Beirut
16°
|
Homepage
التدخين هو الأكثر ضررًا على صحة الفم...
الاربعاء 11 كانون الأول 2019 - 9:29

من المعلوم أن مضار التدخين سلبية جدًّا على الصحة عمومًا وقد يكون وقعها كارثيًّا على بعض الأعضاء في الجسم تحديدًا. فالتدخين يؤدي إلى أمراض القلب والرئتين في شكلٍ بارز وإلى ارتفاع منسوب السكري في الدم، لكنه لا يستثني أيضًا منطقة الفم، ما قد يغفل عنه كثرٌ.

الأخصائي في طب اللثة وزراعة الأسنان، الدكتور شربل دياب، كان له شرحٌ مفصَّل عن المشكلات التي تعانيها منطقة الفم والجراثيم التي تحملها، وسلط الضوء على التأثيرات الجانبية التي يخلِّفها التدخين في اللثة والأسنان والغدد والشرايين ورائحة الفم. وذكر كذلك الأضرار التي يمكن أن تلحق بالجسم كله بواسطة الفم، لكل من المدخنين في شكلٍ رئيس ولكل من يحيط بهم من غير المدخنين. وأبدى د. دياب رأيه في أن الانتقال إلى IQOS كان له وقعٌ أقل ضرراً على لثة المرضى وأسنانهم بحيث انخفضت نسبة الاحمرار والالتهابات كما والجير والقلح والاصفرار في الأسنان...

ما هي مضار التدخين على الفم؟
للتدخين مضار على الفم في شكلٍ عام، ويؤدي خصوصًا إلى تسوس الأسنان واصفرارها وإلى تفاقم أمراض اللثة التي تراوح بين الاحمرار والنزيف عند تنظيف الأسنان gingivitis وبين التهاب اللثة periodontitis الذي يمكن أن يتحوَّل مرضًا خطيرًا ومزمنًا. وعادةً، تبدأ اللثة شيئًا فشيئًا إما بالتكشيح، فتبدو معه الأسنان أكثر طولًا، وإما بالتراخي ما يخلق جيوبًا حول الأسنان تمتلئ من بقايا الطعام، ما يؤدي إلى عدم ثبات الأسنان وإلى خسارتها لاحقًا.


ثمة عوامل خطر عديدة تؤثر في الفم، فهل التدخين أهمها؟
إن السبب الرئيس لالتهاب اللثة هو وجود القلح dental plaque، والتدخين هو العامل الأخطر، بما أنه يسهم في تفاقم القلح الذي يتمثل بالجراثيم وبقايا الطعام التي تتكوَّن بين اللثة والأسنان. وحتى وإن كان الشخص مريضًا ولا يتم إطعامه عن طريق الفم، فهو أيضًا يمكن أن يصيبه التسوس والتهاب اللثة، ومردُّ ذلك إلى أن السبب الأساسي لمشكلات الفم تأتي من الجراثيم الموجودة في الهواء، وهي ذات أثرين، إيجابي وسلبي، في الجسم. يكون القلح إما شفافًا وإما أبيض اللون، وعندما يتكاثر، يفرز حمضيات تؤدي أيضًا إلى تسوس الأسنان.

ما يساعد تسارع التهاب اللثة هو تزامن وجود القلح مع أي مشكلة أخرى، كمثل الجز على الأسنان أو عادة الحف بأداةٍ صلبة على اللثة أو مرض السكري الذي يسبب ضعفًا في الشرايين الفموية، مما يؤدي إلى ضعف في المناعة وذوبان اللثة والعظام في شكل أسرع. وأيضًا، من العوامل الخطرة تلاعب الهورمونات والتوتر والأدوية التي تؤخذ في انتظام، كتلك المضادة للاكتئاب... أما ما يتفوق على العوامل السلبية جميعًا، فهو التدخين لا محالة.

إلى أي حدٍّ يمكن أن يكون التدخين خطرًا على منطقة الفم؟
يعتبر التدخين بكثافة أيَّ حد يتخطى السجائر العشر في اليوم الواحد، وهذا تحديدًا ما يعرِّض اللثة للأذى ويكوِّن القلح والتسوس والطبقة السوداء على دائر الأسنان من الأسفل والجير. وفي المقابل، إذا كان الشخص يعاني أساسًا مشكلات في اللثة، فالكثافة في التدخين تؤدي إلى سرعة ذوبان اللثة من مرتين ونصف المرة إلى ثلاث مرات أكثر من ذوبان اللثة لدى غير المدخن أو المدخن باعتدال.

وفي حين يحترق النيكوتين على 800 درجة، يكون وقعه مضرًّا جدًّا على منطقة الفم من حرق الشرايين والغدد والنشاف والالتهابات الإضافية، ويؤدي إلى ذوبان عظام الفم ثلاث مرات أكثر من أي شخص آخر من غير المدخنين. ولا يستخفنَّ أحد بهذا الأمر، أي إنه إذا فقد أسنانه، يتوجه إلى زراعة بديلٍ منها، لأن في هذا الأمر خطرًا أكبر. فعند زراعة الأسنان، يكون فقدانها محصورًا بـ 5% لدى غير المدخنين، لتتحول نسبة الخطر إلى 11% لدى المدخنين. إلى كل هذه المشكلات، نضيف طبعًا رائحة الفم الكريهة التي يتسبب بها الدخان والاصفرار على الأسنان، أيًّا تكن، من دون أي فرقٍ بين الأسنان الطبيعية أو تلك البديلة.

هل يمكن أن يؤدي التدخين إلى الإصابة بسرطان الفم؟
طبعًا يمكن أن يتسبب التدخين بالسرطان الفموي، وبحسب الدراسات، فالمدخنون معرضون للإصابة به أكثر من 5 مرات أضعاف الأشخاص غير المدخنين.

هل مشكلات اللثة، وخصوصًا تلك الناتجة عن التدخين، تؤثر في صحة الإنسان عمومًا؟
بالتأكيد، فالجراثيم التي تتشكل في الفم تمر إلى باقي أنحاء الجسم أيضًا وتضر بها. مرض السكري مثال على ذلك؛ ففي حين يتسبب السكري بمشكلات اللثة كما ذكرنا، يمكن أيضًا أن تزيد مشكلات اللثة من مستوى السكري إذا كان الشخص أصلًا مصابًا بالمرض. فاهتمام من يعاني السكري بلثته يخفض مستوى السكري لديه والعكس صحيح، وكذلك يضرُّ به التدخين في شكلٍ كبير. حتى إن نوعًا من القلح يمكن أن يؤدي إلى التهاب في صمام القلب من خلال مرور فئة من تلك الجراثيم إلى المفاصل، وصمام القلب مفصل، فضلًا طبعًا عن مشكلات الرئتين والجهاز التنفسي.

هل يتشكل الضرر من تدخين السجائر وحدها؟
مع كل الضرر الذي تسببه السيجارة العادية، تبقى لوسائل التدخين الأخرى مضارٌ أكبر، كالنرجيلة مثلًا، لأنها في ساعة واحدة تصدر كمية دخان تساوي بين مئة وأربعمئة سيجارة. ولا يحيد عن الأمر الغليون pipe والسيجار اللذين يسببان أذى أكبر من السيجارة، فيما تشير بعض الدراسات إلى أنهما يؤديان إلى السرطان الفموي بنسبة أكبر.

ما الفرق بالنسبة إلى طب اللثة والأسنان بين التدخين العادي واستخدام IQOS؟
يصدر الدخان 6000 مادة كيميائية لدى حرق التبغ، وقد يبدو الفرق حتى بين شخص يدخن برويَّة فيصاب بضرر أقل، وآخر يقوم بشرقات قوية، مما يؤدي إلى عملية حرق أكبر للتبغ وبالتالي إلى ضرر أكثر. فهذه المواد الكيميائية، يطاول جزء منها اللثة وجزء آخر الدم، مما يلخبط نظام الجسم ومناعته فيؤدي إلى آثار سلبية بالتالي على الفم. أما مبدأ IQOS فمختلف عن كل أنماط التدخين الأخرى. فالجهاز قائم على التبغ الصرف من دون سوائل مضرة ولا مواد كيميائية بنسب كبيرة. وفيما يتم تسخينه، لا حرقه، على حرارة 350 درجة مئوية، ينخفض إصدار المواد الكيميائية بنسبة معدلها 95%، الا أن هذا لا يعادل بالضرورة انخفاضاً في المخاطر بنسبة معدّلها 95%، فجهاز IQOS ليس خالياً من المخاطر. وتبعًا للدراسات التي اطلعتُ عليها في اختصاص طب الأسنان، فإن IQOS قام بالفعل بتخفيف مشكلات اللثة مقارنةً بالتدخين العادي.

هل من فرق لاحظته شخصيًّا لدى المرضى المدخنين الذين انتقلوا إلى IQOS؟
بحسب خبرتي في عيادتي، لدي مرضى من المدخنين الذي يواظبون على زيارتي كل مدة، وبينهم من انتقل إلى IQOS ويتجاوز عددهم المئة مريض. فلاحظت لديهم انخفاضًا في كمية الجير واحمرار اللثة ومشكلاتها وانعدام رائحة الفم الكريهة. ويمكنني أن أؤكد أن استخدام IQOS لم يؤدِّ في أي شكل من الأشكال إلى اصفرار الأسنان. وللمفارقة، اضطر بعض المرضى إلى العودة إلى التدخين العادي لعدم تمكنهم من تأمين لفائف التبغ الخاصة بالجهاز HEETS في بعض البلدان. وخلال زياراتهم الطبية في العيادة، لاحظت لديهم تراجعًا على مستوى اللثة! هذا الأمر يحتاج إلى دراسات أكثر عمقًا وفحوصٍ مخبرية للتأكد من الموضوع، ولكن كل ما سبق يبشر أن سيكون لدينا في المدى البعيد جزمًا على إيجابيات IQOS مقارنةً بالتدخين العادي.

هل من أذًى يسببه IQOS على غير المدخنين مثلما يفعل التدخين العادي؟
لا أثر إطلاقًا على غير المدخنين إذا وجدوا مع مستخدمي IQOS، والدليل إلى ذلك الدراسات المتعدّدة التي أجرتها جهات بحثيّة مستقلّة حول أثر الجهاز على جودة الهواء الداخلي. وفي المقابل، إن الدخان غير المباشر second-hand smoking مؤذٍ لدرجة كبيرة. فإذا كان غير المدخن معرضًا للتدخين السلبي من جراء السيجارة العادية مدة 26 ساعة في الأسبوع، فيمكن أن يصيبه التهاب اللثة مرتين أكثر من غير المدخنين الموجودين في بيئة خالية من الدخان أو حول أشخاصٍ من مدخني IQOS. وأيضًا، إذا كانت المرأة حاملًا ومن المدخنين، أو تعرضت للدخان السلبي، قد تكون بين نسبة 18% من حالات الولادة المبكرة بسبب التدخين ويكون الرضيع أخف وزنًا، مع التذكير أنIQOS غير خالٍ من المخاطر ويحذر استعماله من الحوامل، وممن يعانون أمراض القلب والسكري والضغط.

في الختام، ما هي النصائح التي تسديها عمومًا؟
يمكن أن تأتي مشكلات اللثة بالوراثة بغض النظر عن طريقة الحياة. وفي كل الأحوال، على كل الأشخاص زيارة طبيب الأسنان مرة كل 6 أشهر، واستخدام فرشاة الأسنان لدقيقتين، من مرتين إلى 3 مرات في اليوم، لتنظيف القلح. وأنصح باستخدام الخيط بين الأسنان وغسول الفم، وتنظيف اللسان حيث تتكوَّن الجراثيم أيضًا. ومن جهةٍ أخرى، يُفضَّل تناول الفطور قبل غسل الفم، لأن ثمة جراثيم ضرورية للأمعاء ولتحليل الطعام. أما لجهة التدخين، فالابتعاد عنه نهائيًّا يبقى الحل الأفضل، إلا أن التوجه إلى IQOS هو من دون شك الخيار الأنسب بالنسبة إلى الذين لا يودون الإقلاع عن التدخين.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر