Beirut
16°
|
Homepage
هو ذاك الذي يُصلي لأجلنا في معراب
قاسم يوسف | الخميس 18 تموز 2019 - 7:46

"ليبانون ديبايت" - قاسم يوسف

بينما ينغمس الجميع في الضوضاء والعبث والصغائر، يقف سمير جعجع عند رأس البوصلة، هناك حيث الإشارة الواضحة والمستدامة إلى لبنان، بروحيته وفرادته وعميق رسالته. وهو إذ يسعى خلف استكمال واجب ثقيل بات يرزح برمته فوق كتفيه، فإننا نشهد معه وعنه شهادة صدق للحق والتاريخ، إزاء دور لم يجرؤ على ممارسته إلا قلة قليلة ممن وهبوا جماجمهم لقضية لا يحيدون عنها قيد أُنملة.

صنع الرجل على مدى عقد ونيف تلك الصورة البهية عن الاستقامة السياسية والوطنية، قبل أن يعود ويعمّدها بنزاهته وشجاعته وصلابته، فصار صُنو القادة والمُخلّصين، أولئك الذين يتوثبون بلا هوادة نحو التقاط أدوارهم، وكأنه قدرهم الناجز وواجبهم الذي لا بد منه.


يدرك سمير جعجع أنه يسلك أصعب الدروب وأطولها وأعقدها في موازاة منظومات راسخة ومستفحلة، وفي مواجهة محاولات مستمرة وممهنجة لتفجير موروث تاريخي يضج بالحقد والكراهية والاقتتال. لكنه، وبدل أن ينساق في ركاب الغرائز والشعبويات، قرر أن يستكمل المهمة التي حملها أجداده على مدى قرن ونيف، فيما يتدافع العابثون والواهمون والمتحمسون لسلوك أقصر الطرق نحو تحقيق مآربهم، ولو كانت تصل في نهاية المطاف إلى الجحيم.

كلما اختل التوازن الوطني أو عام منطق الاستقواء والاستعلاء ونبش القبور، يحضر سمير جعجع بكل ثقله وشجاعته وحصافة رأيه. هذا ما تجلى بشكل واضح في مواقفه المباشرة على مدى الأسبوعين الماضيين، وما سيتجلى أيضًا خلال زيارته المرتقبة إلى المختارة. هناك حيث سيُعيد مع وليد جنبلاط ترسيخ المصالحة التاريخية بوجه المتسلقين والمحرضين وشذاذ الآفاق.

كان أهون على سمير جعجع أن يركب موجة الشعبويات القاتلة، وأن يعمم الذعر في النفوس المشحونة بالخوف والقلق، لكنه اختار الجانب المشرق من التاريخ، وقد أراد لنا جميعًا أن نحذو حذوه. أن ننفض عنا ذاك الغبار، وأن نترجل من مراكب الانغلاق والتقوقع والانعزال إلى رحاب لقاء وطني وتأسيسي يُعيد تصويب البوصلة السياسية وترسيخ الحياة الاجتماعية.

حين اندفعنا مرغمين نحو انتخاب ميشال عون، كنا نريد له بصدق أن يلعب هذا الدور المحوري والمفصلي في الحياة السياسية والوطنية، لكنه قرر أن يظل رأس حربة في مشروع لا يولّد إلا التناحر والاشتباك، قبل أن نعود ونرتطم بمحاولة جبران باسيل لخلافته عبر افتعال زوبعة فظيعة من الضغائن والأحقاد، وهذا بحد ذاته ما يبعث على وافر الخشية والقلق.

نقف اليوم إلى جانب سمير جعجع في خياراته وحكمته وتوازنه. نشعر معه بأمل ظل يتقلص في نفوسنا خلال العامين الماضيين، قبل أن نعود وندرك بأن رئيس جمهوريتنا الحقيقي لم يكن ميشال عون ولن يكون جبران باسيل، بل هو ذاك الذي يُصلي لأجلنا في معراب.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 11 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 7 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 3
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 12 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 8 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر