"ليبانون ديبايت"

من رحم "قريطم" خرج اتحاد جمعيات العائلات البيروتية ليكون احد الناطقين باسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين كانت "الرسائل البريدية" تتطلب قنوات تقليدية والتي تأتي "العائلات" على رأسها.

هدف الرئيس الشهيد كان إيجاد غطاء بيروتي لحراكه بوجه بعض العائلات التي رأت في نفوذه السياسي في قلب العاصمة وعلى امتداد الساحة السنية حصارا عليها إلى حد الإلغاء، فابتدع حينها ما يُسمى اتحاد جمعيات العائلات البيروتية التي نجدها مُستنفرة متى وجدت الخطر يدق باب "الرئاسة الثالثة" تحت عباءة "آل الحريري".

اليوم خرجت العائلات عن صمتها في استحقاق تكليف رئيس الحكومة، وشهرت سيفها بوجه المرشح سمير الخطيب، في بيان مفصل فندت فيه الأسباب التي دفعتها إلى وضع الفيتو امام الرجل.

البعض قرأ بين سطور البيان فاشتم رائحة تسربت من مطبخ بيت الوسط، قيل ان رئيس حكومة تصريف الأعمال أوعز إلى الاتحاد قصف جبهة الخطيب عشية الاستشارات النيابية لاحراق ورقته، وما عزز هذا الاعتقاد الصمت المطبق في أروقة رئيس حكومة تصريف الاعمال، اذ لم يخرج اي بيان من قبل الحريري يدعم او يرفض ما قيل، وظل الرجل يلازم الصمت ويفضل "التكتيك" من بعيد.

ووسط الغموض يأتي السؤال عن الأسباب التي دفعت بالاتحاد للخروج بهذا البيان رغم صمته الطويل عن كل ما يجري.

يؤكد رئيس اتحاد العائلات البيروتية محمد عفيف يموت ان الدافع لإصدار البيان هو الأسلوب الذي اعتمد لاختيار المرشح سمير الخطيب، حيث لم يحترم فيه مقام الرئاسة الثالثة لا سيما إدارة الوزير جبران باسيل للمفاوضات وتسميته المرشحين، إضافة إلى الخرق الواضح للدستور من خلال الاتفاق على شكل الحكومة قبل تكليف رئيسها، "وفي هذا الأمر خرق واضح لصلاحيات الرئيس المكلف".

ينفي يموت وجود أي تواصل مع الرئيس الحريري او ايعاز منه لرفض ترشيح الخطيب، مشدداً على ان الدوافع لهذا القرار تأتي من منطلق دستوري لا علاقة للحريري به.

وإذ أوضح يموت ان الحريري لم يتواصل مع الاتحاد قبل اصدار البيان كما بعده، لفت إلى أنهم مع تسمية الخطيب ولكن بطريقة مغايرة لما يحصل اليوم وبالتالي :" نحن ندعو نواب العاصمة إلى مقاطعة الاستشارات، لاسيما وأن ما كتب يعكس ارادة الناس التي انتخبت الاتحاد وهذه الارادة تريد في ظل هذا الوضع عودة الرئيس سعد الحريري إلى سدة الرئاسة الثالثة نظرا لامكاناته الكبيرة وعلاقاته الخارجية لاخراجنا من هذا الوضع".

وازاء ما يحصل ثمة قراءة تشير الى ان مجلس ادارة الاتحاد الذي اصدر البيان يضم اعضاء مؤيدة في غالبيتها لتيار المستقبل وعلى تواصل مع قيادات في التيار الازرق وهي في اجواء ما يحصل، كذلك مع دار الفتوى حيث الاجواء تشير الى رفض مطلق لآلية ترشيح الخطيب والتي تتنافى مع الدستور والصلاحيات المعطاة لرئيس الحكومة.