Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
نعيم عون: باسيل فشل في "التيار" والإدارة السياسية
ملاك عقيل
|
الاثنين
18
تشرين الثاني
2019
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل
بين نظريتيّ "المؤامرة" والحراك الشعبي "المنزّه" عن التدخلات، تقف السلطة عاجزة عن تدبير أمورها وتقديم الحلول لسحب "الثوار" من الشارع. لكن ثمّة جهات عدة تنظر بكثير من الايجابية الى حَراكٍ يُفترَض أن يؤسِّسَ لمرحلةٍ جديدةٍ في النصفِ الثاني من عهدٍ بدا ضحيّة شعاراتٍ رفعها قبل وقتٍ طويلٍ من وصولِ الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.
وفي ظلّ التباينات الظاهرة ضمن الحلقة الضيِّقة لرئيسِ الجمهورية، تتَّجه الانظار الى "بنكِ الاهدافِ" الذي حدَّدته المعارضة العونيّة من هذه الانتفاضة الشعبيّة خصوصًا، أنّ العديدَ من رموزها ومناصريها يتوزَّع في السّاحات العامّة في كافةِ المناطقِ، في وقتٍ، يرى كثيرون، أنّ ما كان يُصعَب أخذه بالسياسةِ تبرَّع الشارع المتمرِّد على قياداته بانتزاعهِ!
يقول نعيم عون، أحد قادة "التيّار" - الخط التاريخي، لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "الحَراكَ الشعبي هو عبارةٌ عن انعطافةٍ مصيريّةٍ تشكِّل فرصةً جديّةً اليوم لتخلُّص الرئيس عون من الأحمال الثقيلة التي أساءَت الى عهدهِ"، مؤكدًا، أنّ "أبناءَ التيّار هم في صلبِ هذا الحَراك لكن ثمّة من يريد أن يوحي وكأنّهم في الضفة المقابلة".
يُسلّم إبن شقيق رئيس الجمهورية، بأنّ "ما يحصل هو تراكمٌ عمره أكثر من 30 سنة. لكن آخر عشر سنوات كان يمكن أن يصنعوا الفرق لو تمّ انتهاجِ سياسةٍ مختلفةٍ، ما أدّى اليوم الى تظهير العماد عون وكأنّه يتحمَّل تبعات هذه السياسات".
ويوضح، "يُظلَم ميشال عون حين يضعونه في نفسِ منزلة المرتكبين لأنّ هذا الأمرُ يتنافى مع تاريخهِ وتضحياتهِ والمبادئ التي ناضلَ من أجلها دعمًا لمشروعِ بناءِ الدولة ومحاربة الفساد".
يضيف عون، "قبل الانتخابات النيابيّة، قلتُ أنّ جبران باسيل كسَر ظهر العهد لأن أداءه شكَّل استمرارًا للسياساتِ السّابقة وكان شريكًا أساسيًّا فيها ما انعكس سلبًا على العهدِ برمّته بدلاً من جرِّ الاخرين الى نقلةٍ نوعيّةٍ كانت جنّبتنا الويلات خصوصًا، أنّ مؤشرات الانهيار بدأت قبل وصول عون الى الرئاسة، وحصلت هندسات مالية بغض النظر عن جدواها من عدمه "أبعدت الانهيار" ثلاث سنوات كان يفترض خلالها أن تعمدَ السلطة الى انتاج الحلول المنتظرة، لكن السياسات السّابقة بقيت قائمة".
ويجزم عون، بأنّ "باسيل أكملَ في النهجِ المُتَّبع رغم الشعارات التي رفعت ما أدى الى وصولنا الى ما نحن عليه، ودفع كثيرين الى مساواة العهد ورموزه مع سلّةِ الفاسدين، ويكفي إعطاء مثالًا على ذلك، التوظيفات خلافًا للقانون والادوار المشبوهة في بعضِ المناقصات"، مضيفًا، "كما أنّ باسيل نفسه من اعترف في خطابه من بعبدا أنه تحالف مع رموز الفساد على مدى ثلاث سنوات".
وماذا عن دعم العماد عون له يعلِّق قائلًا، "في بعض الأحيان تضع ثقتك في شخصٍ ويصدف أن لا يكون على قدر المسؤولية ويخون الأمانة".
ويتوقف نعيم عون عند الرسالة التي وجَّهها رئيس الجمهورية في ذكرى مرور ثلاث سنوات على ولايته، واصفًا إيّاها بـ "الجيدة "حيث بدا فيها أبًا حاضنًا لثورة الناس، لكن تظاهرة "التيّار" لاحقًا أمام القصر الجمهوري، اظهرت العماد عون بمظهر الرئيس الفئوي الذي يتحدَّث أمام شارعٍ حزبيٍّ".
والثورة التي لا تزال محطّ تساؤل حول "هويتها" الحقيقيّة، يرى عون، أنّها "أتت من خارج السّياق الطبيعي وفاجأت الطبقة السياسيّة التي ظنَّت دومًا أنّ الشوارعَ تحت أمرتها تنزل أو تنكفئ بإشارةٍ من أصبعها لكن تبيَّن العكس".
واعتبر، أنّ "الثورة كانت نتيجة لمطالبٍ محقّة أمعنت السلطات المتعاقبة في ضربها بعرضِ الحائط وتجاهلتها، وهي ببذورها وعناصرها داخلية، وأصدق تعبير على ذلك نتائج انتخابات نقابة المحامين، رغم أنّ بعض الخارج حاول استغلالها لمصالحه الخاصّة"، ناصحًا "أهل الحَراكِ الذي غابت القيادات عنه في المراحل الاولى بتنظيم صفوفهم لأن الاستمرار بالاسلوب نفسه أمرٌ خاطئٌ".
وشدّد عون، على أنّ "مقاربات السلطة لحلّ الازمة القائمة لا ترقى الى مستوى التحديات والمخاطر"، مشيرًا، الى أنّ "ترشيح الوزير السّابق محمد الصفدي عكس جزءًا من القصور في المعالجة حيث ظهر أنّ هناك مناورات وتمريكات متبادلة تدلّ على "ولدنة" وعدم مسؤولية لدى البعض".
وفي ما يتعلَّق بالعوائقِ التي تحول دون التكليف والتأليف، يوضح عون، "المقاربة يجب أن تأخذَ بالاعتبارِ مطالب الشارع الذي بات جزءًا لا يتجزّأ من القرار، وعدم تمثيل أيٍّ من الوجوه الاستفزازيّة في الحكومة التي لفظها الشارع ما يسمَح للرئيسِ باستكمال تنفيذِ مشروعهِ في وضعِ خارطةِ طريقٍ لوقفِ الفسادِ جديًا وترميم صورة العهد، إضافة الى حاجة لبنان للدعمِ الخارجي المالي الذي لن يأتي إلّا بتنفيذِ سلّة من الاصلاحات".
على صعيدِ أداءِ "الوطني الحرّ" في هذه المرحلة، يرى نعيم عون، أنّ باسيل فشلَ في إدارة التيّار ويتخبَّط في إدارة الملف السياسي وهو يبالغُ في استعراضِ القوة ولم يتنبَّه الى أنّ البنيان الداخلي صار ركيكًا وانهارت المنظومة التي قام على أساسها، وهو الأمرُ الذي أضرَّ بصورةِ "التيار" الذي سارع مثلاً الى تبني استخدام ورقة "شارعِ عون" لتعويمِ "شارع باسيل"، فيما لم نجد رغم كلّ المؤتمرات الاغترابيّة في الخارجِ التي كلَّفَت ملايين الدولارات مجموعة واحدة نزلت الى الشارعِ دعمًا لباسيل!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا