Beirut
16°
|
Homepage
الحريري الى المعارضة؟
ملاك عقيل | الاربعاء 04 كانون الأول 2019 - 12:39

"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل

ما لا يعرفه كثيرون، أنّ المهندس سمير الخطيب لم يأتِ بدل رئيس حكومة ضائع مباشرة بعد استبعاد محمد الصفدي وبهيج طبارة من حلبة التكليف، إذ أنّ إسم مدير عام شركة "خطيب وعلمي" بدأ التداول به سرًا وبتحفّظٍ في الاروقةِ الضيّقةِ بُعيْد وقتٍ قليلٍ من استقالة الرئيس سعد الحريري الذي ومنذ اللحظة الاولى رفعَ سقفَ شروطه حتى الحدِّ الاقصى، فيما كان سفراء دول غربيّة يسألون بجديّةٍ عن "الخيارات" المُحتَمَلة لما بعد الحريري.

المؤيّدون لترشيحِ الخطيب لرئاسة الحكومة، حرصوا على أن لا يلقى المصير نفسه فيما لو طُرِحَ إسمه مباشرة كأوّل شخصيّة مُحتَمَلة بعد طيّ ورقة الحريري. هذا ما يُفسِّر الرعاية الأطول عمرًا التي حَظِيَ بها حتى الآن.


لكن بورصة التفاوض التي رافقت طرح إسمه في العلنِ على مدى أكثرِ من أسبوعٍ، انتهَتَ بـ "ميني انتفاضة" ضدّه لم تكن كافية لعرقلة النقاشات حول تثبيت هوية "مهندس" مرحلة الانهيار الذي وجد نفسه فجأة يؤلّف حكومة مع أصحابِ القرار حتى قبل أن يكلَّفَ، الواقعُ الذي استدعى ردًا عنيفًا من رؤساء الحكومات السابقين ارتقى الى مستوى تخوين "المرشح المحتمل".

حكومةٌ من دون سعد الحريري لن تشبه سابقاتها أبدًا ليس لأنّها "تُركَّب" تحت ضغطِ الشارعِ الذي سيُهَيمِن ممثلوه على "النصفِ" المُعطِّل فيها بل لأن الدور الانقاذي المطلوب منها هو قنبلةٌ موقوتةٌ بيد أيّ رئيس حكومة مهما حَظِيَ برعايةٍ دوليّة أو خليجيّة أو محليّة.

في مراحلِ التفاوضِ الصعبِ مع الحريري، لم يكن ينظر الأخير الى حكومةِ ما بعد الاستقالة سوى كونها "انتقالية" عمرها بالأشهرِ فقط إن برئاسته أو رئاسة غيره. معه سعى لأن تكون منزوعة الدسم الحزبي بالكامل تشبه شارعًا أراده فرصة حتى يقول "أنا غير"، ومع غيره خفَّت حدّة الشروط بشكلٍ تدريجيٍّ عبر القبول بتمثيلٍ سياسيٍّ لحكومةٍ برئاسة مرشّحٍ ينال بركة بيت الوسط لكن من دون مشاركة حزبية من تيار المستقبل بل وجوه إن ضمن المجموعة السياسيّة أو التكنوقراط تدور في فلكِ "الحريرية السياسيّة" لم توزَّر سابقًا. هذا تمامًا ما يكشف الجانب الاوضح لرفضه مثلاً تبني ترشيح ريا الحسن أو سمير الجسر لرئاسة الحكومة.

ساعاتٌ قليلةٌ ويتقرَّر مصير صديق الحريري و"سَنده" ضمن تركيبة المنظومة المالية والاستشارية الحاكمة منذ عهدِ رفيق الحريري. بعكسِ ما يوحي الحريري من زهدٍ في السلطةِ يعيش فريقه اللصيق مرحلة صعبة غير مستوعبةٍ بعد للتكاليف المُحتمَلة في المستقبل للخروجِ من السلطةِ. حتى الحريري نفسه يمرّ بمرحلةٍ من الكآبة تسنَّى لكثيرين رصد معالمها عن قربٍ و"لايف" في احتفال الاستقلال الشهر الفائت.

الحريري "المكسور" ماليًا والفاقد للحاضنة السعودية هو أحوجُ ما يكون الى بقائهِ في صلبِ القرار السلطوي ماسكًا بخيوطِ اللعبة السياسيّة والامنيّة والاقتصاديّة الأمر الذي سيفقد جزءًا كبيرًا منه حتى ولو أتى برئيس حكومة من "قماشة" تيار المستقبل.

مشهدُ فتح طريق الرينغ بالقوة فجر الاربعاء من قبل القوى الامنيّة والتي كانت مولجة طوال أيام الانتفاضة تأمين السيطرة الامنية على بيروت ومداخلها ومحيط مجلس النواب والسرايا الحكومية وبيت الوسط، كشفَ الضغط السياسي الذي تكثَّفَ أخيرًا لمنعِ قطعِ الطرقات بشكلٍ نهائيٍّ، مع العلمِ، أن لا وقائع مادية واضحة لدى الاجهزة الامنيّة اليوم تكشف ضلوع جماعات محسوبة على تيار المستقبل حصرًا في "توليعِ" الشارعِ في بعضِ مناطق نفوذه.

وفي ذلك، إشارة بالسياسةِ الى الرغبة بإزالة الالغام كافة على الارض أمام الدعوة لاستشارات نيابية مُلزِمَة خلال ساعاتٍ تُمهِّد لتكليفِ المرشح سمير الخطيب الذي لا تزال عوائق عدة تحول دون التمهيد لولادة سريعة لفريقه الوزاري في حال تكليفه نهاية الاسبوع برئاسة الحكومة.

ماذا سيفعل الرئيس سعد الحريري بعد خروجه من السرايا في حال قبول تكليف الخطيب وتأليف حكومة جديدة، وهل سيذهب نحو المعارضة؟ يردّ النائب السّابق مصطفى علوش، "سيقوم بواجبه كنائبٍ وليس بالضرورة من موقعِ المعارضة. هذه الحكومة في حال تأليفها ستُمنَح مهلة سماحٍ مئة يوم، وبعدها المعارضة لن تكون من منطلق الكيدية والنكايات بل على القطعة حيت توجب المعارضة".

ويوضح علوش في حديثه الى موقع "ليبانون ديبايت" ردًا على احتمال عودة الحريري عن قراره بعد رفضِ شروطه من قبل القوى السياسيّة، "حتى هذه اللحظة الرئيس الحريري ماضٍ في قراره وقد منحَ الدعم لسمير الخطيب".

وأضاف، "هناك بعض التفاصيل التي تعيق دعوة رئيس الجمهورية الى بدءِ الاستشارات النيابية وهي موجودةٌ بشكلٍ أساس لدى الوزير جبران باسيل في اختياره لأسماءِ وزرائه"، لافتًا، الى أنّ "الايجابية التي أظهرها باسيل مؤخرًا بالاشارة الى أنّه سيكون خارج الحكومة لا يزال ينقصها تحديد اسماء وزراء التيار المشاركين والحقائب التي ستُسنَد اليهم، وهذا أمرٌ غير واضحٍ حتى الآن إضافة الى تحديد الرئيس نبيه بري وحزب الله لأسماءِ وزرائهم أيضًا".

وعن الغطاءِ السني الممنوح للخطيب، يقول علوش، "سعد الحريري منح غطاءه الشخصي فقط لا ذاك السني، ومعلوم اليوم، أين يصبّ موقف رؤساء الحكومات السابقين، مع العلم أنّ غطاءَ الحريري ممنوحٌ على أساسِ جملة معطيات منها دور الحكومة وأولويّاتها ونوعيّة الوزراء وتوزيع الحقائب، وهو الأمر المُتَّفق عليه مسبقًا بين الحريري والخطيب، لكن لم يُعرَف بعد ما اتُفِقَ عليه بين الأخير وباقي القوى السياسيّة".

وفيما يشير علوش، الى عملية ابتزاز تعرَّضَ لها الحريري بمعرضِ تحميله المسؤولية عن الانهيار في حال عدم السير باقتراحاتٍ معيَّنة "بحيث أمسكوه باليد التي توجعه"، يؤكِّد، أن "ليس هناك من تصورٍ واضحٍ حتى الآن عن ردة فعل الشارع على الحكومة المنوى تشكيلها، لكن بالطبع الامور في الـ 24 ساعة الماضية تحرّكت بشكلٍ مختلفٍ، ونضوج الطبخة الحكومية بحاجة الى بتِّ بعض التفاصيل".

وعن رأيهِ في كلام باسيل الأخير بشأن احتمال عدم وجود "التيار" في الحكومة في مقابل نجاحها في تنفيذ المطلوب منها، يردّ علوش "كلامه لا يعني لي شيئًا، خصوصًا، أن ليس ما يقوله هو دائمًا ما يضمره".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 9 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 10 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 11 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 12 بيان "هام" من الشؤون العقارية 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر