"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

بـ"عقليَّتهِ البريطانيّة"، يُحيك الرئيس المُكلَّف حسّان دياب تشكيلته الحكوميّة مُتَسَلِّحًا بغطاءٍ رئاسيٍّ ودعمٍ سياسيٍّ من القوى الأساسيّة في البلادِ.

يتعامل دياب مع "معارضيهِ" ببرودةٍ مُستَفِزَّةٍ في كثيرٍ من الأحيانِ، فهو الطامحُ الى "أكل العنب لا قتل الناطور"، يواجه حروبًا بالجملة عليه ويحمل "وِزرَ النوايا" المبيتة على خارطةِ القوى المعارضة لتسميَته. ورغم ذلك، يُصرّ الرجل على تفاؤلهِ ويمضي بتشكيلتهِ التي شارَفَ على الانتهاءِ منها، على أن يعلنها خلال عشرة أيّامٍ أو أسبوعَيْن على الأكثر وفق ما تكشف مصادره لموقع "ليبانون ديبايت".

في جُعبةِ دياب، الكثير من الأسماءِ التي تمّ طرحها في اللقاءِ الأخير مع رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون والذي جاءَ استكمالًا للقاءِ الذي عُقِدَ قبل أيّامٍ بين الرئيسَيْن، حيث تمّ الاتفاق على أن تكون الحكومة بين 18 و20 وزيرًا على الأكثر، نظرًا لصعوبةِ دمجِ بعض الوزارات الأمر الذي صَّعَبَ مهمة تخفيضِ العددِ، على أن يكون الثابت في التشكيلة وجود ستِّ حقائبٍ للنساءِ.

تؤكد المصادر، أنّ مسألة توزير "الثنائي الشيعي" حُسِمَت على أن تشملَ وزارات "المال- الصحة - الصناعة - الرياضة والشباب - الزراعة"، فيما البحث مستمرٌّ لتفكيكِ عقدةِ تمثيل "السُنّة"، وفي الاطارِ يتمّ البحث عن شخصيّاتٍ من القضاة والضباط المتقاعدين لتوزيرهم.

وتستغرب المصادر، حملة التحريض المُبَرمَجة على الرئيسِ المُكَلَّف من زاوية وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل واتهام الأخير بإسقاطِ الأسماءِ على التشكيلةِ، مشيرةً، الى أنّ الأزمة في مكانٍ آخر وتحديدًا في الشارعِ السُنيّ الذي يشهد تحوّلات داخلية كبيرة في ضوءِ رفضِ فئة كبيرة من هذا الشارع للرئيس سعد الحريري ودخول أكثر من عامل على المستوَيَيْن الداخلي والخارجي في إطار تصفية الحسابات في ما بينها، وعليه فإنّ العقدة تكمن هنا.

وتجزم، بأنّ التشكيلة الحكوميّة يبحثها الرئيس المُكَلَّف حصرًا مع الرئيس ميشال عون.

التفاؤل الذي تتحدَّث عنه مصادر الرئيس المُكَلَّف، مرتبطٌ أيضًا بحركةِ الاتصالات المفتوحة ولاسيّما بين عين التينة - ميرنا الشالوحي - حارة حريك، حيث ذلّل الكثير من العقبات في الساعات الماضية ولاسيّما على خطِّ بنشعي بعدما تمّ سحب إسم السفير قبلان فرنجية من التشكيلةِ والذي أثار حفيظة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، ويجري التوافق على توزير أسماء لا تستفزّ الأطراف التي سمَّت دياب والتي تدور في فلكِ الثامن من آذار.

وتفيد المعلومات، بأنّ حزب الله يحاول ضبط الإيقاع وفرملة "الشطحة الباسيليّة" لناحية الأسماء التي يسعى رئيس "التيّار" الى توزيرها، ويعمل الحزب على جوجلة بعض الأسماء غير المستفزَّة ولاسيّما للشارعِ المُنتَفِضِ الذي يتوعَّد بتصعيدٍ بعد الأعيادِ قد يحمل معه الكثير من المفاجآت.