Beirut
16°
|
Homepage
… وإختفى جبران باسيل
عبدالله قمح | الاربعاء 05 شباط 2020 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

المفارقة، أنّ جبران باسيل، مالئ الدنيا وشاغل الناس إختفى فجأةً.. كـ"كائِن مجهري" بات غير مرئيٍّ على المسرحِ السياسي، وقد أحدثَ غيابه فراغًا إن على مستوى "أريحة" المنتقدين التي تحتاج إلى الرفدِ بإشاراتٍ تصلح للبناء في عملية الانتقاد، أو للمطبلين الذين أضحوا بلا وظيفة.. اللهم إلّا عبر مواقع التواصل الاجتماعي!

ربما عثر رئيس التيّار الوطني الحر على ضالتهِ! الحياة في اللقلوق ومشاهدة الطقس من على شرفةِ منزلهِ أمتع، رغم أنّ معظم المقربين منه يجدون أنّ المتعة بالنسبةِ إليه هي العمل 24/7!


الوزير السابق هو شخصٌ يكره الجلوس، إذاً لا يُمكن فك جينات العمل "البويولوجية" عن "ميثولوجيا" جبران باسيل، الرجل يتكفَّل في التنقيبِ عن "شغلةٍ" حتى ولو كانت نسب إيجادها تقلّ عن سقفِ 10%، هذا شغفٌ لا يمكن التنازل عنه بـ"شخطةِ" قلمٍ.. أو "مطلب ثورة"! إذ بالنسبة إلى النائب "صهر الجنرال" ووريث حالته، الآن بدأ العمل.

إجراءات التسلّم والتسليم بين النموذج القديم والجديد جرى الإنتهاء منها تقريبًا، الآن بدأ عصر "الشغل" تحت طبقةٍ من الضجيجِ. تبدلٌ تكتيكيٌّ سيبعد جبران باسيل عن الضوءِ لفترةٍ محدودةٍ سيستفيد منها على الأرجح داخليًا وخارجيًا وعلى أكثرِ من مستوى. لكن لن تبقى ملخصّات نشاطاته مُستترة، ستتوالى على الظهور تباعًا كُلما دعت الحاجة إلى ذلك، وربما قد نعثر عليه معترضًا على هذا الملف أو ذلك أو مقاتلًا في حرب ضَروس على رأسِ أكبر تكتل برلماني على وجه ساحة النجمة.

ثمّة من يعتقد، أنّ خروج جبران باسيل من قصر بسترس سيُحيله على التقاعد المبكر بعد عملية "التشحيل" التي طاولت اطرافه السياسية.. على العكس، حالة من هذا القبيل ستفيد جبران باسيل ولن تضرّه! هو وخلال فترةٍ من الفتراتِ، اُسدِيَت اليه النصائح بالعدول عن فكرةِ لعبِ المغامرات الوزارية لمصلحة الأدوار النيابية والحزبية لكنه تجاهلها.

وقد أنذرَ مرارًا أنّ "البيت البرتقالي" المتوارث والذي ينشط اسفله، آخذ بالتداعي، لذا باتت عملية إصلاحه أشبه بأمرٍ لا مفرَّ منه بل بمثابة الضروري والسريع، لكن رئيس التيار كان يُحيل كل تلك الدعوات إلى قاعة الانتظار إن لاسبابٍ هي رهنٌ بظروفٍ ما أو لطبيعةِ الملفات الضخمة التي كان يحملها.

الآن ومع حلول "الثورة التشرينيّة"، تبدّلت أولويات "الوزير المعجزة"، باتَ الركون إلى ورشة ترتيب بيته الداخلي في ضوءِ التصدّعات التي ظهرت امرًا غير قابل للنقاش، وقد باتَ الانكباب على "صيانة" حضور التيار ضمن "البيئة المسيحية" مُدرج على قائمة الأولويات، ومشروع "إعادة التأهيل التنظيمي" بعد السقطات والتشوّهات التي تعرَّض لها على مدى تجاوز عمر "الثورة" بكثير أمرًا لا بد منه.

من دون أدنى شك، ستشمل الورشة الجاري الإعداد لها معالجة بعض الظواهر المزعجة التي نشأت على كتفِ "التيار". طبعًا، هذه يجري تحميلها الكثير من السقطات التي مُنِيَ بها "البرتقالي" وأودت به أمام شارعِه والشوارعِ الاخرى، لكن تبقى العبرة في تفهّم باسيل لها وانتقاء الأشخاص المزعجين وإخراجهم من بين الجيدين، فلا مناصَ من الرماية عشوائيًا أبدًا.

طبعًا، ورشة من هذا القبيل سيكون مردودها في حال استثمرت كما يجب جيدًا، وغالبًا، لا يمكن عزل نتائجها عن المسرح الانتخابي، ما يعطي الإنطباع بأنّ التيار شرعَ بعملية ترتيب صورته إستعدادًا للانتخابات النيابية المقبلة، التي وضعته أمامَ التحدّي منذ الآن، فأي تراجع كبير يُعد إنكسارًا له، وهذا الانكسار ستتجاوز ردود فعله المستوى الداخلي لتطاول صورة التيار أمام الحلفاء.

من المنطقي القول، أنّ تصحيحَ الصورة منذ الآن إستعدادًا للانتخابات النيابية ستجرّ معها النتائج على مستوى الانتخابات الرئاسية، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ صورة جبران الرئاسية قد تدمرت بالفعل أو في أحسن الأحوال طاولتها الأضرار.. لكن في لبنان حيث مفاجآت "ربعِ الساعةِ الاخيرة" تبقى هي الحكم، لا مجال للجزم!

إذًا، الاولوية هي لإعادة ترتيبِ التيار الوطني الحر ولملمة شارعه بعدما تعرَّضَ لهزاتٍ ارتدت على تركيبتهِ وحضوره السياسي وثقله وصورته أمام الآخرين، وأظهرت الكثير من مكامن الضعفِ التي قد تؤدي إلى سقوطِ البيتِ على رأسِ من فيه!

على هذا النحو سيستفيد التيار الوطني الحر من خروج رئيسه من باب السلطة العريض الذي لن يحيله إلى التقاعد باكرًا، إذ ليسَ من السهلِ الغاء شخصٍ من طينة جبران "بعاصفة تشرينيّة"، بل إنّ ما يتسرَّب من هنا وهناك، يثبت أن خروجًا على هذا الوزن سيُتيح اعادة الزخم إلى تبني ملفات داخلية لها عِلاقة بمناطق حضور التيار، وتشديد متابعتها على المستوى النيابي ومنحها هامش اعلى ودرجة أكبر من الاهتمام.

من الطبيعي، أن ينعكسَ ذلك إيجابًا شرط إتباع رئيس تكتل لبنان القوي الإرشادات المناسبة، ويقرّر سماع من حوله، طبعًا "الأوادم" منهم، وأن ينتقلَ كبادِرة حسن نية إلى تحرير فريق عمله من "السوسِ" الذي ينخره ويثقل عمّه الرئيس وتياره ويطاول الحلفاء، وحذاري! فحبل الحلفاء ليس بطويل.. وما على الرسول إلّا البلاغ، وعلى جبران سوى الحذر والتصحيح!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 9 "بالشتم والضرب"... كاهنان يعتديان على المهندس رولان غسطين 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 10 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 6 إقامة دائمة لـ "السوريين" 2
"جزءٌ مهمٌ من منظومة الدفاع الجوي"... تقريرٌ عن اضرار الهجوم الإسرائيلي 11 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 7 هجوم مسلح في الاشرفية... اليكم التفاصيل! 3
ثاني رائد فضاء عربي يفارق الحياة! 12 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 8 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر