Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
مَطلوب طناجِر في الرملة البَيضا
روني الفا
|
الجمعة
10
كانون الثاني
2020
-
8:04
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
نوافذ شفافة مصنوعة من محارمِ ورق نوعية " تارسو ". إنها نوافذُ الدولة. وداعاً لشبابيك مِن خشب " القِطران ". مرحباً بشبابيك " الكلينكس ". منزلٌ مسكونٌ برائحةٍ عَطِنَة. إنه منزلُ الدولة. بابُها من دون مفاصلٍ وسطحها إترنيت مُغَطى بروثِ الطيورِ المُهاجِرة.
لا يحتاجُ منزلُ الدولةِ لهبوبِ عاصفة. تدميرُه يستلزمُ نسمة. بُناهُ التحتيةُ على صوصٍ بِلا نُقطة. تتصدَّعُ الدولةُ عند أوّلِ شتوة. لم يُنجَز شيئٌ في لبنان له طابِعُ الديمومة. بلدنا مؤقت.
فقط حكامُه دائمون. طرقاته، جسورُه، أنفاقُه كلُّها في مرحلةٍ انتقالية. الثابتُ فيها أنها معطوبةٌ بإستمرار. دولةٌ معرّضةٌ على مدارِ الساعة ِ للأعطال. صيانتُها ترقيعٌ. خدماتُها موسمية.
مؤسساتها نملٌ أشقَر وخيوطُ عنكبوتٍ فوق ملفاتٍ مرميَّةٍ على مداخلِ دورِ المياه. وحده أداءُ دفترِ محاضرِ الضبط يعملُ مثلَ الساعةِ السويسرية. دفترٌ بيدِ درّاجٍ يعكسُ هيبةَ الدولة على أرصفة المدينة.
هيبَةٌ رديفةٌ للدولة تعوّضُ عن هزالةِ بيتها. الإيدِن باي. رخصةٌ لمرحلةٍ أولى على ما أكدَّ الوزير كيدانيان. تمددتِ المرحلةُ وقطعت كلَّ المراحل. المشروعُ باتَ مفروشاً بالموكيت وجاهزاً للإستجمام.
لم تقوَ الدولةُ بكل أجهزتها على تجميدِ العمل بمشروعٍ مَبنيٍ على مَحميّةٍ ولم يستَحصِل على رخصةِ إسكان. وسام عاشور صارَ دولةً وأصدر رخصته بيده. حقّقَ الرَّجلُ معجزةَ تَبليطِ البحر.
ليسَ بعيداً عن الرملةِ البيضاء ملاحقةُ خيمةٍ مخالفةٍ أو قمعُ مُواطنٍ يقومُ بتركيبِ ألواحٍ زجاجيةٍ على شرفةِ دارِه.
الحفاظُ على هيبةِ الدولة جارٍ على قدمٍ وساق. شاطئٌ بأمه وأبيه تُنتَزَعُ صخورُه ويُفرَشُ بالباطون لا يسترعي انتباه محافظ بيروت. لا يثيرُ حفيظةَ وزارةِ الأشغال. لا يستفزُّ لجنةَ الأشغال النيابية. لا يستنفِرُ وزارةَ السياحة ولا يحرِّكُ قوى الأمن الداخلي الموجودة على مرمى حجر. دعوةٌ إلى مجموعاتِ " الثورة " للتجمّع أمام الإيدن باي والصراخ " كلُّن يعني كلُّن ". طناجر بحالة جيدة مطلوبة على الشاطئ مع ألف " كَفكير " وملاعق حديد لجذب الإنتباه.
ما يفشُّ " الخِلق " وسطَ غَطيطِ الدولة وشخيرِها توفُّرُ مشتقاتِ النفط. مشتَقّاتٌ نستهلِكُها مِن دونِ مشقَّة. توفّرُ مادةِ البنزين في وعيِنا القومي يوازي توفّر الدواء . عانَينا الأمرَّين من انقطاع البنزين أيامَ الحرب. درَج يومَها شفطُ هذه المادة بالفم عبرَ نرابيج مطاطية. طرفها الأمامي في بوز مخزن وقود السيارة وطرفها السُّفلي في فَمِ الشّافِط. يصحُّ أن نفترض أن هذه التقنية أولى تمرينات النّرجيلة. ربما أيضاً أول إرهاصات الجنس الفَمَوي في المشرق العربي.
غالباً ما كنا نستيقظُ صباحاً لنكتشفَ أن بنزينَ خزّاناتِ سياراتنا انتقلَ بشفطِ شافِطٍ إلى السوقِ السوداء أو إلى شاحناتِ الميليشياتِ العسكرية. البنزين حليبُ الجماهير. لو كان بالإمكان تخزينه على التتخيتة مثل غالوناتِ زيتِ الزيتون وشجرة الميلاد لخزَّنناه.
هذا على المستوى الرسمي. أما على المستوى الشخصي ومن حيث تحصيلي العلمي فقد دخلتُ ال ٢٠٢٠ وأنا على شَيْءٍ من الثقافة. صرتُ إذا صحَّ التَّعبيرُ أقل جهالَة. أضفتُ إلى جعبةِ مفرداتي مصطلحاتٍ يمكنُ أن تحوّلَني إلى جَهبَذٍ من جهابذةِ علمِ الإقتصاد. لا أخفي بأني مغتبط. كيف لا يغتبطُ من أضاف إلى ترسانته اللغوية كلمات مثل " سپونجي سكيم "، " كابيتال كونترول "، و " هير كات ".
أما المستوى العام فشأنه شأن آخَر. آخِرُ صرعاتِه تصرَع: حكومة " لمّ الشَمل ". مصطلَح جديد يُضَمُّ إلى نعوتِ الحكوماتِ المتعاقبة. حكومة " إنقاذ "، " وحدة وطنية "، " إعمار " ، " سِلم أهلي "، وصولاً إلى " لَمّ الشَّمل ". أرنَبٌ جديدٌ يقفزُ من قبَّعةِ " نبيه " عين التينة. عساهُ يربَى بدلالِ دولة الرئيس. لِلَمّ الشَّمل ندعو بطول العمر ولنا نقول " يُقصُف عمرنا " على هذه الإنجازات المحقَّقة في بداية السنة الجديدة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا