Beirut
16°
|
Homepage
مجموعة "المنكوبين": الى اللقاء قريبًا!
ملاك عقيل | الاثنين 30 كانون الأول 2019 - 2:00

"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل

كلّفت حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون تسعة أشهر من التفاوض الصعب وحرق الاعصاب لتصدر مراسيمها، وهي المدة نفسها التي كانت كافية لتسقطها تحت ضغط الشارع وانهيار بنيان التسوية الرئاسية!

كان مقدّرًا لهذه الحكومة أن تكون الأطول عمرًا مقارنة بباقي الحكومات أقلّه منذ العام 2005. فقد جاءت نتيجة قانونٍ انتخابيٍّ على أساسِ النسبية، و"هندسة" سياسية على المسطرة والقلم نَسَخت بأمانة أحجام الكتل النيابية في مجلس الوزراء، وأسّست يومها لاستمرار مشروعِ التعايش بين رئيسيّ الجمهورية والحكومة كـ "فريقٍ واحدٍ وقلبٍ واحدٍ"، كما قال الحريري عند صدور مراسيم حكومته.


يقول وزيرٌ خدماتيٌ حزبيٌ في حكومة تصريف الاعمال، "كان يفترَض بهذه الحكومة أن تعمّرَ حتى نهاية ولاية العماد ميشال عون الرئاسية التي سيسبقها انتخابات نيابية في ايار 2022 تشرف عليها الحكومة الحالية وتنتج مجلس نواب يفترض أن ينتخبَ رئيس الجمهورية الجديد. القوى السياسية كافة التي ساهمت في ولادة هذه الحكومة كانت تسلّم بهذا الواقع وتتصرّف على هذا الاساس، لكن ما حدث في الشارع غيّر المعادلات كلّها. واليوم هناك 29 وزيرًا لن يعود أحدًا منهم على الارجح الى الحكومة الجديدة، وكان سبقهم الحريري في مغادرة السرايا! مع ذلك في السياسة لا شيء ثابت. سنجلس حاليًا على مقاعد الجمهور وسنرى ماذا يمكن لحكومة الاختصاصيين والمستقلين أن تفعلَ أمام هذه الازمة".

عمليًا، يصعب حَجب آثار النكبة على وجوه الغالبية العظمى من وزراء الحكومة "المرحومة". فَقَد العديد من هؤلاء امتيازات بالجملة، ولو قدّر للبعض منهم أن يفتحَ مجالس عزاء عن "روح" ولايته الوزارية القصيرة لما تردّد:

وزراءٌ - نوابٌ، كان يفترَض بالموقعِ الحكومي، أن يعزّزَ حظوظهم ويمنحهم نقاطًا إضافية في رصيد معركتهم النيابية المقبلة القائمة على الصوت التفضيلي، وآخرون خسارتهم مزدوجة بعدما خيّرتهم مرجعيتهم السياسية بين النيابة والوزارة ففضّلوا الثانية. وزراءٌ شّلشوا في الحكومات ووجدوا أنفسهم فجأة غير مرغوبٍ بهم فنالوا بطاقة حمراء من الشارع، ووزراءٌ نَعِموا بالجنّة الحكومية للمرة الاولى وبعضهم أصحاب اختصاص ولا غبار على سيرتهم الذاتية لكن حظهم التعيس حشرهم في زاوية "كلّن يعني كلّن". هؤلاء ربما من الاكثر المأسوف على "اختصاصهم" لأن بروفيل المرحلة الثورية يتطلّب انضمام عيّنة منهم الى الفريق الوزاري "التكنوقراطي" لكن وجودهم في الحكومة الحالية أحرق أوراقهم النظيفة حتى إشعار آخر.

وسيتعيّن على آخرين، أن يتعايشوا مع كآبة "تبخّر" المواكب السوداء الرنانة والمُرافقة الاستعراضية وخطابات الادعاء بالقدرة الخارقة على السيطرة على الملفات وإدارتها والمحيط المتزلف الذي يقدّم فروض الطاعة العمياء لمعاليه. ليس سهلًا خسارة البرستيج بضربةِ كفٍّ. وفوقه صيت عاطل بخسارة الحقيبة والموقع لأن الشارع الناقم على الفاسدين لفظ تركيبة الحاكمين بأمرهم.

آخر حكومات عهد الطائف (مبدئيًا) بتركيباتها المتعارف عليها تلفظ انفاسها الاخيرة. وفق المعطيات، خلال وقتٍ قصيرٍ ستصدر مراسيم قبول استقالة حكومة سعد الحريري وتسمية حسان دياب رئيسًا لمجلس الوزراء وتشكيلة الحكومة الجديدة. سيخرج المنكوبون ليدخل فريق "المهمة المستحيلة" الى السرايا بوجوهٍ جديدةٍ غير مستهلكةٍ مع انتماءاتٍ سياسيةٍ وحزبيةٍ مموهة تثبت أمرة قيادات الامر الواقع على حكومة مواجهة الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي.

سيسهل جدًا التعرّف على كوتا "الاقوياء" داخل الحكومة، خصوصًا أنّ بعض شركاء التركيبات السابقة خارجها. هي الذهنية نفسها في إدارة لعبة المحاصصة وتوزيعات الاحجام لكن هذه المرة بوقاحةٍ أقلّ (بالعلن) وبمناورةٍ في الوجوه تستدعي أداء أدوار تمثيلية من نوع المشاركة في مسرحية بعنوان "وزراء من كوكبٍ آخر" لا بصمات للقوى التقليدية المعروفة في اختيارها!

إنه التسلّم والتسليم بين الحكومة "المحزونة" والحكومة الانقاذية. لا أحد منذ الآن قادرٌ على توقّعِ المهلة التي ستحتاجها لانتشال اللبنانيين من قعر القعر. فالجيش المعارض ينتظرها على كوع أصغر خطأ. وثمة فعلًا من ينتظرها على كوع إثبات عدم الاهلية في محاولة لاستعادة مجد أسقطته ثورة. مجد عودة الوزراء الفاشلين إياهم الى السرايا "المصبوغين" بالتبعية والولاء والذين لن يتحمّلوا كثيرًا البقاء خارج وعاء السلطة.

أما الرئيس سعد الحريري، برأي مطلعين، فأمامه خيارَيْن لا ثالث لهما: الانتساب فورًا الى عضوية نادي رؤساء الحكومات السابقين بكل ما يعني ذلك من بدءِ تكدّس الغبار فوق حيثيّته السياسيّة، أو تلقّف الفرصة المُتاحَة لاستعادة ما خسره طوال سنوات التسوية الرئاسية وهذه المرّة من مقاعدِ المعارضة في استعادةٍ لتجربة والده في الخروجِ أكثر من مرةٍ من الحكمِ ثم العودة أقوى من باب الانتخابات النيابية... حتى من دون وجود الراعي الاقليمي القوي كما توافر دومًا للرئيس رفيق الحريري!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الشامي يكشف عن موعد حصول لبنان على دعم مالي! 9 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
"الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 2
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 11 بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 7 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 3
بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 12 المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 8 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر