Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
ميراي عون: عندما يحمل "الصغار" القضية!
ملاك عقيل
|
السبت
29
حزيران
2019
-
8:50
"ليبانون ديبايت"- ملاك عقيل
في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن ميراي عون... ليس بسبب مواقفها التصعيدية أو رسائلها المبطنة، لكن بسبب "غيابها عن الشاشة". حتى "كادر" لقاءات رئيس الجمهورية ميشال عون مع زواره لم يعد يُظهِر حضورها الى جانبه، من ضمن فريق عمل مساعديه الاساسيين، كما في السابق.
المستشارة الاولى لرئيس الجمهورية غائبة عن السمع والنظر. كونها "إبنة المعلّم" الكبرى أعطاها بالتأكيد حظوة الحضور حيث يصعب على كثيرين الإقتراب والتأثير. فرصة لم ترِدها ميراي عون عبئاً في زمن الوراثة صارت "تهمة"، لذلك مارست مهامها الاستشارية منذ تعيينها مع فصل بين "الموقعين": "ابنة الرئيس" و"عقله" حاولت أن تلعب أيضاً دورها الاستشاري المؤثر، خصوصاً في الجانب المالي والاقتصادي، في إنجاح العهد و"المهمة" التي انتخب من أجلها ميشال عون.
عقدها الاستشاري بليرة واحدة، بخلاف العديد من مستشاري رئيس الجمهورية، يفترض ان تنتهي صلاحيته مع نهاية ولاية "الجنرال". لكن العين رصدت غيابها الملحوظ في الاونة الاخيرة عن واجهة الاحداث، مع العلم أنها مرافقة دائمة لرئيس الجمهورية في زياراته الى الخارج ومنها زيارة الدولة الى روسيا والتي اقتصر الوفد الرسمي فيها على الابنة والصهر، كما شاركت مؤخراً في جلسة مجلس الوزراء يوم عرضت الوزيرة ندى البستاني خطة الكهرباء، وذلك بعد استئذان الرئيس.
كمية الهواجس التي تختزنها وقلقها الكبير على إرث ميشال عون والمستقبل كانا أقوى من "نزعة" الاستفادة من الموقع والسلطة والنفوذ والتطنيش على "الغلط"... "إنتفاضة ميراي" صامتة، ولا شئ يدلّ على أنها قد تخرج قريياً عن صمتها.
لطالما ردّدت ميراي عون أن خيارها في العمل الحزبي يأتي في طليعة أولوياتها، "حيث يمكن أن أفيد أكثر. تماما كما أنا اليوم في بعبدا الى جانب الرئيس، لأخدم هدف".
محاولة "الشراكة" في صياغة النظام الحزبي لـ "التيار الوطني الحر" لم تأت وفق التوقعات، حيث لم تنجح في تعديل "بوصلته" النهائية بسبب التمايزات بينها وبين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وتموضعها على مسافة أقرب من طروحات المعارضين، فآثرت الانكفاء عن معركة النظام التي أفرزت سريعاً نواة معارضة "عونية" بسبب ما اعتُبر حصراً للصلاحيات بيد رئيس الحزب.
بالنتيجة، وبعد سنوات من عودة ميشال عون من المنفى خاضت التجرية الحزبية بإعلان ترشيحها الى عضوية المجلس السياسي. عدّم ترشّحها للمرة الثانية تزامن مع مسلسل المآخذ التي بدأت عون تراكمها حيال أداء قيادة "التيار" ودور جبران باسيل داخل الحزب وخارجه، في الملفات الصغيرة كما الكبيرة والمصيرية.
المطلعون يجزمون بأن ميراي عون "لَمَست لمس اليد تحوّل المجلس السياسي الى مجرد فولكلور حزبي حيث لا دور مؤثراً للنقاشات داخله"، مشيرين الى أن "عون دأبت في مجالسها الخاصة في الاونة الاخيرة على توجيه انتقادات مباشرة لأداء جبران باسيل ونزعته نحو السيطرة وحصره للصلاحيات بيده محذرة من مغبة الاستمرار في هذه السياسات".
ووفق المعلومات صرفت عون النظر عن تقديم ترشيحها الى انتخابات رئاسة "التيار الوطني الحر" المقرّرة في آب المقبل. عملياً، لا مرشح إلا جبران باسيل، ولا نية لدى أحد، ومن ضمنهم مستشارة الرئيس، تكرار سيناريو الانتخابات الماضية التي بدت ديموقراطية في الشكل، لكن نتيجتها كانت فرض جبران باسيل رئيساً ل "التيار"، و"اعترافات" بعض نواب "التيار" في الكواليس المغلقة "تشهد" على "عملية الفرض".
هكذا أعادت ميراي عون التموضع. ففي المرحلة الماضية كانت تتحدّث عن تكامل في الادوار بينها وبين باسيل "فما يقوم به جبران لا استطيع أن أقوم به. وما أفعله لا قدرة له على القيام به"، من دون أن تلغي من قاموسها واقع أن "الحزب ليس محصوراً بنا، هناك وزراء ونواب وقيادات وكل الجهاز التنفيذي في "التيار" والمنسقين... والجميع له دوره".
أما اليوم باتت ميراي عون أكثر تقدّماً في التعبير عن مآخذها، مع عدم تجاوزها للخط الاحمر: حضور ميشال عون ووجوده على رأس الدولة والحمل الثقيل الذي يحمله على ظهره لنقل لبنان من ضفة الى أخرى، أمر واقع كاف لمنع الامور من الخروج عن السيطرة.
آخر تويت سياسي معبّر كتبته ميراي عون على صفحتها على "تويتر" كان في 12 نيسان الماضي وهو قول للمونسنيور ميشال الحايك مفاده "القضية اللبنانية كبيرة... إذا حملها الصغار همّ أوقعوها وهي أوقعتهم!!!".
بعدها أعادت نشر تغريدة سابقة لمدير عام "الدولية للمعلومات" جواد عدرا حول عشرة مبادئ ينصح بها وزير سابق في اليونان لخلق أجواء مؤاتية للانقاذ في لبنان "اربحوا الناس لجهة العهد والحكومة، اعتمدوا اجراءات قابلة للتطبيق، قولوا بسرية للاثرياء الذين استفادوا من غياب الدولة: المحاكمة او الدفع، أعطوا الناس أملاً عبر إجراءات واستثمارات تنتج بعد سنوات، قاربوا تخفيض رواتب العسكريين بحذر ولتكن التضحية من كبارهم..."
هكذا غابت ميراي عون عن العالم الافتراضي وعن يوميات "القصر" التي كانت حاضرة في كل تفاصيله فيما تبدو اليوم كمن نفّذ انسحاباً تكتيكياً من دون أن تغيب تماماً عن الشاشة، حيث لا تزال الى جانب والدها لكن ليس كما الاندفاعة الاولى في بدايات عملها الاستشاري.
كثيرون لا يحسدون عون على "وضعها". المواءمة بين التصرّف بمسؤولية وحكمة، وبوصفها "شاهدة" على الكثير من التجاوزات والممارسات الخاطئة والاصرار على التحذير منها... وربما القلق من أن يدفع العهد برمّته ثمنها!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا