Beirut
16°
|
Homepage
لما لا تفعلها أيّها "الحكيم"؟
علاء الخوري | الاثنين 14 تشرين الأول 2019 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

لا يحبّ اللبناني المنطقة الرمادية، بطبعهِ يرفض مقاربة يوميّاته على قاعدةِ "خير الامور اوسطها"، يرغب بمقدّمةٍ اخباريّةٍ ناريّةٍ "بتعبّي الراس" ، يذهب في مواقفهِ بعيدًا من دون الاكتراث الى مفاعيلها السلبيّة، طبعه السياسي "جبليّ" لا يرغب المناورة.

كان "نجاح واكيم" نجم التسعينات بالنسبة الى البعض، ولو أنّ معارضة الرجل كانت "على قدّ الحالِ" الّا أنّها كانت مقنعة للبعض بل أرسى واكيم نمطًا في عقولِ الشباب اللبناني، ولم يتردَّد الفنان زياد الرحباني بمشاركةِ بعض هؤلاء الشباب في حلقةٍ من "حوارِ العمرِ" عبر المؤسّسة اللبنانيّة للارسال، استضافَ يومها البرنامج واكيم الذي حصدّ شعبيّته من بعض المواقف المعارضة للحريريّة السياسيّة، وربّما كلمة "سدّ بوزك" التي توجَّه بها واكيم الى بهيج طبارة حين كان الاخير وزيرًا للعدل، هي خيرُ مُعبِّر لثقافةِ اللبنانيّ "العاشِقة" لتلك المواقف السياسيّة من العيارِ الثقيلِ.


الشريط السياسيّ اللبناني، يتضمَّن أكثر من "نجاح واكيم"، فسياسة المعارضة "مُربحة" في أعرَقِ الانظمة الغربيّة، ومن شأنها أن تصنعَ في لبنان "ابطالًا"، وإن كانت معارضتهم كناية عن كلامٍ ومواقفٍ و"تنظيرٍ".

في هذه المرحلة، يضَع حزب القوات اللبنانيّة نفسه في "المنطقة الرمادية"، يحاول أن يجمعَ بين المعارضة والموالاة، يحِنّ الى زمنِ الوصايةِ والاضطهادِ وخلية يسوع الملك، ويأبى في المقابلِ الخروج من السلطة بعدما ذاقَ طعمها ووجد أنّ اخلاء السّاحة للبعضِ وعلى رأسهم التيار الوطني الحر، هو نوعٌ من "الغباءِ السياسيِّ"، وهو مقتنعٌ أكثر من أيّ وقتٍ مضى بأنّ وزير الخارجية جبران باسيل يعمل كل ما بوسعه لابعاده عن الحكمِ والاستئثار به.

ولكن في المنطقة الرمادية، ثمّة بعض من "الانفصامِ" في الشخصيّة السياسيّة، فإن ذهبت كفريقٍ سياسيٍّ الى الانتقادِ، فأنت كمَن يجلد نفسه، وتصبح غير مقنعٍ بمواقفك، وإن تحدَّثت عن حكومة "التسوية الخنفشارية أو حكومات من كل وادي عصا يجمع مكوّناتها أمرٌ واحدٌ وهو نهبُ الدولة"، هذا يعني أنّك تتحدَّث من "المنطقة الرمادية".

وإن تحدَّثت عن "المراوحة" في عملِ لجنة الاصلاحات الوزارية، وعن "اهمالِ" الورقة الاقتصادية التي قدَّمتها كحزبِ قوات لبنانيّة ولم يؤخَذ بها، أو عن آليّة تعييناتٍ يجب اعتمادها من منطلقٍ مؤسّساتيٍّ، وتخطّاها رئيس الحكومة وشريكه في الحكم التيار الوطني الحر، فذلك يعني أنّك لا تزال في "المنطقة الرمادية"، وعليك فعل شيء لاقناعِ الرأي العام اللبناني الباحث عن معارضةٍ جديّةٍ بعيدة من استعراضات "صبيانيّة" لبعضِ التجمّعات المدنيّة.

التصعيد الذي ينتهجه رئيس "القوات" سمير جعجع في مواقفهِ أمام مناصريه في كندا، يمرّ كـ "عابرِ سبيلٍ" أمام الرأي العام غير المُقتَنِعِ بالـ "duo" القواتي، فإمّا "ثورة" أم "سلطة" لا يُمكِن لـ"الحكيم" الاستمرار بهذا النهج المزدوج وعليه الانتقال الى الدفة الاخرى حتى يكون لتصريحه الوقع القويّ الكفيل بـ "هزّ" الرأي العام، ويتصدَّر مقدّمات الاخبار، ولكن موقفه اليوم تحوَّل الى موقفٍ مشابهٍ لأيّ طرفٍ ثانويٍّ في المشهدِ اللبنانيِّ، ولن تنفع تبريرات مسؤول الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور أو تغيِّر في المعادلات التي ارستها التسوية السياسيّة، طالما أنّ "الهويّة السياسيّة" للحزب مفقودة، فهي لن تجِد موطنها الحقيقي وستظلّ تبحث عن الفعلِ كي تكون ردّة الفعل، وعلى معراب أن تعودَ الى جغرافيّتها السياسيّة في زمنِ تغيير الخرائطِ، وتؤكِّد، أنّها ليست "مشاعًا ضائعًا".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 9 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 5 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 1
بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 10 واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 11 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 7 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 3
بقوة 5.6 درجة... زلزال "يهز" شمال تركيا! 12 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 8 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر