Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
بين دياب وباسيل "قطوع" مرّ... واسماء "طارت"!
ملاك عقيل
|
السبت
04
كانون الثاني
2020
-
2:00
"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل
تحت سقفِ قرارٍ عسكريٍّ حاسمٍ بمنعِ قطعِ الطرقات رغم الدعوات المشبوهة منها وغير المشبوهة لاستعادة مشهدِ فرضِ الشارعِ شروطه على القوى الامنية، تستعد حكومة حسّان دياب لاعلان مراسيمها في ظلّ زلزالٍ دوليٍّ - اقليميٍّ تمثَّل بالضربةِ الاميركية في العراق التي أسفرَت عن مقتلِ قائدِ فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومسؤولين عراقيين وايرانيين.
في الداخل اللبناني، تداعت جهات معنية بتأليف الحكومة لاعتبار ما حصل محفزًا لضرورة إقلاعِ قطارِ الحكومة في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ، مع دعوةٍ لتجاوز ما تبقى من عقدٍ يصنّفها مطلعون على مسار عملية تأليف الحكومة أنها لا تخرج عن إطار العقدِ الكلاسيكية التي تحكَّمت دومًا بتأليفِ الحكومات وكأن ليس هناك من شارعٍ ينتظر على الكوعِ لاجراء محاكمة قاسية للاسماء وتوزيع الحصصِ "كالعادة" وخطة عمل الحكومة.
وقد تردّدت معلومات، أنّ لقاءَ الستِّ ساعاتِ في منزل الرئيس المُكَلَّف حسّان دياب مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أتى متأخرًا أيّامًا عدّة بسبب حالة الفتور التي تسلَّلَت الى العلاقة بين الطرفَيْن بعدما أظهرَ دياب حزمًا في منعِ مَن يحاول أخذ مكانه في جزءٍ من عملية التأليف، تحديدًا الحصة المسيحية التي بدا باسيل كأنّه عرّابها، ما استدعى تدخلًا مباشرًا من جانب حزب الله لجمعِ الرجلَيْن مجددًا.
ويقول مطلعون، إنّ دياب مستفيدًا من هامشٍ واسعٍ أُعطِيَ له في وضعِ معايير الحكومة وفَرضِ الالتزام بها، "طَحَش" على خطِّ اختيار الاسماء المسيحية بشكلٍ ازعجَ باسيل، حتى أنّ الاخير لم يتوانَ عن اعتبار أنّ طرحَ بعض الاسماء المسيحية من جانب الرئيس المكَلَّف شكّلت استفزازًا صريحًا له.
وبالتأكيد، أنّ أي تشكيلة حتى لو كانت شبه منتهيةٍ فإنّ "مصفاتها" الاخيرة لدى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي نشط فريق عمله في الايام الماضية في إجراء عملية استقصاء لأسماءٍ "جديدةٍ على السمعِ" وغير معروفةٍ في دوائر القصر الجمهوري، وبالتالي فإنّ الكلمةَ الاخيرة ستكون مثلًا لعون في تعيين إمرأة نائب لرئيسِ الحكومة وهو الاتجاهُ الذي يزكّيه الرئيس المكَلَّف، في وقتٍ ينقل قريبون من بعبدا تفضيل رئيس الجمهورية تعيين العميد المتقاعد في الجيش طلال لاذقي من بيروت وزيرًا للداخلية في مقابل سقوط أسماءٍ مثل العمداء المتقاعدين لبيب أبو عرم ومحمد الحسن (المعروف بـ "أبو النور" وشقيقه المحامي في مكتب الوزير سليم جريصاتي) وحسني ضاهر والقاضي فوزي أدهم.
أما تعنّت باسيل حيال رفض اسمَيْ دميانوس قطار للخارجية وزياد بارود للعدل ينبَع أولًا من عدم تفضيله تعيين وزراءٍ سابقين من حكوماتٍ سابقةٍ على أساسِ المبدأ نفسه الذي تمّ من خلاله رفض توزير شخصياتٍ من حكومة تصريف الاعمال الحالية، كما أنّ باسيل، يرى أنّ قطار هو خبيرٌ في الشؤون الاقتصادية والمالية لا يفترض أن يعيَّنَ وزيرًا للخارجية، بينما البديل المطروح سفير حالي بارز جدًا ويتولى منصبًا رفيعًا.
ويجزم مطلعون في هذا السّياق، أنّ باسيل ابدى رفضًا ضمنيًا لكل إسمٍ طُرِحَ سابقًا في سوق التداول لرئاسة الجمهورية، وبارود وقطار نموذجًا".
لكن سلسلة التحديات التي تواجهها الحكومة إن لناحية وصفها بحكومة اللون الواحد أو اتهامها بالقصور عن مواجهة تحديات المرحلة وضعف تركيبتها وسيطرة أولياء اللعبة السياسية عليها "عن بعدٍ" وعدم توقع ردة فعل الشارعِ عليها منذ الآن لا تقارَن بشيءٍ أمام المحطة المفصليّة التي ستولد تحت سقفها حكومة مواجهة الانهيار.
فالحكومة التي تردَّدَ في مرحلة التوافق على إسمِ حسّان دياب لتكليفه رئاسة الحكومة، أنّ الاميركيين منحوها الضوء الاخضر من خلال عدم وضع فيتو على رئيسها وأنّ الاوروبيين، على رأسهم فرنسا، سيمنحوها المال مقابل الاصلاحات الجدية تبدو، حتى قبل ولادتها، في مواجهةِ منعطفٍ اقليميٍّ خطيرٍ لا أحد منذ الآن قادر على توقعِ تداعياته على الساحة اللبنانية الهشّة.
وتؤكد مصادر مطلعة في قوى الثامن من آذار في هذا الإطار، أنّ "قبل ساعاتٍ على حصول الضربة في العراق كانت تقريبًا تشكيلة الحكومة شبه منتهيةٍ وبرز حرصٌ من جانبِ دياب على إطلاعِ رئيس الجمهورية عليها لاعلان مراسيمها في نهاية الاسبوع قبل عطلة يوم الاثنين، لكن زلزال قاسم سليماني أحدث خضّة هائلة سيكون لها تداعياتها من ايران الى لبنان في ظلِّ مواجهةٍ اميركيّةٍ - ايرانيّةٍ غير مسبوقةٍ واسرائيل في صلبها".
وتجزم المصادر ردًا على ما تمّ تسريبه من مناخاتٍ توحي بذهاب حزب الله نحو التشدّد أكثر في فرضِ شروطهِ في الداخل ربطًا بالحدث العراقي، أنّ "حزب الله من مدرسة العقل البارد كما الايراني، ولا يتعاطى مع الاحداث الساخنة بمنطق الانفعالات، وهذا الامر مثبّتٌ في سلسلةِ وقائعٍ كما بعد اغتيال السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية".
وتوضح المصادر، أنّ "قاسم سليماني ركيزة أساسية في سياق ما يُسمَّى محور الممانعة، وهو الشخصُ الأكثر تجسيدًا ونشاطًا وتأثيرًا في القاعدة العملانية لهذا المحور، وبمعزل عن دوره كأبرز قادة ايران الامنيين والعسكريين ودوره المؤثر في المنطقة وتداعيات اغتياله على المستوى الدولي كما الاقليمي، لكن بالجزيئية اللبنانية يتعاطى حزب الله بمنطقٍ باردٍ يدفعه الى التمسّكِ بما يخدم سياسات البلد واستقراره الامني والسياسي رغم هذه الخسارة".
وبالوقائع، ترى المصادر، أنّ "هذا الحدث الخطير قد يُفرمِل ولادة الحكومة لوقتٍ قصيرٍ لكنه لن يقف حائلًا دون الاسراع في تشكيلها حين تفكّ عقدها كافة، حيث أنّ هذا الأمر لن يغيِّر في نظرة حزب الله باعتبار الحكومة أولوية وتسهيل ولادتها لتحصين مناخات الداخل حيال المواجهة الاتية تحديدًا بعد الاعصار العراقي"، مشيرةً، الى أنّ "حزب الله قد يولي مثلًا في هذه المرحلة اهتمامًا بهوية وزير الخارجية الجديد آخذًا بالاعتبار متطلبات المرحلة للبنان الرسمي على المنابر الدولية والعربية إضافة الى صيغة البيان الوزاري للحكومة".
ولا تتوقع المصادر، أن "تكون الحكومة جزءًا من خطاب السيد حسن نصرالله يوم الاحد. حيث أنّ الاولوية بالنسبة الى الأمين العام إعطاء قاسم سليماني حقه لما تربطه به أولًا من علاقةٍ شخصيّةٍ ودوره المحوري وفضله على تاريخِ المقاومة، إضافةً، الى تحليل مشهدِ الاغتيال وتداعياته ونتائجه المحتملة".
وإذ تستبعد، "حصول أيّ ربطٍ له علاقة بالحكومة يُهين قدسية المناسبة"، تشير، الى أنّ "كلامَ نصرالله قد يشكِّل مؤشرًا للمدى الذي يمكن أن تصلَ اليه المواجهة وحدود العقاب والردّ وسرعة تدحرج كرة النار وتتداخل الساحات ربطًا بالضربةِ القاسيةِ التي اصابت ايران وفريقها الحليف في المنطقة".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا