Beirut
16°
|
Homepage
من "نفخ بالون" المير؟
علاء الخوري | الثلاثاء 09 تموز 2019 - 13:16

"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

منذ الانقسام "القيسي- اليمني" وما تبعه من انقسامات "شقراوية - صمدية" و"يزبكية - جنبلاطية"، والحالة الدرزية تشهد حوادث وحروب "تُفتت" ما "انقسم"، وتتوغل الفئوية أكثر في المجتمع الدرزي الذي عانى كما غيره من الاقليات في عالمنا العربي من حروب وجودية عززت فيه النزعة "الفردية" والتمسك أكثر في أرضه.

ومن معركة "عين دارة" وما تعنيه كحالة رمزية لدى المجتمع الدرزي "العربي" الى حادثة قبرشمون التي تعد نقطة في بحر الصراع الدائم داخل هذا المجتمع. محطات تاريخية وُجدت فيها شخصيات مشابهة لتلك التي نراها اليوم واعتمدت الأسلوب نفسه لفرض سيطرتها ونفوذها، شأنها شأن سائر الطوائف والقبائل التي شهدت "صراع البقاء".


لا يختلف المشهد الدرزي اليوم عن شريط الاحداث التي اندلعت على مرّ العقود، حيث أنّ الحالة "اليزبكية - الجنبلاطية" لم تتبدّل، ويشتدّ الصراع بينها بحسب ظروف البلاد السياسية.

ما بعد "الطائف" شكّل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط "بيضة القبّان" في "التركيبة السياسيّة" في البلاد، وضابط الايقاع الوحيد في الجبل، وكان "التمنّي" السّوري عليه "يجبره" على ترك مقعدٍ للمير طلال ارسلان على لائحته النيابيّة التي كانت تصل الى ساحة النجمة كاملة بفضل قانون الانتخاب المفصّل على قياسه.

لم يكن طموح "المير" كبيرًا، إنّما يقتصر على حقيبة وزاريّة أو نيابيّة، في حين كان جنبلاط "قاشوش" المقاعد، نظرًا لشخصية الرجل القادر على نسج تحالفات مع "روسيا الاتحادية" و"الولايات المتحدة"، متخطيًا كلّ الحروب الباردة بين القطبين.

دهاء جنبلاط السياسي وتقاطع المصالح الاقليميّة والدوليّة ساعد الرجل على تخطّي المير بـ"أشواطٍ"، بل وشكّل عقدة لديه، واستفاد ابن "كمال جنبلاط" من "التركيبة" ليحصّن مكانته في الطائفة ويعزّز من التواجد الدرزي في ادارات الدولة، مع التشديد على ضرورة بقاء الدرزي في أرضه لمواجهة "هاجس" التهجير المساعد أيضًا على ترسيخ الزعامة.

في المقابل كانت "حجّة المير"، أنّ "النظام السوري لم يعطِه الفرصة وقيّده كثيرًا أمام جنبلاط الذي استفاد كثيرًا على حسابه، وكان يحاول ايصال رسائله الى المسؤولين في دمشق، ولكن كان الجواب:"احالته الى غازي كنعان وبعض المسؤولين الذين كانوا على علاقة جيدة مع جنبلاط".

رغم سقوط النظام الامني السّوري اللّبناني بعد عام 2005 وبروز نجم جنبلاط كمعارض للنظام السوري، ومع فوز قوى الرابع عشر من آذار في السّلطة على مدى سنوات، كان المير يحاول أن يخرج من "عقدة المقعد الفارغ" في لوائح جنبلاط، ويكسر تلك الاحادية ذاك العام الا انّه فشل امام "محدلة" جنبلاط التي اسقطته في الندوة البرلمانيّة، قبل أن يترك له الأخير المقعد عام 2009 ليعود الى المقاعد البرلمانيّة.

استفاد ارسلان من قرار سوريا وحزب الله بكسر الاحادية الدرزيّة و"لَيّْ ذراع" وليد جنبلاط في الجبل. دخل "المير" تكتّل التغيير والاصلاح بعد انتخابات 2009 وعمل الحزب على "تجميع" ما تيسّر من نواب لكتلة ارسلان "وحدة الجبل" والتي ضمّت حينها النواب " فادي الاعور، بلال فرحات، وناجي غاريوس".

لم يدم "شهر العسل" طويلًا وسرعان ما انسحب ارسلان من التكتل نتيجة الخلاف مع التيار بشأن توزيره في الحكومة، فما كان من النائب غاريوس الا ان انسحب من كتلة وحدة الجبل، ما ادى الى تدهور العلاقة مع الوطني الحر وتحديدًا مع الوزير جبران باسيل.

بعد اقرار قانون الانتخاب، عادت قنوات التواصل بين ارسلان وباسيل الذي اراد "تعويم" المير في الجبل على حساب جنبلاط وكسر شوكة " المختارة"، لاسيما وان القانون الجديد يسمح للتيار بخرق "جبهة الشوف وعاليه" من خلال تأمين " الحاصل الانتخابي" مع ارسلان الذي بدأ يفك "عزلته الجنبلاطية".

وبمباركة سورية وغطاء من حزب الله، تمسّك ارسلان بحقّه في الوزارة الجديدة بعد الانتخابات، متحصّنًا بكتلة "مصطنعة" اعضاؤها من التيار الوطني الحرّ حصرا. ورغم المشاورات التي جرت لاحتواء أزمة ما سمّي بـ "العقدة الدرزية" من خلال وضع لائحة اسماء من قبل جنبلاط وارسلان لدى رئيس الجمهورية ميشال عون لاختيار وزير درزي ثالث يكون وسطيًّا، حسم عون الامر لصالح "المير" فكان الوزير صالح الغريب الدرزي الثالث من حصة الحزب الديمقراطي اللبناني.

"كبرت الخسة" في رأس المير الذي رفع سقف المواجهة داخل البيت الدرزي، جاءت حادثة شويفات التي سقط فيها قتيل للحزب الاشتراكي على يدّ عناصر تابعة لارسلان لترفع اكثر سقف الخطاب السياسي لرئيس الحزب الديمقراطي الذي عمد الى تغطية المطلوبين وتهريبهم الى سوريا، ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين التي يتحدث عنها اليوم بعد حادثة قبرشمون، بل ذهب بعيدًا ليقول أنّ تسليم المطلوبين في حادثة الشويفات يكون من خلال ضمانات، داعيًا الى فتح تحقيق في الحادثة التي بحسب رأيه كانت مدبّرة.

ورغم كلّ هذا الدعم العابر للحدود السوريّة اللبنانيّة، فإنّ فقدان "المير"، لـ "الكاريزما" و"الانتينات السياسيّة"، سهّل على جنبلاط المعركة الدرزيّة بل ارتفعت اسهمه بعد الاحد الاسود لدى شريحة واسعة من الدروز كانت ممتعضة من أداء رئيس "التقدمي" وتوريثه الباكر لنجله "تيمور". ويكفي "البيك" رصد اطلالات ارسلان المتواصلة بعد حادثة قبرشمون والكلام المُكرّر عبر الإعلام حتّى يقول أنّ "قوتي تأتي من ضعف خصمي".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 9 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 10 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 11 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 12 بيان "هام" من الشؤون العقارية 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر