"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال

بتاريخ 2 حزيران 2014، تسلّم المهندس روني لحود مهامه في المؤسّسة العامة للإسكان. مهامٌ كان على رأسها "مكننة المؤسسة بالكامل"، هذا الحلم الذي ابتسم له البعض، وآمن به آخرون، على حدّ قول المدير العام الحاليّ.

بعد وضع التصوّر، ومقابلة الشركات المُتخصّصة، زار لحود المؤسسة، وجال على مكاتبها وغرفها، لمعرفة حاجات كلّ مصلحة ودائرة وفرع، فإجتاز مرحلة التخطيط، وسار في طريق البحث عن حلولٍ والخطوات المطلوبة بغية تطبيقها، وانتقل مع "الفريق" من برنامج معلوماتي (Software) يدعى "مهند" الى آخر بإسم "Logos" صُنع في لبنان، فكانت بعدها انجازات المكننة.

الحلم الذي راود لحود وسعى الى تحقيقه، عكّر "صحوته" الهادئة كابوس تعليق العمل بالطلبات الإسكانية في نهاية عام 2017، الذي لا يزال يلاحق اللبنانيين رغم "انفراجاته المعدودة"، ويمنعهم من النوم في منازلٍ وقّعوا عقود شرائها ولم ينفّذوا واجباتهم تجاه البائع، فباتت مهدّدة "الملك"، ويحرم آخرين من حلم بناء المستقبل "العائلي"، في ظلّ ضبابٍ مستمرّ يحوم حول ملفٍّ ينتظر الشباب بشكل خاصّ "دخانه الأبيض".

وبين التفاؤل والتشاؤم، "بشّر" رئيس مجلس إدارة - المدير العام للمؤسسة العامة للاسكان، طرفين، فقط ابتسمت لهما المليارات الثلاثمئة التي خصّصها المصرف المركزي، وهما الجيش والقوى الأمنية من جهّة، وأصحاب الطلبات الذين سيشترون منازل من مطوّرين عقاريين اقترضوا من المصارف، أو موظفو المصارف من ناحية ثانية، وذلك لأنّ المبلغ لا يغطي سوى عشرة في المئة من حجم السوق، وهذا الأمر "غير عادل ولا نؤيده، كونه لا يخدم كل شرائح المجتمع".

وعلّل لحود السبب في حديثٍ الى "ليبانون ديبايت"، بأنّ "الرزمة التي صدرت عن المصرف المركزي تقتصر على ثلاثمئة مليار ليرة لبنانية، كما أنّ المصارف لا تزال ترفض عمليّة استبدال الدولار بالعملة اللبنانية، وتعتبر أنّ الفائدة مرتفعة وليس بمقدورها تحمّل الفرق، فكانت أن حصرت قروضها بموظفيها والزبائن الذين تقترض منهم". من هنا يأمل "المدير العام" بتخفيض الفائدة بوقت سريع، بينما يعمل بإتجاه حلول اخرى.

وإذ أكّد أن "لا حلحلة في الوقت القريب ولا سيّما للطلبات الجديدة". أشار لحود، الى أنّ "هناك خطّة اسكانيّة وضعت، بإنتظار موافقة مجلس الوزراء حتّى يبدأ التنفيذ لنعلن عندها تفاصيل بنودها". لافتًا، الى أنّ "المئة مليار التي خصّصتها الموازنة تقتصر فقط على تغطية القروض القديمة من دون أن تشمل تلك الجديدة".

لحود الذي أعلن عن "بدء ارسال الإنذارات ومكننتها من أجل تسهيل توجيهها الى المتخلفين عن الدفع، والقدرة على توجيه رسائل قصيرة للمقترض عبر الهاتف "SMS" عن مراحل القرض". أوضح أنّ "اثنين وثمانين ألف مواطن، حصلوا على قروض حتى الآن، لذلك علينا أن نؤمن لهم خدمات تسهّل طرق دفع السندات والوسائل المتاحة اليهم، ومنها المذكرة التي وقعت مع شركة OMT"، مشدّدًا على أنّ، "المكننة تعدّ الطريق الأسلم والأسرع إلى بناء المجتمع المتكامل والدولة القوية والقادرة والعادلة التي يحلم بها اللبنانيون".

وكان أعلن لحود، خلال توقيع مذكرة التفاهم بين الاسكان وشركة OMT لدفع السندات، أنّنا "قريبا وبعد التأكد من الـ "Security on the Servers" سنعطي الحق بمشاهدة المعلومات للمصارف المتعاونة والمواطنين كل في ما يعنيه من المعاملات".