Beirut
16°
|
Homepage
بالإعترافات.. الإنتحاري مبسوط لـ"الشيخ ناجي": "دعيلنا"
المحرر الأمني | الاربعاء 16 تشرين الأول 2019 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - المحرر الامني

هناك مثلٌ شعبيٌّ متوارثٌ، يتداوله عادة أبناء القرى، يقول، "العيب مش للعيب، العيب عَ يلي بيعمل عيب"، و"مساءبة"، أنّ بعض رجالات السياسة والدين يغمّسون في العيبِ من رأسهم إلى أخمص قدميهم.

هذا الفعل ينفع إسقاطه على قضية أمير تنظيم "جند الله" الشيخ كنعان ناجي، الذي وجدَ اليوم من "رَبع" السياسة والدين من يقف إلى جانبه في محنتهِ "الأمنيّة"، بعدما تمضي التحقيقات في تثبيتِ ضلوعه بنشرِ الافكارِ المتطرِّفة في طرابلس، من خلال دروسٍ يُذيعها تحت يافطةِ تنظيمه، ما أدّى إلى التأثير في المدعو عبد الرحمن مبسوط مثلاً الذي تحوَّل الى ارهابيٍّ انتحاريٍّ انغماسيٍّ، يفتك بأبناءِ الجيش والمدينة عشية عيد الفطر.


يُنكر المراجع هؤلاء وجود أية صلة وصل بين العمل الارهابي ليلة العيد ومختلف الاعمال المخلة والمزعزمة للامن في طرابلس وبين الشيخ كنعان ناجي، على الرغم من "كدسة" الاعترافات التي أدلى بها موقوفين من معارفه، لا بل ان هؤلاء المراجع، يمضمون في "خبز" سياسية "الخداع والكذب وتنظيف السجلات" و"على عينك يا تاجر"، من دون أي رادع.

وخلال الايّام الماضية، "غرقَ" هؤلاء في الدعوة إلى لقاءاتِ تضامنٍ ومؤازرةٍ مع الشيخ ناجي، والمفارقة أنّهم عبارة عن تشكيلٍ يضمّ شتّى مشارب طرابلس السياسيّة، ما يدل الى حجم "الغطاء" الذي كان ممنوحًا إلى الشيخ ناجي، والذي يصفه البعض بـ"لحاف سياسي".

أكثر من ذلك، ثمّة علامات تدلّ إلى ضلوع سياسيين كبار في المضي قدمًا بمشروع تأمينِ إخلاءِ سبيلٍ غير مشروطٍ للموقوف الشيخ، بحيث يؤكِّد تقاطع معلومات "ليبانون ديبايت" ضلوع مرجعية اساسية في هذه المحاولات، بعدما ورده طلب عاجل من مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، موسومًا بـ"عاجلٍ وضروريٍّ".

وبصرف النظر عن مدى تلك المرجعية في مشروع محاولة الافراج، إلّا أنّ الجو السياسي العام في الشمال لا يمكن تبرئته من هذه الفعلة، التي ينشط عبرها تهديدًا ووعيدًا متظللًا بما يسمَّى "الغضب" الذي يتفاعل تحت رمادِ المدينة.

لكن هؤلاء الرجالات يضعون انفسهم في مشكلة عدم القدرة على انكارِ ادوار الشيخ ناجي المشبوهة، فهو مثلاً، يبدو أنه كان على علمٍ بخططِ مبسوط تنفيذ عملٍ ارهابيٍّ في طرابلس عشية العيد يستهدف قطعات الجيش اللبناني، بدليل أنّ مبسوط نفسه حضر إلى منزل الشيخ في تمام الساعة 22:15 ليلة العمليّة وابلغه نيته السفر الى قبرص، سائلاً الدعاء، كما يرد في اعترافات الموقوف لدى مخابرات الجيش نافذ عصام مراد مواليد 1962. وعلى ما يبدو، أنّ مصطلح قبرص كان عبارة عن كلمة سر تنفيذ العملية.

ثم أنّ إعترافات أحد الموقوفين الدسمين في القضية، المدعو عدنان غسان القطمة المكنى بـ"أبو تراب" مواليد 2001 - طرابلس، تكشف، أنّ "مبسوط" حضر إلى منزل الشيخ ناجي ليلة العملية، مكحّل العينين، وهذه علامة من علامات الاقدام على عملٍ إنتحاريٍّ.

وفي الاعترافات التي اوردها "أبو تراب" امام المحققين، أنه انتمنى منذ 4 سنوات الى تنظيم جند الله وتلقى دورسًا دينيّة، وتتلمذ على يدَيْ الشيخ كنعان ناجي، وكان يسمع تحريضًا على حزب الله من خلال الخطب.

وأضاف، أنّه وبعد سنتين من ذلك، اقتنع بأفكار تنظيم "داعش" الارهابي، وعزم على الانتماء إليه بعدما استفادَ من "خيرة" بعض الصفحات عبر الانترنت.

ويزيد، أنه وقبل سبع اشهر من تاريخ توقيفه، ترك "جند الله" لكنه بقي يتردد الى مقره الكائن في محلة أبي سمرا، وكان يلتقي في بعض الاحيان بالانتحاري مبسوط الذي كان على ذمة اعترافات "ابو تراب" ينفذ حراسات في منزل الشيخ، ما يعني انه إعتراف أول حول وجود صلة بين الشيخ والانتحاري المفترض.

مثل ثانٍ، يورده الموقوف نافذ عصام مراد، مواليد 1962 - الحدادين، إذ صرح انه قبل الحادثة بيومَيْن حضر اليه مبسوط وسأله عن عنوان منزل المدعو بدر ريفي حين ارشده اليه من دون معرفة السبب. مضيفًا، أنّه "في ليلة الحادثة، حضرَ الارهابي مبسوط عند الساعة 22:15 الى منزل الشيخ ناجي واخبر الموجودين ومن ضمنهم الشيخ انه بصدد السفر الى قبرص وطلب منه ومن الجميع الدعاء له".

كذلك، ترد في التحقيقات، اعترافات حول إمتلاك "جند الله" لكميات من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة كان الشيخ ناجي يقدم على شرائها. وعند بداية الحرب في سوريا، قام الشيخ بشراء قواذف "أر بي جي" وعلى الأرجح، سلمها إلى ضابطٍ سوريٍّ منشق إنضمَّ إلى الجيش الحرّ، مقرًّا بأنّ الشيخ ناجي يمتلك الآن 14 قطعة كلاشنكوف في خزانته بالاضافة إلى واحدة تُستَخدَم في أعمال حراسة منزله.

بالاضافة إلى ذلك، نورد أدناه مجموعة من إعترافات 7 موقوفين في القضية ذاتها، أجمعوا على معرفتهم بالشيخ كنعان ناجي، وتواجد الانتحاري مبسوط لديه، وهي على الشكل التالي:

الموقوف عدنان غسان القطمة المكنى "أبو تراب" - مواليد 2001/طرابلس:

صرَّح، أنّه وقبل عشرة أيام من تاريخ عملية مبسوط، التقى بهذا الأخير في أحد مقاهي منطقة أبي سمرا وطلب منه عبد الرحمن مساعدته في بيع آثاث منزله فاصطحبه مباشرة إلى المدعو جبريل الكعكة الذي رفضَ الشراء، وزوَّده برقمِ هاتفٍ عائد لشخصٍ ملقَّب بـ"أبو يحيى".

في اليوم التالي التقاه في المقهى نفسه، واخبره عن نيَّته تنفيذ عملية "إستشهادية" تحت راية "الدولة الاسلامية"، عارضًا عليه مشاركته في التنفيذِ، فوافق "أبو تراب" كونه يحمل افكار نفس التنظيم، وطلب منه مبسوط تأمين بندقية كلاشنكوف.

في مساء اليوم التالي، ارسلَ "أبو تراب" رسالة صوتية إلى هاتف مبسوط، ابلغه فيها عن عدوله عن المشاركة في العملية، لكنه وعده بأنّه سيساعده على تأمينِ كافةِ الاحتياجات اللوجستيّة، وباعه رمانتَيْن يدويّتَيْن.

بعدها بأيامٍ، التقى "أبو تراب" مبسوط وقد اخبره الأخير بأنّ المدعو بدر ريفي الموقوف لدى شعبة المعلومات قد عرضَ بيعه بندقية كلاشنكوف مع ذخائرها ورمانات يدوية مقابل 1000 دولار أميركي، وسأل الموقوف عن رأيه بالموضوع لكن الأخير استغربه ولاسيّما أنّ مبسوط بحوزته بندقيّة حربيّة من خلال عمله لدى كنعان ناجي.

الموقوف علي محمد قدور - مواليد 2000/برقايل

صرَّح أن "أبو تراب" عرَّفه على مبسوط وكان يلتقي به اثناء الحراسة عند الشيخ ناجي في أبي سمرا، لكنّه نفى أن يكون على علمٍ بمخطَّطِ مبسوط. وقال، أنّه وعند الحادثة كان متواجدًا على رأس عمله في مطعم "المنى" برفقة "أبو تراب"، كما أنّه نفى الانتماء إلى أيّ تنظيمٍ إرهابيٍّ، لكنّه اعترفَ بقيامه برمايات نارية على سبيل التدريب في محلة الزيتون - أبي سمرا.

الموقوف بلال سليم قنين - 1991 مواليد/حماه سجل التبانة

هذا الشخص تندَرِج إعترافاته من بين تلك المُهمّة، لكونه كشف بأنّ الإرهابي الإنتحاري عبد الرحمن مبسوط كان ينتمي إلى تنظيم "جند الله" الذي يقوده الشيخ ناجي، وذلك قبل فترة سنة ونصف من تاريخ وقوع العملية، وأنّ الانتماء تمّ من خلال المدعو أيمن خوجة.

كذلك، صرَّح الموقوف، أنّ مبسوط كان َينفّذ حراسات على مركز التنظيم، ولم تظهر عليه علامات مشبوهة رغم قيامه بتكفير بعض الأشخاص، حسب قوله.

وقبل إسبوعٍ على موعد العملية، وفق ما يرد في إعترافاته، بدأ مبسوط يتصرَّف بطريقةٍ مشبوهةٍ وتظهر عليه علامات التطرّف، ويذكر أنّ مبسوط تقرَّبَ حينها من المدعو عدنان قطمة الذي كان ينتمي للتنظيم المذكور.

الموقوف عبد الفتاح الهندي - مواليد 1993/طرابلس

صرَّح، أنّ البندقية التي ضُبطَت في منزله كان قد اعطاه اياها الشيخ ناجي خلال فترة انتمائه إلى "جند الله"، ولا يزال يحتفظ بها.

الموقوف طارق ممدوح الحاج أمين - مواليد 1992/طرابلس

صرّح أنّه خلال عام 2007، أوقفَ لمدّة أربعة سنوات بجرم الإنتماء إلى تنظيم القاعدة الإرهابي. وفي العام 2014، بدأ يُضمر الكره للجيش اللبناني وذلك بسبب ما قال أنها "تصرفاته مع المدنيين على الحواجز وكثرة المداهمات والتوقيفات التي قام بها في طرابلس".

الموقوف أيمن خالد الخوجة - مواليد 1992/طرابلس

خلال العام 2015، أوقفَ لتقاضيه مبلغًا ماليًّا مُرسل من شخصٍ لبنانيٍّ بُغية الانتقال إلى سوريا للإلتحاق بتنظيم "داعش"، لكنّه لم يذهب. وأثناء فترة وجوده في السجن تعرّف إلى الانتحاري مبسوط، وبعد خروجهما بدأ يلتقي به لدى الشيخ ناجي، لكنه نفى ارتباطه أمنيًّا بمبسوط أو معرفته مسبقًا بمخطّطه.

الموقوف بدر الريفي - مواليد 1962/الحديد

إعترفَ بعمله في تجارة الأسلحة وهو معروفٌ بمحيطه في هذا العمل.

وصرَّح، بأنّه على معرفةٍ بمبسوط منذ سنَتَيْن وذلك من خلال تردّد الأخير إلى مكتب الشيخ ناجي حيث يعمل الموقوف. كذلك، إعترفَ، أنّ مبسوط طلبَ منه قبل العملية بعدّة أيام بندقية كلاشنكوف فوعده خيرًا، ولاحقًا، أمَّن له بندقية مع جعبة وثمانية مخازن وسلّمها للإرهابي ليلة العملية، لكنّه قال أنّه لم يكن يعلم بنيّة مبسوط تنفيذ عملية إرهابية، وأنّ همّه كان بيع السلاح.

وفي مكانٍ آخر من التحقيقِ، صرَّح، أنّ تنظيم "جند الله" كان يمتلك اسلحة خفيفة ومتوسِّطة، وأنّ الشيخ ناجي بدأ يشتريها، ومع بدء الحرب السورية كانَ يقوم بارسال قواذف "أر بي جي" لصالح الجيش الحر، وأنّ الشيخ ما زال يمتلك كلاشنكات وربما بعض القواذف.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 5 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 1
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 10 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 6 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 2
"النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 11 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 7 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 3
بقوة 5.6 درجة... زلزال "يهز" شمال تركيا! 12 واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 8 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر