Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
حزب الله في زمن "الحصاد".. هذا هو المطلوب
علي الحسيني
|
الاثنين
02
آذار
2020
-
1:04
"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
في أيلول 2013 جرى بثّ مقطع شريطٍ مصوَّر لعنصر حزب الله مهدي ياغي وهو يتحدَّث عن حياةٍ مليئة بالقهر والألم بسبب حالة الفقر التي يُعاني منها مثله مثل أيّ شاب لبناني ينتمي الى عائلةٍ كادحةٍ تسعى إلى تأمين لقمةِ عيشٍ مغمَّسة بالدم.
"مقطع مهدي"، أبكى كلّ من شاهد الفيديو، وهو يشرح بعفويةٍ صعوبة الحياة ودرجة اليأس التي وصلَ اليها بسبب وضعه الاجتماعي وأمنيَته بنيل "الشهادة" علَّ الآخرة تكون أكثر عدلًا ورحمة من الحياة التي سرقت منه اكثير من الأمنيات والأحلام.
أمس، عادَ المشهد ليتكرَّر مجددًا، لكن هذه المرّة من إدلب من خلال شريط مصوّر لشاب من "الحزب" يُشبه مهدي بعفويته وهو يُعبّر عن لحظةٍ حرجةٍ يمرّ بها من أرضِ المعركة يُشبهها بـ"كربلاء".
بدا الشاب خلال تصويره المقطع بنفسه وكأنه يستسلم لأمنيةِ مهدي بعدما شعرَ بـ"الشهادة" تدنو منه. "ما فينا نقُب راسنا، للصراحة حصدونا حصد"، والكلمة الأخيرة (حصدونا) هي الأخرى لامست قلوب من شاهدوا الشاب وهو يتحدث عن "خذلان" روسي في السماء وهروب لجيش النظام السوري من أرض المعركة، وربما الشيء الوحيد الذي استطاع التسلّل هناك، سؤال تبادر الى ذهنه حول الأسباب التي تدفع بمقاتلٍ للوجودِ على أرضٍ تبعد عن حدودِ وطنه أكثر من 300 كلم.
منذ يومَيْن، وصلت أهازيج "النصر" إلى الضاحية الجنوبية، أربعون عنصرًا تركيًّا سقطوا في إدلب التي يخوض فيها حزب الله ربما آخر المعارك السورية شراسةً ضد الفصائل السوريّة المعارضة كتفًا لكتفٍ مع جيش النظام السوري وسط غطاءٍ جويٍّ روسيٍّ فعلَ فعله في الأيام الأولى قبل أن يغيبَ عن البصرِ والسمعِ.
الغضب في الضاحية يعمّ الأجواء كذلك بالنسبة الى بقيّة المناطق التي لحزب الله الوجود الشعبي والحزبي فيها، إذ هناك 9 من عناصره عبروا الحدود بالنعوش للمرة الأولى بعد انقطاعٍ طويلٍ عن مشهدٍ كان تكرَّرَ على مدى أعوامٍ طويلة ليعود اليوم برحلةٍ جماعيّةٍ لم يكن مهدي ياغي أوّل من اكتشفها وقد لا تكون هذه المجموعة آخرها. ويعود السؤال المفترض للعنصر صاحب الشريط المصوّر من ادلب حول أسباب وجوده في هذه الأرض ليطرح نفسه بين جمهور آنسته الفاجعة الأليمة مرض العصر (كورونا) فخرج ليهتف للشهادة والشهداء وللنصر والعودة إلى زمن "الإنتصارات".
في المقابل، استعاد خصوم "الحزب" مجددًا نقمتهم على قيادةٍ ظنّوا لفترةٍ زمنيةٍ أنّها دخَلَت في صومعة كي تتلو فعل الندامة على زجّها بشبّان لبنانيين إلى الموت خدمةً لمشاريعٍ إقليميّةٍ توسعيّةٍ أو طمعًا بغنائمٍ مقبلة على أطباقٍ من فضّة.
هؤلاء الخصوم الذين لم يدخلوا بالأمس في لعبة المحاور على الرغم من تأييد معظمهم لأي خطوة عسكرية ميدانية يُمكن أن يُحققها الجيش التركي في مواجهةِ النظامَيْن السوري والإيراني، إلّا أنهم في الوقت نفسه لم يركنوا الى الصمت في ما يتعلق بتجاوزات حزب الله الحدودية فراحوا يسألون عن سبب توجيه بوصلته نحو ادلب بعد سنواتٍ على تغاضيهم عن شعارات حماية الحدود والمقدسات والتي وصلت في ما بعد إلى حلب وحماة ودمشق والقلمون، واليوم في ادلب.
بغض النظر عمّا إذا كان حزب الله يعلم أو لا يعرف بأنّ سقوط شبّان لبنانيين خارج وطنهم وحدودهم مهما كانت القضيّة التي يؤمنون بها أو المعتقد الذي يحملونه سيكون محل انتقادٍ لاذعٍ من بقيّة اللبنانيين وذلك بالإستناد إلى تأكيدٍ سابقٍ للأمين العام السيد حسن نصرالله بأنّ حزب الله لن يكون طرفًا في الحرب داخل فلسطين وذلك ردًا على سؤال، لا بدّ له أن يتخذ الموقف السريع اليوم الذي يُجنّب لبنان عمومًا المزيد من الإنزلاق نحو المجهول خصوصًا بما فيما يتعلّق بتدخلاته الخارجية، ويُجنّب الطائفة الشيعية خصوصًا المزيد من العداء والخصومة مع الداخل والخارج.
وهذا الأمر يتطلب من "الحزب" الانتقال الى تحقيق أحلام الشهيد مهدي ياغي بالبحث عن أدنى مقوّمات الصمود لبيئته كي لا يُصبح الموت الوسيلة الوحيدة للهروب من الواقع الاجتماعي، وإلى فكّ الحصار فورًا عن الذين يُشبهون العنصر الذي عبَّر عن "الخذلان" و"الحصاد" الذي طاولهم في إدلب.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا