"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم

استعاد البيت المركزي لحزب الكتائب اللبنانية في الصيفي خلال الأسبوع الماضي موقعًا استقطابيًا شعبيًا يذكر بمحطات رئيسية ومصيرية من تاريخ لبنان بدءًا بمعركة الإستقلال عام 1943 مرورًا بثورة 1958 وحرب العام 1975 وثورة الأرز عام 2005 وصولًا الى ثورة 17 تشرين الأول 2019.

فقد تحوّل بيت الكتائب ومواقف السيارات المحيطة به الى "ملجأ" للشابات والشباب الذين احتموا فيه من القمع الذي مارسته القوى الأمنية لتفريق تظاهراتهم، بعدما أعلن رئيس "الكتائب" فتح أبوابه لإسعاف المصابين والاحتماء من القنابل المسيلة للدموع و"عصي" مكافحة الشغب وحجارة المشاغبين الذين يعملون على تشويه صورة الثورة وقمعها وإسكات أصوات شبابها.

ولفتت مواكبة النائب سامي الجميل شخصيًا وعدد من معاونيه للمتظاهرين حتى ساعات الفجر الأولى من خلال حضوره الشخصي بينهم ومحاولاته حمايتهم وتشكيل حاجز مع مرافقيه ومساعديه يحول دون تعرض المتظاهرين للضرب والقمع.

ويرى المراقبون، أنّ الموقعَ الجغرافي الاستراتيجي للبيت المركزي الكتائبي في الصيفي في قلبِ بيروت، جاء مكملًا للمواقفِ السياسيّة والوطنيّة المُعارِضَة للتسوية الرئاسية والإداء الحكومي التي دأب رئيس الكتائب النائب سامي الجميل على اتخاذها والتعبير عنها منذ استقالة وزراء الحزب من حكومة الرئيس تمام سلام خلال السنوات الخمس الماضية.

إذ شكلت "الكتائب" مظلة سياسية وحصنًا يظلل المعارضة الشعبية ويحمي طروحاتها الوطنية ويحتضن شبابها وشاباتها من خلال عناوين وطنية بعيدة من الحزبيات الضيقة والفئويات الطائفية والمذهبية والمناطقية.