق، ستتحوّل الهيئات القضائية في بلَدِنا إلى هيئات من دون صلاحيات. ستُعطى صلاحية واحدة: صلاحية البتّ بإستقالات أحد أعضائها. صلاحية ارتداء معطف أو خلع معطف.
خلع باب الفساد سيكون ممنوعاً حتى إشعارٍ آخر. حتى " وطنٍ " آخر. مرة أخرى يصاب الإصلاح بطلق ناري في الخاصرة. يرانا نراه. يترنّح أمامنا من دون أن تجرؤ سيارة إسعاف واحدة على الوصول إليه. حتى الإسعاف بِحاجةٍ إلى أمر مهمّة سياسي. رصاصة رحمة أرادها زعماء الطوائف وجماعة " أفواه وأرانب" خارقة حارقة.
صحيح. من صلاحيات المجلس الدستوري البتّ بالطّعون. ولكن من يبتُّ بحال المطعونين كل يوم في أحلامهم؟ من يبتّ بتنهداتنا كل يوم؟ حجّ دستوري مبرور وسعي إصلاحي مشكور.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا