Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
قصة "طلاق" جنبلاط مع العهد
علاء الخوري
|
الاثنين
01
تموز
2019
-
2:00
"ليبانون ديبايت " – علاء الخوري
من النادر أن يضع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط "مستقبله السياسي" في الملعب الداخلي، هو المدرك "عن تجربة" على مدى عقود أن اللعبة أكبر من طرف ما في هذا البلد وأن "زر" الدخول في زمن الحرب أو التسويات في يد الدول الكبرى التي تسير وفق مصالحها.
جنبلاط الراصد الجيد لحركة "التقاء المصالح"، يعلم أن لبنان بـ "عبثيته التاريخية" وبكل تناقضاته التي تطفو على بحر من الثقافات المتوارثة، لا يقف عند حدود خطاب "جماهيري" لرئيس تيار سياسي استفز "مشاعر" الرفاق في الحزب التقدمي الاشتراكي، ولا ينتظر تمرير" مدير عام" في وزارة ليضع أمام مكتبه كتاب "أدب الحياة" للمعلم كمال جنبلاط. لبنان الذي اختبره جنبلاط وعاش "زعيماً" فيه، هو "البيت في منازل كثيرة"، تحكمه جغرافيا سياسية رسمها "خليط" من دول القرار الاقليمية والدولية.
يعيش جنبلاط اليوم "هاجس" الحصار، بعد أن "انتفت" اسباب الدعم الخارجي له، فروسيا الاقرب الى "عائلته" لم تقتنع بوجهة نظره حول أهمية تغيير النظام في سوريا وسعت الى "ترميم" العلاقة بين المختارة ودمشق، ولكن عبثاً كانت أبواب "عاصمة الامويين" مقفلة حتى اشعار آخر، وما من سبيل للعبور عبر "اسوار" وتعقيدات دولية رمت بثقلها على نجل "رئيس الحركة الوطنية".
حاول جنبلاط "تسليف" الاصدقاء بتمرير "صفقة التسوية" ورضخ لـ "موازين القوة" التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للبلاد، ورغم "الهوة" الكبيرة بين الرجلين في مقاربة الملفات السياسية في البلاد، الا أن جنبلاط سارع الى وضع "أوراق اعتماده" في بعبدا كونها "المرجع الاول للبنانيين والمؤتمنة على الدستور".
سعى جنبلاط الى "مهادنة عون" في السلم، بعد أن وضع "جيش التحرير الشعبي" في وجهه عام 89 في جبهة "سوق الغرب"، فَضَّل الاحتكام الى العقل والابتعاد عن "التسرع"، ووجد أن "احتضان" رئيس الجمهورية، بوجود رئيسي المجلس والحكومة الى جانبه، يبقيه "سيد الجبل" ويبعد عنه خصوم الامس و"زعماء اليوم".
اختلف التاريخ بعد "التسوية" على جنبلاط، فإدارة الحريري الابن اختلفت عن ادارة الاب، و "الدلع الجنبلاطي" على الاب لم "يهضمه" الابن، الذي جاء بظروف فرضت عليه اسلوبا جديدا من التعاطي بعد تأخره على النضوج والادراك لـ "مطبات لبنان السياسية".
أما العلاقة مع الرئيس نبيه بري فخضعت بدورها لكثير من "الدوزنة"، مع دخول حزب الله أكثر الى الحياة السياسية اللبنانية و "تحجيم" دور رئيس المجلس في بعض الملفات والتي تؤثر على مصالح جنبلاط، بعكس المرحلة السابقة حيث كان هامش "المناورة" لدى الرئيس نبيه بري أوسع وكان منحازاً أكثر الى "صديقه".
ورغم كل هذا المشهد المعاكس، لم يخفت وهج نضال جنبلاط، المُصر على "استمالة العهد" بقوة "دفع ذاتية" ومن دون اللجوء الى "صديق عبر الحدود"، فسعى الى احتواء "باسيل" و"أرغم نفسه" للاستماع الى كلمة رئيس التيار الوطني الحر في دير القمر والتي "نبش" فيها تواريخ حاول جنبلاط "القفز فوقها"، وأعطى الرجل تعليماته لمناصريه بالوقوف على الحياد لإنجاح "يوم المصالحة".
ومع الدخول أكثر في زمن التسوية بدأ جنبلاط يشتم رائحة "الصفقة" التي تحاول اخراجه من اللعبة، وشكل ملف التعيينات الشرارة الاولى لحرب جنبلاط على "التسوية الرئاسية" التي بدأت مع الحليف فكان الهجوم الكبير على منصات التواصل الاجتماعي بين المستقبل والاشتراكي دخل على خطها الرئيس سعد الحريري الذي وصف كلام الاشتراكي عن الوفاء بنكتة اليوم، بالتزامن مع احتقان كبير في الشارع الدرزي على خلفية ما قيل انها "مؤامرة" يُخيطها الوزير باسيل لتحجيم المختارة و "تعويم" خلدة والجاهلية، ترجم هذا الاحتقان بحادثة "كفرمتى" التي وضعت جنبلاط بمواجهة مباشرة مع العهد وستشكل ورقة ضغط اضافية على "البيك".
فهل سيتابع جنبلاط المواجهة أم أنه سيدخل في زمن المهادنة بانتظار تغير الظروف الاقليمية وحجز مقعد في الصفوف الامامية للصفقات التي تجري تحت الطاولة؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا