Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الفاخوري يكشف عورة السلطة: العداء لاسرائيل "وجهة نظر"
علاء الخوري
|
الاثنين
16
أيلول
2019
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري
في لبنان لا يمكن الحديث عن ثوابت تحكم نظامنا السياسي مع تعدّد الايديولوجيات والتيّارات الحزبيّة وتنوِّعها في مجتمعٍ طائفيٍّ متفكّكٍ.
منذ ولادته يتعدَّد انتماء اللبناني "الطائفي- المناطقي- الحزبي"، أما الانتماء الى الوطن، فهو إن وُجد فيأتي في المراتب الاخيرة.
ومع تأخّر دور الدولة كـ"منظومة اجتماعيّة اقتصاديّة"، يتقدَّم دور الجمعيّات والاحزاب الدينيّة من الحيّ حيث ينشأ المواطن الى مدرسته وجامعته فمكان عمله، فيتعزّز دور "الارساليات" على مختلف مشاربها وتوزّعها الطائفي ليصبح أقوى من دور المدرسة الوطنية التي من المفترض أن تُعد جيلًا يحمل "التربية الوطنية" لا الطائفية والمناطقية، على أن يدرك مع تقدّم سنوات الدراسة أنّ الوطن ككيانٍ اجتماعيٍّ أولوية لا تتقدّمه "ولاءات".
في لبنان، كلّ شيء يسير بعكسِ "المنظومة الطبيعيّة"، إذ أنّ اللبناني المسيحي وُجِبَ عليه الدخول الى المدارس التابعة للارساليات الغربية أو "الخاصّة" ويبقى ضمن بيئته الاجتماعية "الصافية" ومن بيئته الطائفية يستقي كل مفاهيم الانتماء الى "الطائفة" قبل الوطن والى الحزب قبل المؤسسة العامة، وعندما يدخل سوق العمل "يُفضل" العمل في منطقته ويؤسِّس عائلته في هذا المحيط، أما الاحزاب التي ينتمي اليها فتدفعه أيضًا الى سلوك هذا الطريق، لأن أي طريق بديلة تهدد مستقبل الحزب "الطائفي".
واللبناني الذي ينتمي الى الطائفة الاسلامية، ينطبق عليه هذا المفهوم، وانتماؤه يكون للدين قبل الدولة، في حين تجد أنّ حزب الله لديه مجتمعه العقائدي الخاص، هناك تكون "دورة الحياة" متشددة أكثر فلا يمكن أن "يخرقها" مفهوم "مؤسسة الدولة"، بل أنّ الهيكلية التنظيمية للحزب تفرض التعامل مع مجتمعه وفق تركيبة معقدة تأخذ بعين الاعتبار المفهوم الديني كصيرورة حياتية لا علاقة لها بمفهوم الدولة كمؤسسة، والانتماء يكون حكمًا وفق المدارس والجامعات التي تبدأ بالضاحية وتصل الى ايران، أما الدخول الى الجامعات الخاصة كـ"الاميركية" و"اليسوعية" وغيرها فهو مرحلي يكون بالتوازي مع عمل الطالب الحزبي الذي يضعه كأولوية، والتركيبة المجتمعية لبيئة حزب الله لا تسمح للطلاب بالاندماج مع البيئات الاخرى بل تنطلق من مفهوم "المهمة الخاصة" الواجب القيام بها لصالح المصلحة العليا للحزب.
وأمام تعدّدِ "المفاهيم" والانتماءات الحزبية والطائفية في لبنان، يصعب "حصر" مفهوم العمالة بـ "عامر الفاخوري"، إذ أنّ الاحزاب "الراديكالية" في المجتمعات الغربية تختلف فيما بينها على الامور "الثانوية" في تركيبة المجتمع أما الاسس التي يرتكز عليها بناء الدولة فهي واحدة وعلى الاحزاب كافة الانطلاق منها لترجمة أفكارها "الاصلاحية"، وهذا الامر يختلف عن مفهوم الاحزاب اللبنانية، فالتيار الوطني الحر أو القوات وغيرها من الاحزاب "المسيحية"، تستعطف جمهورها من خلال "بنك المصالح" التي تطالب الدولة بتحقيقها وهي تهدف الى "تحصين" وجودها من خلال ربط الافراد بها، بحجة "تأمين المناصفة". فيما يذهب "السني" أو "الشيعي" والدرزي أبعد من ذلك ويطالب بتثبيت الصلاحيات داخل المؤسسات الدستورية، وابعاد "الغبن" عنه، فالدستور يحمي الطائفة لا الوطن، والحزب لا الدولة، وهذا المفهوم لن يتغير بل سيحتفل بمئويته الاولى السنة المقبلة.
هذا الواقع، يقودنا الى "عورة" النظام في لبنان حيث يُصبح مفهوم "العمالة" وجهة نظر تختلف من بيئة الى أُخرى، وبغياب "الدولة القوية" تضيع الهويات وتتعدّد الثقافات فالبعض يرى في اسرائيل المنقذ للشر الاكبر "ايران وسوريا"، والبعض الآخر، يسير على "هوى الثورة الخمينية" فيما تبحث الاقليات عن "منقذها"، ويبقى لبنان كما وصفه المؤرخ كمال صليبي "بيت بمنازل كثيرة".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا