Beirut
16°
|
Homepage
جريمة قتل أمام منعَطَف
روني الفا | الاحد 01 كانون الأول 2019 - 9:11

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

الإنفجارُ الأمني في لبنان لا يُقاسُ بعددِ الضحايا. في بلدانِ العالم تقعُ حادثةُ طعنٍ أو دهسٍ أو إطلاق نار أو إغتيالٍ جماعي فيُكشَفُ النقاب عن المرتكبين في غضونِ ساعاتٍ أو أيامٍ على حدٍ أقصى. تُكشفُ الأسماءُ والدوافعُ وتميطُ الأجهزةُ الأمنيةُ اللثامَ عن المستور. الفوضى الأمنية لا تُحدِثُ انعطافاً في سياسةِ الدولة.

أغلبُ الجرائم التي هدَّدت الأمنَ القومي في لبنان منذ خمسٍ وأربعين سنةً حتى اليوم أي منذ اندلاعِ الحرب الأهلية بقيت من دون أسماءِ عَلَم. قليلةٌ هي الأسماء وكثيرة هي الدماء. مَن قَتَلَ معروف سعد؟ من اغتال صبحي الصالح والمفتي حسن خالد؟ مَن قتلَ داني شمعون وعائلته ورشيد كرامي بدمٍ بارد؟ من اغتال رفيق الحريري؟ لا تصحّ إجابة عن هذه الأسئلة مترافقةً مع الإستياء مِن طارِحِها. ليس القصد الإستفزاز. ضعوا نقطة يقين على جدول ضميركم إذا استطعتم الى كشف المستورِ سبيلاً. فَلنتابع. مَن اغتال إيلي حبيقة؟ من حاول اغتيال مي شدياق ومروان حمادة؟ من غيّب الإمام موسى الصدر؟ مَن قتل سليم اللوزي وقصّ أصابِعَ يده ووضعها في فمِه؟ مَن قتل بشير الجميّل ورفاقه؟ عفواً. سؤال في غير مساره الطبيعي ربّما؟. حبيب الشرتوني؟. صحيح. أين هو. لماذا؟


الإغتيالُ في بلدي من أدواتِ السياسة. يوازي الترشُّحَ الى الإنتخابات في أوروبا. في لبنان لدينا مرشحين لتنفيذ اغتيالات وانفجارات وقلاقل . آخرون مرشحون ليكونوا موضع التنفيذ. أليس غريباً أننا ما زلنا ننتظر نتيجة محكمة دولية تنظرُ في اغتيالِ رئيس وزراء مضى على اغتياله ورفاقه أربع عشرة سنة؟

هل نحنُ أمامَ منعطف؟ نعم. يتمُّ التأكد في هذه الأثناء عما إذا كان لبنان قد وصل إلى طريقٍ مسدود. وطنٌ برمّته لا يمكنه أن يلفَّ الدوّار ويعودَ أدراجه. الأوطانُ لا تعودُ أدراجَها. إما تذهب في الإتجاه المفتوح وإما تصطدم بالجدار. الأمنُ وحده يفتحُ لها كُوَّة.

محزنٌ كيف أن الموتَ المجاني، الموتَ من دون متّهَم هو الذي يشيرُ على بلَدِنا طريقه. تتأزمُ في السياسة. تنفجرُ في الأمن. تنفرجُ في السياسة. حركةٌ دائريةٌ تتكررُ بلا توقف.

في هذا الوقتِ الملون بالأحمر يتمُّ إلقاءُ القبضِ على البؤساء والفقراء والمشرّدين. تقرأُ الجريدةَ فتعثرُ على أسماءِ علَم مختصرةٍ بحرفين. حرفٌ لإسمِ الشهرة وآخَر لإسم العلم. هؤلاء يدخلون السجون. الآخرون أي المجرمونَ الكبار يدخلون التاريخ!


أخافُ من عنقِ القنينةِ اللبنانية. بوزها رفيعٌ والعالقونَ فيها منتفخون من بَدانَةِ الطوائف. مِن لبنان غير مكتمل عضوياً. مِن سذاجة وحماقة حكّامِه. نكادُ نصلُ والحالةُ هذه إلى الخنقِ الكامل.

التوجسُ من عملٍ أمني توجّسٌ مبرَّر. بالطبع لا يريد أحدٌ ذكره حتى لا يُتَّهَم بالتبشير به. ما أشبَه الأمس باليوم. شركة " بروتيين " أرادت إحتكار صيد الأسماك في صيدا. آذار ١٩٧٥. مئاتُ المتظاهرين في الساحة. إصبعُ ديناميت. رشقُ حجارةٍ على شاحنةٍ للجيشِ اللبناني كانت تمرُّ في المحلة. ثم رشقات نارية. هوى معروف ومعه لبنان. يومَها شارك في الجنازة صائب سلام ونجله تمام. تماماً مثل مشاركة وليد جنبلاط ونجله تيمور في جنازة علاء.

شركاتُ النفط والغاز اليوم هي " بروتيين " القرن الحادي والعشرين. الإسمنتُ أيضاً والدواءُ والطحين. أضف عليها الفقرَ المدقعَ والبطالةَ والنزوحَ واللجوء. كارتيلات تستحضر مئاتَ أصابع الديناميت ومئاتَ معروف سعد.

كلُّ يومٍ يمرُّ في لبنان هو يومٌ يدخل في مصاف المعجزة. نحن نلعبُ مع الحرب. حتى الآن ربحنا " الغمّيضة ". متى تجدنا الحرب؟ في أي خزانة؟ في أي زاوية من زوايا وطننا الصغير؟

لبنان على وشك الإنعطاف. أبعد الله عنه اللون الأحمر.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر