"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
لا تزال تردّدات حادث قبرشمون ترخي بظلالها القاتمة على المشهد السياسي والأمني الداخلي، ولا سيما لجهة فشل عودة جلسات مجلس الوزراء، وعدم تحديد أي موعد للجلسة المقبلة، وذلك على الرغم من أن هذا الحادث، بما يحتويه من التباسات وتوتّرات تباعِد بين الأطراف السياسية، يبدو صغيراً أمام الوقائع التي تتسارع في المنطقة، وتهدّد بالكثير من التردّدات السلبية في أكثر من ساحة.
أما لماذا انفجر الوضع في قبرشمون؟ فتشير مصادر سياسية مطلعة، إلى قراءة لدى الحزب التقدمي الإشتراكي تستند إلى موازين القوى الداخلية والإقليمية، تقول بأن الظرف الراهن يسمح ل"حزب الله" بأن يقضم، في الأمن والجغرافيا، مساحة في قلب الجبل تجعل من خطوطه الأمامية على تخوم عرين آل جنبلاط في المختارة، الأمر الذي يجعل من هذا التطوّر بأن يكون بمثابة الضربة ما قبل القاضية على زعامة رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط ووجوده.
أما من الجهة المقابلة، تابعت المصادر السياسية نفسها، فكان هناك قراءة أخرى لا تستند إلى حسابات سعودية ولا حسابات أميركية، بل إلى الحسابات الروسية مباشرة، انطلاقاً من عدة مؤشّرات:
ـ الإجتماع الأمني الثلاثي في تل أبيب.
ـ الإشتباكات الروسية ـ الإيرانية على الفرات.
ـ تغيير السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين.
ـ زيارة النائب السابق وليد جنبلاط المرتقبة إلى روسيا، والنتائج التي ستتمخّض عن هذه الزيارة.
وتابعت المصادر السياسية ذاتها، مشيرة إلى أن هذه الوقائع سمحت لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي أن يربح "الكباش" الداخلي الحاصل، وأنه بنتيجة هاتين القراءتين وقع الإشتباك، ولم يكن الوزير جبران باسيل والنائب طلال إرسلان إلا أدوات في هذا المشهد الدامي.
|