Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
يوم نزلَ العونيون إلى الحمرا
صفاء درويش
|
الجمعة
21
شباط
2020
-
0:35
"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
ملأ العونيون الساحات لسنواتٍ من أجل الوصول إلى السلطة وإحداث إصلاحٍ فعليٍّ. وصلوا إلى الحكم بالشراكةِ مع آخرين عرقلوا مشاريعهم ومنعوهم من إتمامها.
يقف النظام القديم اليوم حائلًا بين الشعب ومالهم، بين العونيين وغير العونيين من جهة وبين من يحتجز تعبهم جميعًا من ناحية ثانية.
حينها، قرّر العونيون العودة إلى الشارع لدعم قيادتهم السياسية في معركتها مع من يحتجز أموال الناس ويهرّبها إلى الخارج، فنزلوا إلى الحمرا.
أمام مقهى الكوستا سابقًا وصولًا إلى مصرف لبنان سيرًا على الأقدام، يلاحظ المارّون من هناك كيف يترقّب روّاد المقاهي، الذين شاركوا في معظم تحرّكات الحَراكِ منذ 17 تشرين الاول، تحرّك جمهور التيار الوطني الحر تجاه المصرف.
نظرات هؤلاء لا توحي بالارتياح. ارتيابٌ من أن يسحبَ العونيون الأضواء منهم، وخوفٌ من طابورٍ خامسٍ يوقع الأسوأ.
بين حائط تأمين وزارة الداخلية وحائط الخوف أمام مصرف لبنان احتشد العونيون. في البدء بدا العدد خجولًا. مرّت نصف ساعة فتبيّن أن عناصر الحزب التقدّمي الإشتراكي قد أقاموا حاجزًا يُعيق وصول حافلات التيار الوطني الحر إلى المصرف.
بالطبع، شعر ركّاب الباصات البرتقالية لدقائق معدودة أن هناك إدارة مدنية جديدة وُلدت على مدخل كليمنصو. تحضّر البعض منهم لمواجهةٍ قد تحصل. حضر الجيش اللبناني وفتح الطريق. تذرّع مناصرو النائب السابق وليد جنبلاط أن هناك دعواتٍ عونية لمحاصرة بيت جنبلاط القريب من المصرفِ، الأمر الذي نفاه مسؤولون في التيار الوطني الحر.
في السياسة، عكس تحرّك الإشتراكيين التخوّف الحقيقي من انطلاق معركة فضح مهرّبي الأموال بشكل كبير، ولاسيّما أنّ نزول جمهور التيار الوطني الحر إلى المصرف ليس يتيمًا، بل سيُتبع بإجراءات في المجلس النيابي وكذلك في القضاء للدفع قدمًا نحو كشف الأسماء وتجميد الأموال في الخارج.
أجواء التيار تشير بوضوح إلى أن هذا التحرّك لن يكون الأخير، وأنّ تحرّكات مماثلة ستشهدها الفترة المقبلة، للسير جنبًا إلى جنبٍ مع مشروع رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل وقيادة التيار في مكافحة الفساد بشكلٍ جديٍّ.
أما على صعيد المشاركة، فحضر قياديون من التيّار فيما تغيّب النوّاب، حيث كان الحضور الأكبر لعضو المكتب السياسي في التيار المحامي وديع عقل.
هذا ويشير كثيرٌ من المشاركين في التحرّك أنّهم يعلّقون الآمال على قيادتهم في متابعة ملف تحرير أموال صغار المودعين، والذي يبدو أنّ عقل هو من يتابعه عن كثبٍ.
يتّهم البعض جمهور التيّار، أنّه يتظاهر اعتراضًا على اجراءاتٍ تتخذها السلطة التي يشترك حزبه فيها.
الواقع يفيد، بأنّ ما من وسيلة إلاّ وبُذلت في المجلس النيابي والقضاء لمواجهة اجراءات السلطة المالية وحتى الساعة النتيجة ما زالت غير ملموسةٍ حيث أنّ أيادي الفساد تغلب يد الإصلاح في كباشِ التغيير. وعند المطالب المعيشية الموجعة والمحقّة لا بدّ للناس أن تقول كلمتها.
عام 2015، دعا العماد ميشال عون جمهوره إلى الإقتراع بكثرةٍ كي يتمكّنون من الإقتراع السليم فيما بعد. ويوم أمس، قرّر العونيون أنفسهم تعبيد طريق مكافحة الفساد المالي في القضاء والتشريع بأقدامهم، في وسطِ شارع الحمرا وأمام مبنى المصرف الذي بات بالفعل سجن آمال اللبنانيين ومدمّر شقاء عمرهم وتعبهم.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا