Beirut
16°
|
Homepage
عن بشارة الأسمر و "غداً صباحاً"
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 07 أيلول 2019 - 18:45

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

أين الإتحاد العمالي العام؟ تمرّ بمحاذاته على طريق النهر. مبنى كأنه من مخلَّفات السكوت.

أين المجلس الإقتصادي الإجتماعي؟ كلّفوهُ ثمَّ كفّنوه.


خطة طوارئ إقتصادية لم يرشح عنها شيئ. فقط قليلٌ من زيتٍ طوباويٍ على صورِ مشارِكين كليي الطوبى. قليل من الزيت وكثُرٌ من المؤمنين. علامات متجددة لقداسة قديمة هي إختصاص الطبقة السياسية منذ ثلاثين سنة.

لا يهم إذا كانت جِراح الوَطَن بليغة . لا يهمّ أن ينضمّ جورج " خاء " إلى جورج " زَين " ليحترقا ببنزين ٩٦ أوكتان استوردته مافيا النفط شرعياً.

الفقر يحرق أكثر من البنزين.
إنما المهم إيجاد ذبيحة. ذبيحة تجمع جورج بأحمد وحَسَن بِمَعن وتحرقهما معاً.

أكثر الذبائح دَسَماً ذبيحة الإتحاد العمالي العام.
لا أحد في لبنان سيهتم بإضرامَ النار بالإتحاد العمالي العام طالما أن الحدث سيكون دائماً في تغطية لقاءات قمة بين السياسيين. لقاء تيمور جنبلاط بجبران باسيل أهم من إحتراق جورج " خاء ". جورج لا يملك في الإعلام إسم عائلة مكتمل. " الخاء" إسم عائلة تحترق دون أن تثير حفيظة أحد. مثلها مثل الإتحاد.

نحن في زمن الذبائح. المواطِن- الذبيحة المُعَدّ لإحياء قداديس الإفلاس. إفلاس أخلاقي وحضاري وسياسي وإقتصادي. وديعة مليار وخمسمئة مليون دولار لا تساوي موقفاً واحِداً من إتحاد عمّالي كان وديعة رَجاءِ المقهورين.

بشارة الأسمر هو أحد الذبائح السياسية. جنّاز نموذجي لأصوات العمّال والموظفين. تجديد البيعة يتمّ بنجاح لحناجِر الوقاحة والصلافة. قتلوا بشارة الأسمر على زلّة.

ألسِنة السياسيين قتلت وطناً عن بكرة أبيه. توارثوا الكراسي. رثّت فنجّدوها. تختخت فعالجوها بالغِري والمسامير. كلّ ما كان على الطبقة السياسية أن تضيفه هو حشوة من قطن الكذب.

عندما وقع بشارة الأسمر تبارى السياسيون بتغريداتهم على تويتر. كلّهم تحوّلوا إلى عشَّاق البطريرك الراحل. كلّهم بمن فيهم بعض من أهانوه على شاشات التلفزة على مرأى من العالم. قَتَلَة، سَلبَة أوطان وقنّاصو فُرَص سرقوا المليارات. هم أنفُسُهُم صاروا من الحافظين لِعظات البطريرك صفير ومن حماة ثغور الصّرح.

بالأمس القريب عاد بشارة الأسمر إلى البطريرك. في قلبه توبة. في يده إكليل. مَن مِن السياسيين حمل توبته؟ كَمْ من شهيدٍ ارتفعت على رفاته كاتدرائيات السلطة في لبنان؟ كَمْ من كذبة. من زلّة. من طعنة.

صلبوا بشارة الأسمر من دون مسامير. صَلب السُّمعة أخطر أنواع الصَّلب. المصلوب على هذا النحو لا يموت كثيراً ولا يحيا قليلاً. ما يكفي لتحنيط مطالب الناس.

آخِرِ معاقل الوَطَن الإتحاد العمالي العام. فيهِ مشروع صرخةٍ ودويُّ حنجرةٍ ومدافع من عيار موقف. تمَّ إسكاتُه ليس على خلفيّة مؤامرة. على خلفيّة أن وجوده يعرقل الصفقة. الصفقة في كل المحافل لا تخاف إلا من الشعب. خصوصاً من الإتحاد العمالي إذا حمل عصا الخيزران.

بشارة الأسمر أو غيره. الإسم يتبدّل. الموقعُ هو الصخرة. السكوت عن دَفَن الإتحاد العمالي العام هو مشاركة في المراسم. شيءٌ من كرامة اللبنانيين يتمّ اغتياله بالتصرّف كأن شيئاً لم يكن.

بعد المغفرة التي نالها من البطريرك الكبير مار بشارة بطرس الراعي. بعد أن استبدل البطريرك الراحل الزلّة بالحَلَّة، صار معيباً الإستمرار بالمهزلة. الإستمرار بجَلد بشارة الأسمر.

إبحثوا عن الجلّادين لا عن المَجلودين. طبقة سياسية ما زال فيها بعض الحكماء. فَليُفتوا. ما زال فيها بعض التائبين. فَليَتوبوا.

الإتحاد العمالي العام آخِرِ ما يدلُّ على أننا دولة. في الظاهر على الأقل. عقد إجتماعات إنقاذ وإعلان حالات طوارئ ووضع خِطط إستراتيجية من دونه هو إسقاط نصّ سوريالي على مسرح تجريبي. بعبارة أخرى تحويل الوَطَن إلى جسم من دون وظائف. إلى جثة سياسية وإقتصادية.

أوّل ما يجب فعله هو انتخاب رئيس للإتحاد. رئيس يضع يده على الفساد دون أن يداعبه. إتحاد يعيد الأمل بعبارة " غداً صباحاً ". غداً صباحاً للس
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 9 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 10 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 6 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 2
هذا ما تضمنته خطة التسوية الفرنسية للجنوب 11 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 7 إقامة دائمة لـ "السوريين" 3
القرار الكبير 12 بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر