Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
جديد تلفون ديما
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاربعاء
04
كانون الأول
2019
-
10:00
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
جُبران باسيل تحت القصف. يكاد يصبِحُ مادة وحيدة للتندّر. لا ملاجئ آمِنَة في حرب مماثلة. حروب تدمير السمعة أكثر فاعلية من حروب تدمير الجيوش. نسجّل هذا الواقع بشيء من التحفُّظ. لو كنّا في دولة لرُفِعَت بحقِّ البعض مِنّا عشرات دعاوى التنمرّ. لكننا في جمهورية شتائم. في المقابل ظاهرة التأليه. مخجلة هي أيضاً. محازبون يَرَوْن في زعمائهم أنبياءً ورُسُلاً تُقامُ لهم الصلوات وتُقَدَّم لهم الذبائح.
صارَ جُبران " إسماً تأسيسياً " للثورة ". فيه كلّ ما يَكفي من الجِرس الموسيقي ليخلقَ الدافعَ ويحدِّدَ المهمّةَ ويبدعَ الشِّعار. حُمِّل المعنى والمبنى. تحوّلَ جُبران باسيل إلى قدّاحة لإشعال الدواليب. لإستِعار الأحقاد في الشارع. لم يحدث أن ثار شعبٌ في العالم مع هذه الكمية غير المسبوقة من الأحقاد. في مفهوم الثورات نحن أمام محاكمة عرفية. لسنا أمام محاربة فساد.
الواقِع في مكانٍ آخر. يسكنُ في لعنة النفط. منذ أن اقترب حلمُ لبنان في دخول نادي الدول المنتجة للحَليب الأسوَد اقترب التهابُه به. أصبح النفط مادة مشتعلة تحرق لبنان. الكميات مخيفة ونتائج المفاوضات بشأنها لم ترضِ " الفَجعان ". مئات المليارات من الدولارات على شكل غاز وبترول وعشرات السنوات من التغذية المستمرة لم تشفَعا ببلدنا الصغير لتجنيبه هذا التمزّق الوجودي. بدلاً من أن تنعَمَ البلاد النفطية بالبحبوحة تنامُ على فقرٍ وتصحو على جوع.
كل شيءٍ مُباحٌ في هذه الجرصة. حربُ المذيعات ضمن الجرصة. " عناقيد غضب " من طراز أُنثَى تندلع لتحرق أخضرَ الإعلام ويابسَه. إستحضارٌ سورياليٌ لرياضةٍ غريبة دَرَجَت في الآوِنة الأخيرة. صراعُ امرأتَين في بركة وَحل. يزول العَجَب عند معرفة السبب. شَغَف المذيعات بالسياسيين. كارتيل جديد يؤسّس لانتقال بعضهنَّ من أحضان الأُسَرِ الإعلامية إلى أحضان رِجال السياسة.
إعلامُ " الثورة " غير نَمَطي. هو مُلزَمٌ بإبداع مواد جديدة. كلمة السرّ: معالجة شِحّ المتظاهرين بوفرَة التغطية. حَقْن الشارع بأي صنف من الڤيتامين. تلفون ديما صادِق نموذَجاً. تخيَّلوا وطناً بكامله يفتّشُ عن تلفون. يتربّص بمكالمة وينتظر بفارغ الواتساب رسالة صوتية تشفي غليله. برامِج تلفزيونيّة تُخصَّص للتفتيش عن تلفون. عمليّة إلهاء نموذجيّة. مُواطِنٌ مَدعو للإجابة عن سؤال وجودي ووطني واحد. من نشَل تلفون ديما. " ثورة " تتسلّى حالياً بِصُوَر من حياة ديما الخاصّة وتتساءل عما إذا كان بعضها من نِتاج الفوتوشوب. نشهد على زمن يحوّلُ فيه هاتفٌ ذكيٌّ واحِد مئات الأشخاص إلى حَمقى.
قليلاً بعد. موضَة الإعلام الإستقصائي. بالطّبع موجود في كل العالم إنما يأخذ في لبنان طابعاً فريداً. فيه ما يكفي من الأحقاد الشخصية ما يوازي إنفجاراً نووياً. صحفيون إستقصائيون يُخاطِبون المتَّهمين في حلقات حوارية. يَعِدونَهُم بجولات جديدة. عجزٌ كامِل عن فصل الإعلام الإستقصائي عن الحقد. مع بعض السماجة الإضافية في الأستوديو يصبِحُ الخليطُ مستحيلاً على الهضم وعصياً على الإستهلاك البشري.
ليس بعيداً عن كل هذا سيدة تعرض كليَتَها للبيع. ناجي الفليطي ينتحِرُ في عرسال بسبب مبلغٍ مالي زهيد. هؤلاء لا تفيدُهم الشتائم ولا التعرّض لجبران باسيل أو غيره. بنك أوف أميركا يواكب إفلاسَنا. قدرٌ مَكتوم ومحتوم. أشهر قليلة ونصيرُ على أجهزة التّنفّس الإصطناعي. اليوم مدرسة عريقة أغلقت أبوابها. غداً ربّما وطنٌ عَريق يغلقُ نشيدَه ويمشي.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا