Beirut
16°
|
Homepage
حكومة الجميع إلّا حسان دياب
صفاء درويش | السبت 18 كانون الثاني 2020 - 7:15

"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

لم ترحم القوى السياسية التي قامت بتسميةِ حسان دياب الرجل أبدًا، بل ساهمت في خنقهِ منذ اللحظةِ الأولى، وتسعى لإعادة حشرهِ بزاويةِ الفشلِ رغم إنجازهِ لتشكيلةٍ حكوميةٍ وقفَ هو بها على خاطرهم أكثر من خاطرِ الشارع، كما أعلن سابقًا، وكما ينقل عارفوه عن نيّتهِ إرضاءِ الناس لا القوى السياسية.

يمكن تشبيه ما حصلَ في مباراةٍ لكرةِ القدم مؤلفة من فريقين، الأوّل يجمع حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان في مواجهةِ حسّان دياب وحده من دون شريك له.


حكمُ هذه المباراة، هو حزب الله، أمّا الشارع فهو الجمهور المستعد لإقتحام الملعبِ مع نهايةِ المباراة. بينما تدور أحداث اللقاءِ إنطلاقًا من سيناريو يتيمٍ، إذ يناور حسان دياب ويسدِّد الكرة على المرمى فتصطدم بأحدِ لاعبي فريقِ الخصمِ، فيعيد الكرَّة من جديدٍ.

قبل أيّامٍ، أنجزَ الرجلُ تشكيلته الحكومية وتوجّه بها إلى عين التينة. وتقول مصادرٌ مقرَّبة من الرئيسِ المكلَّف، أنّ دياب أبدى موافقته عليها مع تحفّظَيْن بسيطَيْن. إذ يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب المصدر، إلى رفعِ عددِ الوزراء من 18 إلى 20 لزيادة الحصّةِ الدرزية وإدخال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى الحكومة، سعيًا لعدم تغييب مكوّنٍ أساسيٍّ.

التحفّظ الآخر، أبداه بري تجاه حصّةِ التيار الوطني الحر، على قاعدةِ عدم جوازِ اعطاءِ الثلثِ لأيّ مكوّنٍ من فرقاءِ الحكومة. خرجَ دياب من عند برّي لتبدأ أرانب التعطيل بالظهور. سليمان فرنجية، اعترضَ على أسماءِ التيار الوطني الحر، معتبرًا، أنّها حكومة باسيليّة بامتياز. موقفُ "المردة" مردّه إلى اعتقادهم، أنّ البلادَ مقبلةٌ على حكومةٍ ستعيش تحت المجهرِ، ولا يجوز الدخول بها إن كانت نتائج الفشل متجلّية قبل تشكيلها.

يعيد مصدرٌ متابعٌ للتشكيل، أنّ خطوةَ فرنجية لا يمكن إلّا أن تكونَ منسَّقة مع بري، لتُنسف بذلك نتائج اللقاءِ الأخير بين رئيس المجلس النيابي ووزير الخارجية في حكومةِ تصريفِ الأعمال جبران باسيل.

يدلّ المصدر على كلامهِ بتوالي العقد، عقدة بوجهِ أخرى. إذ أنّ كلامَ النائب طلال ارسلان عن حصةٍ غير مرضيةٍ للدروز هو خطوةٌ أرادها الوزير باسيل بوجهِ اعتراضِ فرنجية. ويضع المصدر، طلب النائب أسعد حردان توزير قومي بوجه العقدة الكاثوليكية أيضًا.

وبحسب المعلومات، يسعى حزب الله الى تذليلِ العقدِ وتنشط اتصالاته في هذا الإطار، ولاسيّما أنّ تعقيدَ ولادة الحكومة لم يخرج سوى عن حلفائهِ.

مصدرٌ في فريق الثامن من آذار، يشرح، أنّ الحزبَ في أمسِّ الحاجة اليوم لإستقرار الوضع الداخلي وتشكيل حكومةٍ تعمل على فرملةِ الإنهيار، نظرًا لأن الوضع الإقليمي مشتعلٌ وأنّ اغتيالَ اللواء قاسم سليماني يفرض على قيادة الحزب وأمينه العام السيّد حسن نصرالله تحديدًا دورًا اقليميًا أكبر في المرحلةِ المقبلةِ.

ولا يخفي المصدر، امتعاض الحزبِ من حلفائهِ، نافيًا بشكلٍ مطلقٍ، أن يكونَ الأول يسعى الى إعادة تكليفِ الرئيس سعد الحريري في هذه الفترة.

أمّا على صعيدِ الشارعِ، فإنّ التصعيدَ سيستمرّ خصوصًا تجاه المصارفِ، فيما تفيد المعلومات، بأنّ مجموعات الحَراكِ تتدارس خطواتها المقبلة في حال تشكيل الحكومة، متأنيةً جدًا في هذا الإطار رفضًا منها لذوبان تحرّكاتها مع تصعيدٍ مرتقبٍ من تيار المستقبل، إذ أنّها تسعى الى عدم اختلاطِ الشارعَيْن بالشكلِ والمضمونِ.

فبين عقدٍ تتوالى ومساعٍ للتشكيلِ، هل ينجح حزب الله بالمونةِ على حلفائهِ ودفع دياب لإعلان حكومته في عطلةِ نهايةِ الأسبوع، أم أنّ قرارَ إفشالِ الرجلِ سيكون أقوى هذه المرّة؟!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كتاب يُثير الجدل ولافتة "تحذيرية" في الضاحية الجنوبية: احذروا المرور! 9 تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 5 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 1
ذهبوا لمصادرة "أغلفة تبغية" مزورة... فكانت المفاجأة! (فيديو) 10 الحزب يبدأ "معركة الداخل" ويطلب وضع الجيش "رهن إشارته"... مخطّط سريّ! 6 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 2
رد "نوعي" على استشهاد هادي... هل يشكّل حجّة إسرائيلية لاجتياح لبنان؟! 11 اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 7 ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 3
جعجع "يعترف": حزب الله هو الأقوى... ولكن! 12 تصلّبٌ مفاجئ! 8 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر