"ليبانون ديبايت" – علاء الخوري

يوم الجمعة صباحا ترددت اجواء عن تصويت النائب "شامل روكز" ضد مشروع الموازنة، مستندة الى معلومات وتصريحات أدلى بها نائب تكتل "لبنان القوي" والى مداخلته خلال جلسة مناقشة الموازنة والتي انتقد فيها المشروع، تزامنا مع تشديده على موقفه الداعم لحراك العسكريين المتقاعدين.

كان التواصل مع نائب كسروان متعذرا صباح "جمعة الموازنة".. الخط مقفل، وروكز ليس على السمع، ومع تقدم ساعات النهار تبين أن العميد المتقاعد غادر لبنان في زيارة خارجية قيل انها كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي وأرجأها الى مساء الخميس.

وجاءت خطوة روكز لتطرح الكثير من علامات الاستفهام لدى عدد كبير من العسكريين والعمداء المتقاعدين الذين وجدوا بـ "روكز" قائدا حقيقيا يرفع مطالبهم أمام كل الطبقة السياسية ولو على حساب موقعه السياسي أو "مصاهرته" للعهد، حتى أن "رفاق السلاح" الذين يعرفون الرجل عن كثب يؤكدون أن روكز لا يخضع أو "يُساير" أحدا، بل يسير بقناعاته حتى الرمق الاخير.

فماذا جرى حتى يعطي زيارته الخارجية الأولوية في خضم حرب "العسكريين المتقاعدين" على الطبقة السياسية ومحاولتهم اقتحام المجلس النيابي؟

وأبعد من جلسات الموازنة والحديث عن موقف نائب كسروان منها، فإنّ التساؤلات تطرح عن موقع روكز في المرحلة المقبلة، فهل سيبقى مع التكتل أم سيغرد بعيدا ويعلن انفصاله واستقلاله كـ "نائب"؟

ويتحدث مصدر نيابي في تكتل لبنان القوي لـ "ليبانون ديبايت" عن انزعاج كبير داخل التكتل من مواقف روكز الذي غاب في الفترة الاخيرة عن اجتماعات "ميرنا الشالوحي"، لافتا الى أن هذه القضية دقيقة يختلط فيها السياسي مع العائلي، وبالتالي مفتاح الحل يكون في يد الرئيس ميشال عون الذي يمتلك مخرجا لهذا التمايز.

ويشير المصدر الى أن "سفر روكز" كان مستغرباً من قبل الكثير من نواب "التكتل" الذين فوجئوا ولم يكونوا على علم بها.

وفي ضوء كلام "المصدر" يتبين أن روكز لم "يهضم" سياسة التكتل وتحديدا رئيسه الوزير جبران باسيل، وهو عبر في مجالسه عن امتعاض كبير لكيفية ادارة الملفات التي لا تُعبر برأيه عن رؤيته التي جاء ليجسدها في الندوة البرلمانية، كما أن بقاء الامور على حالها دفعته الى اتخاذ قرارات قد تزعج "العهد" ولكنه لن يقبل أن يُساوم عليها.

وروكز يعطي لـ "صورته" أمام زملائه ورفاقه العسكريين أهمية كبيرة تتخطى "زواريب باسيل السياسية" أو أهداف التيار والتكتل، والدليل أنه ذهب بعيدا في دفاعه عن مطلب العسكريين وكان صارما وواضحا برفضه اقتراحات "عديله".

وبحسب المعلومات فان زيارة روكز الخارجية، كانت تلبية لرغبة رئيس الجمهورية ليتجنب صورة "الصهرين المنقسمين"، ولن يتأخر الرئيس عون بمعالجة هذه المسألة في الاسابيع المقبلة وبطلب من الوزير جبران باسيل، الذي بدأت مواقف روكز تزعجه وتعرقل عمله داخل التكتل، اذ أن رئيس التيار لا يحتمل السكوت عن أي تمايز في صفوف نوابه ويرى فيه تصويبا عليه.

وبالعودة الى حراك العسكريين وموقفهم من غياب "روكز" عن جلسة التصويت على الموازنة، يجزم العميد المتقاعد جورج نادر لـ "ليبانون ديبايت" أن شامل روكز "ابن أصل ورجل ووقف معنا للآخر"، وكل من يصرح عكس ذلك "عم يخبص برات الصحن".

واذ يؤكد نادر أن الكتل الاساسية مع الموازنة بوجود روكز أو غيابه، يجتهد ليقول ان "روكز" خرج من تكتل لبنان القوي والدليل أنه غاب عن اجتماعاته الاسبوعية في الفترة الاخيرة ومواقفه متميزة في كثير من الاحيان.

وعلق احد نواب تكتل "لبنان القوي" على خطاب النائب شامل روكز خلال مناقشة مشروع الموازنة متسائلا "ماذا يفعل شامل بيننا؟"، قاصدا الخطاب عالي السقف الذي اطلقه روكز وبدا فيه معارضاً بشكل كبير لسياسات الحكومة التي يملك تكتل لبنان القوي الثلث المعطل فيها.

وفِي هذا السياق يتردد في الكواليس ان النائب روكز بات على مسافة واضحة من "تكتل باسيل" وصلت الى حد المقاطعة التامة لجلسات التكتل كل يوم ثلاثاء.