"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

ورقة بعبدا الاقتصادية والتي كشفت للرأي العام العجز الكبير الذي يغرَق به لبنان، كانت "الخرطوشة الاخيرة" بيد الطبقة السياسية للتصويب من خلالها على مكامِن الهدر والفساد واعادة انتظام المالية العامة وفق خطّة مُحكَمة تُبعِد شبح الافلاس الذي يلوح في الافق وتؤكده أرقام وكالات التصنيف ويوميّات المواطن اللبناني الذي تعِبَ من "نُدرة السيولة" في جيبه وبات باب الهجرة مفتاح حلّه الوحيد.

وبالتزامن مع "الاستنفار اللبناني" لمواجهة التحديات الاقتصادية، جال المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقرّرات مؤتمر "سيدر" بيار دوكان على المعنيين مطلعًا على كلّ "شاردة وواردة" في الاجراءات المتخذة أو تلك التي وُضِعَت على لائحة الحكومة للبدء بها.

الزيارة التي كان مخططًا لها من قبل، أكّد وزير الاقتصاد منصور بطيش في حديث الى "ليبانون ديبايت"، أنّها جاءت في اطارٍ "استطلاعي ولمعرفة أين أصبحنا والتأكّد من أنّ الامور تسير في الاتجاه الصحيح"، ولاسيما أنّ "الفرنسي" مسؤول عن ملف سيدر.

بطيش أوضح، أنّ "دوكان اطلع ايضًا على ما قامت به الحكومة في المرحلة الماضية وعلى مضمون الورقة التي أُعلِنَت في بعبدا، وأبدى تفهمًا وارتياحًا، إذ لمس جدية من المسؤولين في التعاطي مع المواضيع الاقتصادية لناحية اعطائها الاولوية مع تفهّمه للاجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها من موازنة عام 2019 الى تلك المخصّصة لعام 2020 واصلاحاتها كما الى خطة الكهرباء".

ويؤكّد، أنّ "انطباع المسؤول الفرنسي كان أكثر ايجابية مما كان عليه في زيارته الاخيرة للبنان".

وزير الاقتصاد، المعني أيضًا بالاجراءات التي يُعمَل عليها للخروج من الازمة، يضمّ صوته الى صوت رئيس الحكومة سعد الحريري لناحية أنّ سيدر هو جزءٌ من نقاطٍ عدّة ثمّة جدية في المباشرة بتطبيقها، لافتًا، الى أنّه "لمس في اجتماع بعبدا الاقتصادي حرصًا على استكمال الاصلاحات التي عرضها مع وزير المال علي حسن خليل وتحدّث عنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة".

وانطلاقًا من تفاؤله الدائم، يوضح الوزير بطيش، أنّ "الصدمة الايجابية التي نلمسها اليوم للانطلاق بورشة الاصلاح الحقيقية، تتمثّل في الالتزام الكبير على مستوى القيادات بتحمِّل كامل المسؤولية، واعتبار الموضوع أكثر جدية واعطاء الاولوية للمعالجات والاجراءات التي اتُخذت والتي ستُستكمل لتظهر في موازنة 2020 وفي عددٍ من النقاط الموجودة في الورقة إن من خلال الاسراع في دراسة مشروع ماكينزي أو بإقرار ما لحظته مقرّرات سيدر من دون اغفال دور الدولة في تحمُّل مسؤولياتها لناحية التهريب والتهرّب الضريبي".

وإذ يرى، أننا "أمام امتحان كبير في هذه المرحلة". يبدي بطيش في المقابل ثقته، بأنّ "لبنان قادر على اجتيازه وفق السكة التي يتمنّاها الجميع".

ولا يغفل بطيش دور اللبنانيين في هذه المرحلة، إذ يؤكّد لهم، أنّ "التهويل الذي نسمعه ليس في محلّه"، مضيفًا، "صحيح، أنّ الوضع صعبٌ ولكنه غير مستحيل ونحن لدينا القدرة على استنهاض اقتصادنا وايجاد المعالجات خصوصًا أنّنا نمتلك الامكانيات لوضع اقتصادنا رغم التراكمات التي يزيد عمرها عن العشرين سنة، ضمن الاقتصاد المنتج".