"ليبانون ديبايت"

اذا كان قدراً للعسكري ان يكون قاسياً نتيجة ظروف وطبيعة عمله، فان ذلك لا يمنع باي شكل من الاشكال الدور الانساني الذي يلعبه، وهو ما بات أكثر بروزاً هذه الايام مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعمد الى نشر عشرات الصور للوجه الآخر للعسكري، يمد يد المساعدة لكهل من هنا، او يقدم ربطة خبز لطفل مشرد من هناك.

وفي مقابل عشرات تلك الحالات الموثقة، ثمة اعمال اخرى يقوم بها جنود مجهولون، تبقى بعيدة عن الكاميرا والاعلام، ليس آخرها ما اقدم عليه القاضي العسكري المنفرد في الشمال.

فانطلاقا من ان مصلحة القاصر فوق كل اعتبار، اقدم العميد الركن ايلي اسطفان حيث قلة يجرؤن، مقدما درسا في الالتزام بالقوانين وانسانيتها وامثولة في مقاربة الملفات الاجتماعية، متخذا قرارا لم يشهد لبنان مثيلا له من قبل، عاكسا ً ابعاداً انسانية واخلاقية وحرصاً على مستقبل الوطن، وشبابه.

وفي خلاصة القول فقد حكم العميد اسطفان باستبدال قرار جزائي بادانة قاصر تبلغ من العمر ١٦ عاماً، بسبب شتمها عمها، كان كفيلا بالقضاء على مستقبلها، مستندا الى القانون الصادر عن المجلس النيابي والقاضي باستبدال العقوبة الجزائية بحق القاصر باعمال اخرى تفيد مجتمعه وبيئته وتعود بالنفع على وضعه النفسي، اسوة بالدول المتقدمة، مبرزا دور القضاء في ارساء الأمن الاجتماعي، وهو ما دأبت قيادة العماد جوزاف عون على التأكيد عليه دوماً، ووضعه في سلم اولويات اليرزة.

ايلي اسطفان مثلا ومثالا يحتذى به، انها روح الشرف التي اقسم عليها مفعمة بوفاء لمجتمع عاهد الله على حمايته من كل عدو لا تعرف للتضحية حدودا وهؤلاء هم رجال الجيش اللبناني رجالاً ليسوا كالرجال.