Beirut
16°
|
Homepage
الحريري بين الإستمرار في "التسوية" والإستقالة
فادي عيد | الثلاثاء 30 تموز 2019 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

"يتّجه البلد نحو مرحلةٍ بالغة الخطورة، وقد تفوّق ما شهده بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، ذلك ما يشير إليه أحد الوزراء في منزله أمام زوّاره.

ويقول "المسألة اليوم تتخطّى حادثة قبرشمون، إذ قد نصل إلى أزمة حكم وحكومة، وربما لاحقاً المجلس النيابي، في حين أنّ مؤسسات الدولة برمّتها مشلولة، والأخطر من ذلك إمكانيّة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي ألمح لذلك في أكثر من محطة ومناسبة، وخصوصاً في الجلسة الختامية لمجلس النواب خلال مناقشة الموازنة العامة، إذ أيقن أنّ هناك استهدافاً مباشراً له، وكاد يعلن موقفاً يراوح بين الإعتكاف والإستقالة، وأقلّه التصعيد والرد على الحملات التي تطاوله ولكن بعد الإتصالات والمشاورات تريّث الحريري وأُقرّت الموازنة لتجمّد في بعبدا، وصولاً إلى مواقف وزير الخارجية جبران باسيل المسيحيّة، والتي تعتبرها أوساط الحريري بأنها شعبوية، وتعرقل عمل الحكومة، الى أن يختفي أمام هذا المشهد السياسي المأزوم رئيس الحكومة ويتبيّن أنّه كان في إجازة عائليّة".


إنّما وفق المعطيات والمعلومات من مصادر موثوقة، فإنّ الحريري التقى عائلته في الخارج، ولكنه في الوقت عينه قام بسلسلة اتصالاتٍ مع مسؤولين عرب وأوروبيّين، ووضعهم في أجواءٍ غير مريحةٍ تتمثّل في تطيير الحكومة والسعي لضرب الطائف.

وبمعنى أوضح، أنّ كلّ ما قام به رئيس الحكومة من خطوات، من مؤتمر "سيدر" إلى ما تضمّنته الموازنة من إصلاحات بنيويّة، فذلك مهدّد بالتطيير أمام الواقع السياسي الراهن، وصولاً إلى الأحداث الأمنيّة المتنقّلة، ما يعني أنّ ثمة توجهات داخلية وإقليمية لضرب الإستقرار السياسي والإقتصادي في لبنان، وعودة الإصطفافات السياسيّة إلى مرحلة الإنقسامات التي كانت سائدة بين معسكري 8 و14 آذار.

وعلى هذا الأساس، ترى المصادر المتابعة لمسار الأوضاع، بأنّ الحريري حائرٌ بين استمراره كرئيس حكومة يواجه هكذا أوضاع مزرية على كافة المستويات، ومن ثم الإستقالة، وبالتالي، إنهاء التسوية التي جمعته بـ"التيار الوطني الحر" وما رُسم من خططٍ مستقبلية بينه وبين باسيل في لقاءاتٍ متنقلة بين بيروت وباريس، وهذه الأجواء رتَبت عليه خسائر كثيرة إن على صعيد تراجع شعبيته داخل الشارع السني، أو لجهة اهتزاز العلاقة مع السعودية التي لم تعد كما كانت أيام والده، وفي السنوات الأولى التي انخرط فيها في العمل السياسي بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

وبناءً على هذه الأجواء والمعطيات، ثمة تساؤلات حول ما سيُقدِم عليه الحريري أمام ما وصلت إليه الأوضاع من حائطٍ مسدودٍ، وخصوصاً أنه لا يمكنه أن يغرّد خارج سرب 14 آذار وما يربطه من علاقة استراتيجيّة مع "القوات" و"التقدمي" على الرغم من التباينات السياسية التي ظهرت في الآونة الأخيرة بينهما، ولكن بعد زيارة رؤساء الحكومات الثلاثة السابقين إلى السعودية، فإنّ خارطة طريق جديدة سيلجأ إليها بيت الوسط تتمثّل في تسوية العلاقة مع كلّ من الإشتراكي والقوات، بعدما بات يدرك أنه وعلى الرغم من التسوية التي قام بها لا يلاقيه "التيار الوطني" إلى منتصف الطريق، لا بل كانت هناك استهدافات تطاول رئيس الحكومة عند كل سانحة، ومن ثم التدخل بصلاحياته إن على مستوى الموازنة أو في التعيينات الإدارية، وصولاً إلى تعطيل مجلس الوزراء من قصر بسترس على خلفية حادثة قبرشمون، وعدم القبول بما طرحه، أي فصل هذه الحادثة عن عمل ودور مجلس الوزراء.

ما يعني أنه، وحيال هذه العناوين السياسية الملتهبة، فإنّ كل المطلعين على بواطن الأمور، يؤكدون بأنّ الأوضاع في لبنان باتت مفتوحة على كافة الإحتمالات.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد خبر توقيف قاصر... توضيح من "لجنة أهل متوسطة عانوت" 9 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 6 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 7 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 3
"بسبب شائعة"... حرق منازل واعتداء على أقباط في مصر 12 "إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 8 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر