Beirut
16°
|
Homepage
الثوار أمام الحكومة والزعماء خلفها!
فادي عيد | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 23 كانون الثاني 2020 - 7:12

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

يرى مرجع مسيحي مخضرم، أنه مع ولادة الحكومة الجديدة، انحصرت السلطة التنفيذية بيد الأكثرية الحاكمة، والحكومة الحالية هي قناع واق من الحريق، لكن الإختباء لم يعد يجدي بعد اليوم، وفشل الحكومة سيكون الخطوة الأخيرة لهذه الأكثرية الحاكمة والعهد ككل.

واعتبر المرجع، أن لبنان كان على وشك الوصول إلى الهاوية في العام 2016 عندما كان الناس في الشارع يطالبون بتغيير النظام بعد أن اندلعت نيران الإحتجاجات على حكومة تمام سلام، وكان البلد معطلاً بغياب رئيس جمهورية ومقاطعة نواب ٨ آذار لجلسات مجلس النواب، ثم تم انتخاب رئيس للجمهورية بتضحيات من الفرقاء الأساسيين في ١٤ آذار لتفادي الإنهيار الكامل وفشل الدولة. وأتت الإنتخابات النيابية لتعطي أملاً جديداً بالخروج من الأزمة.


ومن هنا، تابع المرجع نفسه، فإن كل هذه الجرعات من الإيجابية لم تتمكّن من حلّ المشاكل المالية والإقتصادية، لكنها أرجأت الإنهيار بعض الشيء، وبعد أن زالت مفاعيل الهندسات المالية والإنتخابات النيابية والرئاسية، بانت حقيقة الوضع المالي والنقدي، فأُسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري في الشارع، وأتت حكومة من لون واحد في قناع مستشارين وأصدقاء لزعماء ووزراء سابقين، وعدنا إلى المربع الأول. وأكد المرجع المسيحي، أن هذه الحكومة محكومة بالفشل لعدة أسباب:

1ـ تنطلق هذه الحكومة مع معارضة شرسة من الشارع وقوى المعارضة في مجلس النواب وحذر من المجتمع الدولي. هذا مقارنة بحكومتي العهد الأولى والثانية اللتان انطلقتا بزخم كبير من المصالحات والتسويات مع دعم دولي.

2 ـ الأوضاع المالية والإقتصادية والنقدية هي من الأسوأ في تاريخ لبنان، ومن الصعب الخروج منها في فترة زمنية قريبة.

3 ـ لا تستوفي شروط الإختصاص والإستقلالية. ففي الإختصاص اتجهت إلى بعض المستشارين التقنيين الذين لا يلبّون الإختصاص الإستراتيجي المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة. والبعض الآخر يفتقد للإختصاص بشكل عام.

أما في الإستقلالية فهي عُيّنت من قبل أحزاب في تحالف من لون واحد، وولدت نتيجة لمحاصصة الوزارات ومن ثم إسقاط أسماء عليها، معظمها غير قادر على رفض طلبات أو توجيهات ممن عيّنه. فاستُحدث مصطلح "محسوبين"، فهم ليسوا حزبيين ولا مستقلين. فلماذا ستكون هذه الحكومة مختلفة عن سابقاتها؟ فهل مصطلح "وزير محسوب" وُجد لتبرئة من هو محسوب عليه في حالة الفشل، وتجيير الإنجاز في حال النجاح؟ واحتمال النجاح لهذه الحكومة يبدو ضئيلاً للأسباب المذكورة أعلاه، ولأنها على الأرجح ستتخبّط قواها السياسية ببعضها البعض فور دخولها في تفاصيل الملفات، وستصطدم بمعارضة من الشعب الثائر ومن الأحزاب المعارضة ومن المجتمع الدولي.

ولاحظ المرجع، أنه ليس من المستغرب قيام قوى السلطة بتسمية هؤلاء الأشخاص ليكونوا بمثابة أقنعة للإستعمال لمرة واحدة، ومن السهل استبدالها أو التضحية بها مثل بعض الشخصيات الثانوية الاثنية في أفلام هوليوود. وبعد الثورات، أقبلت حكومات وتشكّلت حكومات أخرى، لكن الأمور سرعان ما أصبحت واضحة وفشلت محاولة الإختباء وراء الأسماء.

وخلص المرجع المسيحي، إلى أن الحكومة الآن أمام خيارين، فإما أن يثبت وزراؤها أنهم مستقلون، أو يستمروا بلعب دور القناع ويتم إحراقهم واستبدالهم لاحقاً. فالثوار أمامهم والزعماء والأحزاب وراءهم، فإلى أي مدى ستتحمل الأقنعة لهيب الثورة قبل أن تحترق؟ وكم يمكننا أن نضيع من الوقت والفرص لنكتشف ذلك؟.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر