"ليبانون ديبايت" – علاء الخوري

"أيام عسل" هي تلك التي نشهدها بين حركة أمل والتيار الوطني الحر بعد مرحلة طويلة من الحروب طالت رموز التيارين ولم يسلم منها الشارع. ولأن المعركة بين الجانبين استُخدمت فيها كل الاسلحة ومن ضمنها "الاعلام الحزبية" أراد الوزير جبران باسيل أن ينطلق منها متحدثا عما شاهده خلال جولته الجنوبية من عناق بين اعلام الحركة والتيار.

يعمل باسيل منذ سنوات على تفاهم مار مخايل جديد مع الحركة، يريد رئيس التيار أن يكون الى جانب الرئيس نبيه بري لالتقاط الصورة التذكارية لورقة تفاهم تفتح له الجزء الآخر من باب المصالحة مع الشارع الشيعي الذي يبقى ناقصا طالما أن عناق الاعلام لم ينسحب على قواعد الحزبين.

الطريق الى التسويات السياسية في لبنان هو أساس الزعامة بالنسبة لباسيل، فالرجل لم "يتعمد" بالدم كما غالبية الزعماء الذين "خلدتهم" حروب الاحياء والجبهات في ذاكرة مناصريهم، ويملك باسيل الجرأة ليمد يده لأي طرف يمكن أن يشكل دعامة له في مشواره السياسي وفق ما تريده "الصيغة اللبنانية" الموروثة.

عين باسيل اليوم على الرئيس نبيه بري وحركته، يريد أن يكسب الشارع الشيعي الاقوى في الميزان الداخلي، وبعدها لا ضير بإرضاء "المرده" أو أي خصم آخر يأتي برأيه كملحق او مكمل سياسي، وحدة الصف الشيعي أرغمت رئيس التيار على تفريغ الذاكرة من "زلات اللسان" و "الفيديوهات المسربة".

يؤكد عضو تكتل لبنان القوي ادي معلوف أن يد التيار ممدودة منذ سنوات الى الاطراف الاخرى، ويعود بنا بالذاكرة الى عام 2006 بعد تفاهم مار مخايل مع حزب الله حيث أكد التيار يومها رغبته بمد جسور التفاهم مع الاطراف كافة، على قاعدة أن لبنان المبني على التوازن لا يمكن لاحد أن يعزل أي طرف أو يلغيه.

ينطلق معلوف من جلسات مجلس النواب والتقارب الذي حصل مع الرئيس نبيه بري حول جملة ملفات وعمل عدد من نواب التكتل على مد الجسور، وعزز ذلك العلاقة الجيدة التي تجمع الرئيسين ميشال عون وبري.

واذ يستغرب معلوف ما حصل مع الحزب التقدمي الاشتراكي في الفترة الاخيرة وأوصلنا الى حادثة "قبرشمون"، يؤكد أن التيار لم يعمل على أن تكون العلاقة مع الاشتراكي سيئة كما نلحظ اليوم.

ويسجل معلوف نقطة ايجابية لحركة أمل تختلف عن الاطراف الاخرى، فهي تقول للطرف الآخر عند كل استحقاق "عاملني كما تعامل نفسك"، وهي واضحة في موقفها على قاعدة "أي لعبة تريدون أن تلعبوها نحن جاهزون"، وتفكيرها في هذا الإطار يختلف وفق معلوف عن منطق القوات اللبنانية التي تّدعي في ملف التعيينات الكفاءة والآلية، ومن جهة أخرى تضع "المغلف" الذي يحمل الاسم جاهزاً معلباً لفرضه على الاطراف.

في المقابل يبدي مصدر نيابي في حركة أمل تفاؤلا حذرا من كلام باسيل: "التجربة مع الوزير لا تشجع فهو لم يجد بعد الارضية الثابتة ليبني عليها تفاهما مع الحركة".

ويشير المصدر الى أن العلاقة بين الحزب والتيار مرت بمطبات أثبتت أيضا أن حزب الله كان "استيعابيا" لمواقف باسيل التي شكلت استفزازا لدى جمهوره، ولكن تدخل الرئيس ميشال عون في محطات كثيرة كما السيد حسن نصرالله طوقا تداعيات الكلام.


المصدر يشدد على ضرورة بناء العلاقة على اساس وطني لا سياسي ظرفي، وهذا الامر تثبته التجارب ويلزمه المزيد من الوقت، وهو رهن "قواعد الطرفين"، فلا يمكن للوزير باسيل، يقول المصدر، أن يعاند الحركة في ملف يرى فيه أن "المصلحة المسيحية" تتطلب التصويب على الرئيس بري، ويعود لتبرير موقفه وكأن شئيا لم يكن.

وهنا يوضح المصدر أن التفاهم مع باسيل ربما يكون على "القطعة" أما التفاهم على الصعيد الوطني فيلزمه الكثير من التناغم في مقاربة الملفات على عكس تيار "المرده" الذي راكم الايجابيات مع جمهور الحركة.

ويختم المصدر بالدعوة الى الانتظار لنرى كيف تسير الامور وبأي اتجاه.