Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"خربت" بين الحريري والرؤساء السابقين!
عبدالله قمح
|
الجمعة
26
تموز
2019
-
0:00
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
عندما يتسرّبُ من أوساطِ رؤساء الحكومات السّابقين أن رئيس الحُكومة سعد الحريري يُماطل في تحديدِ موعد للقائهم عقب عودتهم من السعودية، معناه أنهم منزعجون. في المقابل، ثمّة ما يشغلُ بال رئيس مجلس الوزراء ويزعجه ايضاً، وبين هذه وتلك قد ينمو إعتقادٌ عن كون الحريري غير راضٍ عن الزيارة أو ربما نتائجها، أو أن ثمّة ما طرأ على طاولتهِ فأجبره على إتخاذ موقفٍ صارم.
في البدايةِ، لم تكن الزيارة بنت ساعتها. المعلومات المستقاة على مصادرٍ ذات صلة، تؤكد أن الرؤساء السّابقون تقدموا بطلبين اثنين لزيارة السعودية. في المرة الأولى قدم الطلب في مستهل العام الحالي، بينما الثاني قدّمَ قبل ٤ أشهر من تاريخه. الأول لم يلبَ. وعلى ما يذكر بعض من هم على دراية، فالأسباب نابعة من ضغوطات مورست، أو بسبب زحمة المواعيد في أجندة القيادة السعودية، فيما لبيَ الثاني تحت ضغط عدم إستحسان الإستمرار في التجاهل!
في المعلومات، أن الرّؤساء السّابقون تقدموا بطلبان منفصلان للزيارة قبل ٤ أشهر. طلباً مستقل تقدم به رئيس الحُكومة الأسبق فؤاد السنيورة لتأدية زيارة منفردة، وآخر جرى تقديمه بشكل جماعي ضم الأسماء الثلاثة معاً.
قُبَيل سفرهم إلى الرياض، شاؤوا زيارة الحريري بوصفه رئيساً للحكومة من أجلِ نيل إذنه. خطوة بروتوكولية طبيعية توجب على الحريري إستقبالهم والتصرف معهم وفق البروتوكول عينه.
خلالِ ذلك الإجتماع، سمعَ الحريري من الحاضرين الأسباب الموجبة لزيارتهم، وقد أحاطه هؤلاء علماً بجدول الأعمال، وقالوا أنهم ذهبون لملاقاة القيادة السعودية تحت يافطة "دعم موقع الرّئاسة الثّانية السّني".
هُنا يبدو أن العنوان التبس عند الحريري الذي احسَّ أن الأمر قد يكون موجهاً ضده، لكون طلب الدعم يأتي عادةً من أسبابِ ضعف يُعاني منها الموقع، لذا قد يعود الضرر على صورة الموقع ومن يشغله.
من هُنا تجزم أوساط على صلةٍ بدوائر القرار، أن الدّائرة الضيقة المؤثرة في "تيار المستقبل" لم تكن على وئام مع توجه الرجال الثلاثة لأمرٍ نابع من الرأي اعلاه، بل كانت اقرب إلى نقطة الرفض منها إلى القبول بزيارتهم، ما دفعها إلى التأثير على قرار الرئيس الحريري، ثم في مرحلة أخرى، عملت على ممارسة ضغوطاً بقصد التأثير على رأي القيادة السعودية، وجعل الزيارة أشبه بصورة الزيارة الهزيلة الفارغة من أية مضامين سياسية.
يصطلحُ قول ذلك في أعقابِ اللّقاءات التي خيضت في الرياض، والتي لا يبدو، لا من الصور المنشورة حولها ولا من المعلومات المستقاة عنها، أنها كانت على مستوى مصدر القرار الأول في المملكة، بل حصرت في إطار اللّقاءات البروتوكولية العادية!
فمثلاً، لم يرصد حصول أي لقاء مع ولي العهد محمد بن سلمان. وبحسب الإعتقاد السّائد، أن أي زيارة لا تمر من قناة بن سلمان لا يعتد بها أو تصبح ذات قيمة سياسيّة، وما دامت الزيارة ذات محتو عالٍ نظراً إلى جدول الأعمال الذي منحت التأشيرات على أساسه، وطالما أنها على هذه الدرجة من الاهميّة، لماذا لم يحصل لقاء مع بن سلمان؟
تعودُ القصة إلى نفس دوائر القرار "الزرقاء" وأدوارها داخل المملكة. مصادر المعلومات لا تخفي قيام تلك الدوائرِ بحملة ضغط واسعة مستخدمةً علاقاتها مع أطراف مؤثرة في الرياض والسفارة السعودية، من أجلِ التأثير على الجولة وعدم ترك المجال للوفد لتأمين لقاء مع بن سلمان، على قاعدةِ أن الحريري وحده من يعقد مثل هذا اللّقاء، ومن الواضح أنها أفلحت في نيلِ مرادها.
ولا يبدو أن الامر قد غاب عن الزوار الثلاثة. بحسب الوقائع، اشتبهَ عليهم حصول أمر ما، سيّما وأن جدول الأعمال الذي رفع قبل مدّة إلى السفارة في بيروت لتنظيم اللّقاءات وتحديد المواعيد ونالوا الموافقة على أساسه، شملَ طلب موعد من بن سلمان، ورغم إصرارهم عليه خلال الزيارة لم يمنح لهم.
عاد الرؤساء السّابقون أدراجهم، وكان ميقاتي من بينهم وقد بانت عليه علامات عدم الرضى عن الزيارة. اقترحَ الرّئيس فؤاد السنيورة التوجه إلى بيت الوسط لوضع الحريري بصورة الجولة. رفض الرئيس سلام الخطوة مفضلاً عدم حصولها في ضوء النتائج، لكن وفي ظلِ إصرار السنيورة حازَ على موافقة الجميع. راسل بيت الوسط. أبلغ الحريري بعودتهم وطلب تحديد موعدٍ لهم، لكنه سيد البيت لم يبدِ أي إهتمام!
في المقام الأول ساد شعورٌ أنه يتهرب ما لبث أن بدأ يرخي بظلاله على "الرؤساء الثلاثة". سارعَ معاونوه إلى معالجة الأمور مدّعين أن "دولته" يرزح تحت ضغط جلسات مناقشة الموازنة في مجلس النّواب.
لا يبدو أن الحجّة مرّت على الرؤساء السابقون، بدليل تسريب عبارات الإمتعاض إلى الإعلام، ثم بشهادة الأدوار التي خاضها رئيس الحُكومة الأسبق نجيب ميقاتي في مجلس النواب.
فخلال جلسة مناقشة مشروع موازنة ٢٠١٩، عاد ميقاتي إلى نغمةِ الإعتراض السّابقة، هذه المرة أتى تحركه تحت عنوان "رفض الإستهداف الذي يطال مؤسسات معينة دون سواها لأسباب سياسيّة"، بعدما تعمد بعض النّواب التسديد على "مؤسسة أوجيرو". قالها ميقاتي محاطةً بعبارة "لقد طفح الكيل" ثم انسحبَ من الجلسة تاركاً خلفه استياءاً حريرياً بالغاً.
المُطلعون على أسرار البيت، يضعون تحرك ميقاتي في إطار رد الفعل على تصرفاتِ الحريري مع الرؤساء الثلاثة وعدم تحديده موعداً لهم، كذلك ميقاتي أرادَ تذكير الحريري بالدور الذي لعبهُ الأوّل في مجال الإعتراض الذي طبعَ فترة المواجهة تحت ذريعة "رفض التعدي على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء".
ثم أن ميقاتي أبلغَ رفاقه في نادي الرؤساء السّابقين استيائه وقراره بالسفر خارج البلاد لإرتباطه بمواعيد محددة سابقاً، وكأنه أوحى لهم بوقف التضرع لطلب موعد من الحريري ليس في إستعدادِ رئيس "تيار العزم" تلبيته في ظلِ هذه الأجواء، كذلك فعلَ الرّئيس سلام الذي فضّلَ السّفر على قضاء دقائق في ضيافة الحريري. بقي السنيورة في الخانة وحيداً، ما دفعهُ إلى زيارة الحريري من خارجِ الإعلام!
وفي أمرٍ لا يبدو أنه أتى من خارجِ سياق حالة الغضب التي تكونت لديهم، حضرت قضية بلدية طرابلس وسحب الثّقة من الرئيس ونائبه لتزيد تعميق الفجوة بين الحريري وميقاتي وصولاً إلى نقضِ الإتفاق الذي كان مبرماً بين "المستقبل" و "العزم" ودخولهما في إشتباكٍ شلّ البلدية وأطاحَ بإمكانية إنتخاب رئيس جديد متوافق عليه.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا