"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

بعض البلاد مطَوَّبة للزّعران. ميليشيات أين منها زعران ربطة الخبز في الأفران. زجاج داكن وأخلاق داكنة ورصاص متوفّر أكثر من قناني المياه المعدنية. وصفَة الإنتشار الأمني لَم تَعد كافيَة. المجلس الأعلى للدّفاع لَم يعد أساس الحَلّ. الحلول الأمنيَّة حِقَن مورفين وقد إستَنفَدنا كميّات كبيرَة منه. سينقَطِع قَريباً من فرمشيّات الدّولَة. المورفين يزيل الوَجَع ولا يعالِج المَرَض.

يحصَل تَماماً ما حَصَل في بدايات الحَرب المَشؤومَة. زَجّ بالجّيش عَن حسن نيَّة طَبعاً. عندَما تنتشر الفوضى ينتشر الجَيش. مرَّة جَديدَة يتمّ تحويل الجَيش إلى يونيفيل بَلَدي. حجم الحقد في الجبل يتجاوز الحقد على العدو الإسرائيلي.

ما يحدث في الجبل ليس محاصرة لجنبلاط. إذا كان أكبر من الحصار فالمؤامرة أكبر من الجميع. ليس محاصرة لباسيل. ليسَ محاصَرَة لإرسلان. إنه حصار على آخِر جمهورية مقاوِمَة في الشّرق يؤمنان بها.

إما يدخل لبنان في صفقة القرن وإما يدخل إلى الفوضى. ربّما نكون أمام معادلة جديدة: إمّا التّوطين إمّا ألف قبرشمون. التسلّل الإسرائيلي من بوابة الجبل مدروس بدقة: مصالحة في العناية المركّزة. عودة ويك أند بالكاد تذكّر الجيل الثاني والثالث من التهجير أن لديهم مسقط رأس. دماء لم تجفّ. المكان الأمثل للإسرائيلي لتدوير محركات بوسطة أو لتسيير موكب أو لإستغلال خطاب.

بالطّبع بعض أولياء الأمر مشغولون بأمور كثيرة. تسوير الكانتونات. حماية المحميّات. على هذا المنوال لن يتبقّى شيء من الجبل. المَطلوب طاوِلَة حِوار درزي وَطَني برئاسَة رئيس الجمهوريَة ترشّ ماء الوفاق على فَتيل البنزين. يَجِب تَكريس زَعامَة الدّولَة لا الدويلات على ركام الدولة.

أوّل قرار إستراتيجي تعدّد بوابات الجبل. بوابات من دون أقفال. من دون "باسوورد". ولنبقِ عَلى الخَوفِ الأكبر ماثِلاً. الخوف الأكبَر يبقى إنجاح " الصّفقة " في فلسطين عبرَ إشعال لبنان.

تمّ رشَوتنا بستّة مليارات دولار في مؤتمر البحرين. سندفَع ثَمَن تعفُّفِنا. لا يمكن إنتظار غير ذلك من عدوّ يتقن الضّرب في الخاصرة الرّخوة. يَجِب أن نحافِظ عَلى عَفافِنا. لَكِن العِفَّة المَصحوبَة بِدعارَة سياسيَّة لا تَنفَع. العدّو يعرِف مِن أين تُؤكَل كتِفُنا.

الدّعوَة إلى حَوار بينَ أهلِ التّوحيد باتَ ضرورَة وطنيَّة. لا يَجِب أن تدخل الفتنة من بوابّة الدّروز. هم حُماةُ الثُّغور. طيف مَجيد إرسلان يَجِب أن يخيِّم عَلى طاوِلَة الحِوار. رئيس الجمهوريَّة قادِر على الجَمع. المتخلِّف ذنبُهُ عَلى جَنب كل شَهيد يسقط من دون جَدوى وطنيَّة.