"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

توقف وزير سابق، عند التحوّل الكبير الذي برز في المواقف الصادرة عن الكتل النيابية التي سمّت الرئيس المكلّف حسان دياب في الإستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا أولاً، وفي ساحة النجمة ثانياً، والتي غلب فيها توجّه واضح نحو تأييد تشكيل حكومة تكنوقراط أو إختصاصيين، وسأل عن أسباب وخلفيات هذه الإنعطافة من تأييد حكومة تكنوسياسية إلى تأييد حكومة متخصّصين من غير السياسيين، وذلك لكي تعمل على إنقاذ لبنان من استحقاق الإنهيار على كل المستويات.

وبرأي الوزير نفسه، فإن هذه الإتجاهات السياسية التي استجدّت في الساعات الماضية، وتحديداً منذ مساء يوم الخميس الماضي، تؤشّر إلى سيناريو سياسي مرسوم بدقة من أجل الوصول إلى المعادلة الوزارية الحالية، بصرف النظر عن كل التوصيفات والمقاربات التي أعطيت بالنسبة للخيارات الحكومية، وذلك على مستوى التسمية في الدرجة الأولى وصولاً إلى الإستشارات النيابية مع الرئيس المكلّف من أجل استكمال المسار العملي لتأليف الحكومة العتيدة.

وإذ لم يغفل الوزير السابق، الإشارة إلى أن مسار التأليف الحالي لا يحمل إشارات مطمئنة على صعيد توافر وحضور العوامل والإعتبارات السياسية، على الرغم من الكلام السياسي الذي ركّز على الإصلاح والتغيير في النهج المعتمد في إدارة الأزمة المالية، كما الأزمة الإقتصادية، تحدّث عن عدم توافر الإجماع الوطني، كما السياسي والشعبي، لكي تتحوّل الحكومة المقبلة إلى خليّة عمل قادرة على النهوض من الوضع القائم من خلال اعتماد خارطة طريق تضع خطاً فاصلاً ما بين الإنهيار الحالي، وبين مرحلة إعادة بناء المؤسّسات.

ومن هنا، يرى الوزير نفسه، أن حكومة التكنوقراط التي يجري الحديث عنها في الساعات أل48 الماضية، ستكون الناحية النظرية فقط حكومة إختصاصيين مهمتها إجراء الإصلاحات المطلوبة من قبل اللبنانيين، كما من قبل عواصم القرار، وتطرّق إليها تحديداً وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل، بعد زيارته قصر بعبدا أول من أمس. وبالتالي، فإن الأزمة الداخلية هي إقتصادية، ولكنها أيضاً سياسية نتيجة الإنقسام حول طبيعة وشكل الحكومة، والذي أدى لاحقاً إلى اعتذار الرئيس سعد الحريري، انطلاقاً من المعارضة التي واجهها بالنسبة للشرط الأساسي الذي وضعه، وهو تأليف حكومة إختصاصيين من أجل إنقاذ لبنان ونقله من ضفة إلى أخرى.

وبنتيجة هذه المعطيات، يرى الوزير السابق، أن مسار التأليف معقّد وشائك، خصوصاً وأن الرئيس المكلّف قد أعلن أن هذه العملية قد تستغرق قرابة الشهرين، لا سيما في ظل مناخ الإنقسام والشرذمة المسجّلة حالياً على الساحة الداخلية.