Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
شاكر البرجاوي في ضيافة علي مملوك
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
30
تموز
2019
-
0:00
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
لم يكن الوزير السابق وئام وهّاب مزهوّاً بنصرٍ ما حين أطلقَ توقّعه الشهير: "شاكر البرجاوي بديلاً عن سعد الحريري". إذا ما اعتمدنا فرز النائب السابق وليد جنبلاط من المصدر السياسي والذي جعله البعض مقاربةً واقعية لما يَحدث على الساحة، لوجدنا أن "وهّاب" لم يمرّ من طريق "البساتين" أو يعبر في "مضيق هرمز" كي ينتشل موقفاً، بل ركنَ إلى القاعدة الشرعية القائلة بالتماس الهلال في ديار الحلفاء.. وربما ما بعدَ بعد الحلفاء!
العبارة التي ظنّ كثر أنّها ضربٌ من ضروب مُزاح وهّاب في ساعةِ مقابلة، اتّضَحَ أخيراً أنها نابعة من دهاء سياسي، وتحتل عقل مجلس واسع في 8 آذار وبالتالي تُصبح ترجمةً لما يختلج الصدور.
ما زاد الطين بلة وأسهمَ في الرفع من شأن العبارة وأسقطها كالمياه الباردة على الرؤوس الحامية، بيانات "الرصد الجوي" لحركة تنقل وئام وهاب و شاكر البرجاوي سجلت نشاطاً غير إعتيادي أو مألوف على فالق بيروت - الإمارات حيث قام الرجلان بزيارتين متتاليتين في غضون شهرين.
أضف على ذلك، أن قسم "تفكيك الشيفرة"، رَصَدَ زحمة اتصالات من أرقام سعودية تأتي إلى هاتف وهّاب، حاكت تغريداته "الزرقاء".
لن ندخل في ترتيب أو إستعراض المؤهّلات السياسية بين سعد الحريري رئيس الحكومة و شاكر البرجاوي رئيس التيّار العربي، وإذا ما خُيّرنا في العودة إلى "فرمان وهّاب" لوجدنا أن "الفرق بينه وبين الحريري مليار".. و "غيرة سياسية" داخل الصف الواحد!
فعلياً، الفريق السياسي، كُلّه تقريباً، يقيس رئيس "تيّار المستقبل" على ميزان المال و "صرر الدنانير". ميزانٌ مختلف لا يُمكن قياس البرجاوي عليه، رجلٌ قضّى عمره بين الناس، يتنقّل بين محاور القتال و زنازين المخابرات السوريّة! جدليّة حقيقية قامت خلافاً لنظرية "النشوء السياسي" عند أبناء الطبقة الحالية، الذين "بروا اقدامهم" صعوداً ونزولاً على طريق الشام، و لدغتهم الشمس من طول الانتظار في "طابور عنجر".
كلام وهّاب عبر الشّاشة إنطوى على اهتمامٍ "مبالغ فيه". عبر "تويتر" شنّت الجيوش الإلكترونية هجوماً بالشتائم والسباب طال إبن طريق الجديدة. على المستوى السياسي تحرّكت جولات على فوالق زلزالية عَملت على قياس درجات الدقّة النابعة من كلام رئيس تيّار التوحيد.. و أسباب صمت المعني.
يُنقل عن مصادر سياسية وازنة، أن الحريري، أراد إختبار مدى صحّة ما يُقال، فلجأ للقيام بجولة إستطلاع على موقف "فريق الممانعة"، ولم يجد في سبيل التنعّم بموقف صريح سوى إستخدام "حائط المبكى" المتمثّل في التواصل مع معاون قطب سياسي بارز.
أراد المعني فهم ما إذا كان موقف وهاب نابعا من "إشارات" أو هو مجرد تصريح عرضي "لا يرتكز إلى قاعدة"، ليتفاجأ بسماع جواب الجهة المُتّصل بها: "إن للحلفاء الحق في قول ما يريدون، ونحن لا نتدخل في أمورهم ولا في مواقفهم السياسية إنما نسمع مثلكم. من جهة أخرى، نحن ما زلنا نعوّل على التضامن الحكومي ونشد إزاره فليسَ هناك من داعٍ للارتياب"، وأغلقت سماعة الهاتف على قلق.
الكلام الذي قِيل على هذا الوزن، جعلَ سامعهُ يرتاب، ما دفعه إلى زيادة حركة اتصالاته. وفي تقدير مصادر متابعة، أن الاتصالات أتت في مسعى منه لفهم ما إذا كان هناك من نيّة للتصعيد، بصرف النظر عن واقعية وجود قرار باستبدال رئيس الحكومة من عدمه.
على ضفّة شاكر البرجاوي القضية لا تفرق! هو يمضي إلى شؤونه السياسية بشكلٍ طبيعي من دون أن يشعر بهزّات ارتدادية تضرب "دارة دوحة الحص" التي عند سماع نعتها يُخيل إلينا أنها "مصطلح مناطقي جديد" ذو طيف حكومي سينضم عاجلاً أم آجلاً إلى قاموس الجغرافيا السياسية!
عند سؤاله عن نشاطه السياسي، وهل فعلاً أن تحضيرهُ لأجندة "أول يوم عمل سياسي" بصفة رئيس حكومة مقترح "أنساه أحبابه"، يجيب: "أنا وقت كنت إنسان عادي ما نسيتهم معقول وأنا رئيس حكومة انساهم؟" ثم يضحك، معلقاً أن "أول نشاط قام به على طريق رئاسة الحكومة كان استصلاح وتعبيد الطريق الذي يصل إلى منزله "خشيةً من تأثير الارتجاجات على زواره".
في المقلب الثاني، يحظى البرجاوي حيث مكان سكنه بغطاء عربي! جيرانه على وزن سفراء، العماني والمصري والسوداني، أي يلوذ إلى منطقة دبلوماسيّة شديدة الراحة. "أشعر بأنني تحت تأثير رياح عُمانية قادمة مضيق هرمز… اللهم أن تنعكس وساطة عُمان مع طهران علينا بالخير".
الجلسة الممتعة مع البرجاوي سرعان ما تنتقل إلى المستوى السياسي الجدّي. يَكشف رئيس التيّار العربي أنه في صدد القيام بجولة إلى الشام غداً (اليوم)، على جدول أعماله لقاءات مع شخصيات سياسية سوريّة "من الطراز الأول". نسأله عن توقيت الجولة، هي ترتبط بكلام "صديقك وهاب؟"، يترك الجواب يغرق في مزيدٍ من "الحرقصة" ثم يقول: "لم ابدأ جولتي كرئيس حكومة بعد!".
في المعلومات التي يكشفها البرجاوي، أن الزيارة مُحدّدة منذ مدّة، وهي تأتي من ضمن آليّة التواصل الطبيعية مع الحلفاء في الشام. هل ثمّة لقاء مُحدّد سلفاً مع الرئيس بشّار الأسد؟ يُفضّل البرجاوي إبهام الاجابة عن طريق المواربة، أي من دون تقديم اجابة صريحة، لكن ومع الإصرار لا يخفي إمكانية اللقاء باللواء علي مملوك بهدف تقديم التهنئة على توليه منصب نائب الرئيس في سوريا.
يحيط "أبو بكر" زيارته بحالة طبيعية، لكن الزمن الذي تحصل فيه قد يجعل تأويلها سهلاً، وإسقاطها على أسباب التعطيل الحكومي القائمة أسهل، بل ربّما قد يحلو للبعض أن يربط التعطيل بخطوات إجرائية يدعي وجودها، الغاية من ورائها إستبدال رئيس الحكومة.. كل ذلك يفهمه البرجاوي و يمضي في سبيل زيارته وكأن شيئاً لم يكن.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا