Beirut
16°
|
Homepage
باسيل: "لو كنت أعلم" !
ملاك عقيل | الثلاثاء 02 تموز 2019 - 1:00

"ليبانون ديبايت"- ملاك عقيل

لم تكن موجبات انعقاد المجلس الاعلى للدفاع في القصر الجمهوري أمس شبيهة بتلك التي استدعت انعقاده سابقاً منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وبدء ترؤسه لهذه الجلسات. لا يشبه الأمر مناخات التوتر الحدودي على خلفية أزمة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، ولا النزاع المعلن بين بعض الاجهزة الامنية والقضائية، ومناخات الاستنفار لوقف التهريب على المعابر غير الشرعية، ولا محاولة تكريس التنسيق بين الاجهزة الامنية في مواجهة جريمة طرابلس الارهابية... في مقابل جميع هذه الملفات التي طرحت في الاشهر الماضية على طاولة المجلس الاعلى للدفاع حضر أمس ملف غير اعتيادي: سحب البلد من "فم تنين" الفتنة!

الكارثة وقعت. إذا لا مجال لتغيير ما كتب. مشهد سقوط ورقة تين "العيش المصطنع" انتهى بقتيلين وبجريح في حالة خطر شديد، وباستعادة موجعة لشريط تقاتل اللبنانيين والتصفية الجسدية المتبادلة بين أصحاب القلوب "المحقونة" يوم كانت لغة المتاريس هي الحاكمة بأمرها. ما يمكن استلحاقه في اجتماعات من هذا النوع منع الأسوأ من أن يحصل عبر الحدّ من تفشي بقعة "الدم الحامي" على الساحة الدرزية وتهدئة "جبهات" هي أولاً وأخيراً صنيعة القوى السياسية، وما بينهما محاولة ضبّ "السلاح الفالت" الفاضح لهشاشة الدولة و"هيبتها"، وقرار سيبقى تحت الاختبار في توقيف المرتكبين ومحاسبتهم!


ما كان ملفتاً في بيان المجلس الاعلى للدفاع الذي عادة ما يغرق في العموميات تبني فرضية أن هناك "استهدافاً" حصل لوزراء ونواب في تجوالهم وتنقلهم"، وهو الامر الذي ينفيه تماماً الحزب التقدمي الاشتراكي مؤكداً أن الرصاصة الاولى في قبرشمون انطلقت من جهة موكب الوزير صالح الغريب إعتراضاً على إقفال الطريق "وإلا لما حصل الاشتباك"، مع الإقرار بأن رسالة واضحة وجّهت الى الوزير جبران باسيل بأن زيارة الجبل لم تعد نزهة، وقطع الطريق كان السبيل الوحيد لذلك.

ولا شك أن قرار المجلس الاعلى للدفاع بتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم الى القضاء يفترض سلسلة خطوات تنتهي بمداهمات في بعض بلدات الجبل كانت بدأت أمس وترافقت بالمزيد من التعزيزات الامنية والدوريات والحواجز وعمليات الاستقصاء. لكن السوابق، تحديداً في الجبل، غير مشجعة، والتوقيفات إن حصلت قد لا تعني بالضرورة المحاسبة، كما أنها مرهونة بملفات قضائية أخرى عالقة.

حين قرّر الوزير باسيل قطع زيارته وسلوك طريق شملان بيروت كان الآوان قد فات. التقارير والمعلومات التي وصلته من الاجهزة الامنية قبل نحو 48 ساعة كان يفترض أن تدفعه الى تأجيل الزيارة من أساسها. لكن "الإسهال" الكلامي في المناطق والإدمان على الشعبوية كانا أقوى!

وفي مقابل المسؤولية الملقاة على عاتق باسيل في عدم تقدير "خطورة" زيارة حذّرت منها الاجهزة الامنية خصوصاً أمام مجموعات درزية باتت خارج سيطرة النائب السابق وليد جنبلاط ومستعدة لقلب قواعد اللعبة بأي لحظة وإدخال البلد في المجهول، فإن ما أعلنه أمس النائب طلال ارسلان شكّل إتهاماً مباشراً للجيش بالاسترخاء أو التواطوء.

تحدث إرسلان عن "مزارع مذهبية" "ما بيقدر يكفي الجيش فيها"، وعن أن "وجود الجيش في بعض النقاط كان ضعيفاً جداً، رغم أن قبل 48 ساعة كانت تصلنا أخبار عن التحريض"، متسائلاً "لماذا لم يتحرّك الجيش اذا وصلته هذه المعطيات. إذا لم تصله هذه كارثة، واذا تمّ التغاضي عنها كارثة أكبر".

وقد استغرب كثيرون عدم ردّ وزير الدفاع الياس بو صعب، الذي كان مرافقاً لباسيل في الجولة، على اتهامات ارسلان الصريحة ضد ضباط في المؤسسة العسكرية وانتقاده لأداء الجيش وتقصيره، مع العلم أن "المير" يبدو كمن يريد "جيشاً" على قياسه!

وفق المعطيات، التقدير الامني من جانب قيادة الجيش ومديرية المخابرات لزيارة باسيل كان منسجماً مع "حساسيتها" خصوصاً مع الحوادث الامنية التي سبقتها وفي ظل جو تحريضي معلن ضد باسيل، وعلى هذا الاساس حصل الانتشار الامني في النقاط التي شملتها الزيارة عند المفارق الاساسية.

وتفيد المعلومات أن الانتشار الامني الذي واكب الزيارة كان الاكثر حجماً مقارنة بكافة زيارات باسيل الى المناطق أو أي وزير آخر. وقد لعب الجيش وفق شهود عيان، دوراً حكيماً حين تعرّض لردات فعل ومضايقات بما في ذلك الرشق بالبيض في كفرمتى، بإن بادر الى تهدئة الارض والنفوس المحقونة وإلا لكان الوضع أسوأ بكثير.

ويشير مطلعون الى أن الحديث عن محاولة اغتيال والاعداد لكمين محكم يفتقر الى الدقة المقرونة بالأدلة والوقائع، وهو ما يفترض أن تكشفه التحقيقات قريباً. يقول وزير بارز في الحكومة "باختصار كان هناك اعتراض سياسي على زيارة باسيل، وما حدث مع موكب الوزير صالح الغريب كان نتاج النفوس المحقونة والمسلّحة". أما ما يؤكده العارفون "وليد جنبلاط أرسل رسالة للرئيس سعد الحريري ولباسيل وللعهد برمته... للصبر حدود، ولن أوفّر وسيلة لكسر الطوق عني"!

بمطلق الاحوال، لا يمكن تجاهل واقع أن "وسخ" المنابر وتجييش القوى السياسية يُلقَى بلحظة واحدة على كاهل القوى الامنية والعسكرية ما يضطرها الى "مسح" الوسخ وأحياناً كثيرة تحمّل تبعاته وحدها!

في السياق نفسه، زيارة باسيل الى طرابلس تجذب الانتباه والسيناريوهات. أجواء "السوشيل مبديا" والارض لا تبشّر بالخير. ناشطون وفعاليات من كل الاطياف الطرابلسية، بما في ذلك من المحسوبين على "تيار المستقبل"، يرفعون الفيتو بوجه "الضيف العوني". قيادات "التيار الوطني الحر" لم تتبلغ حتى الآن خبر تأجيل الزيارة، وفي الوقت نفسه لم يصلها برنامج ومحطات يوم الاحد.

أحد قياديي "التيار" يعترف بوضوح "في شي غلط". في عزّ الانقسام السياسي يوم كان ميشال عون في الرابية كان الوضع مع القوى الطرابلسية أفضل من اليوم! وبأصعب المراحل لم يكن الشحن السياسي بهذه الذروة، حتى مع "تيار المستقبل" يفترض أن تكون العلاقة أفضل بكثير. زار جبران باسيل طرابلس في السابق 4 مرات ودخل جامعة الجنان والتقى المفتي ونزل الى المرفأ وزار معرض رشيد كرامي... واليوم ثمة من يعترض على زيارته والاجواء غير مريحة ومتوترة. حتى النائب فيصل كرامي يتسلّح بصمت غير مفهوم!".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر